سيدي رمضان... !!

بقلم: توفيق الحاج


يصمت لساني الساخر تأدبا في حضرتك..، وتبقى غربة الوجدان في الكلمات شيئا ضئيلا من غربتك
لا أوحش الله منك وانت تقبل ..، فكيف يكون حالك وحالنا وانت تدبر..؟!!
والله لولا مكبرات الصوت من المسجد القريب تعلن قدومك لما انتبهنا للقدوم..!!
واااااأسفاه لقد شغلتنا عنك الدنيا كما شغلت عاد وسدوم..!! تفرعنا على بعضنا البعض ،ولم نستوعب من الماضي دروسه،وألهانا التكاثر وطلب الكراسي...، وتغريبة بديع ،وحمدين والبرادعي في المحروسة ، وهم البر والبحر كله في ازدياد ما بين محروم ، ومظلوم و مقسوم..!!
صرنا نلهث وراء الجزيرة ،والعربية والميادين بحثا عن فرج يقين.. لانقلاب عسكرالسيسي على الاخوان المسلمين..!!
فصار (التحرير) ملهم العلمان الملحدين المارقين ،وصارت (رابعة) قبلة الاولياء الصالحين ..، ولم نعد نسمع عن القدس ،ولاعن الزاحفين اليها بالملايين..!!
تأتي غريبا بلا بهجة رغم الزينات والاضواء .. تمسي في قوم نسوا الله ،وتاجروا به ..فاشغلهم في شهواتهم وبغضهم..، واستهزأ بهم ،وبطقوسهم ،ومراسيمهم كيف لا وقد ذبحوا الأطفال الأبرياء، واغتصبوا النساء ، ودمروا الفيحاء ..فاقترفوا الشنائع باسمه ،و انقسموا شيعا ،وقبائل تتصارع على فسطاط ملكه..!!

تأتي غربيا ..في حارة مظلمة كئيبة .. لا صوت فيها ،ولا فرح ..،لتجرحني ذاكرة الطفولة ،وأنا اهلل ببراءة مع أقراني ،ونلف الشوارع بالفوانيس الفقيرة حتى يأخذنا التعب مرحبين بك..!!
أين هذا من ذاك..؟!!
انت لم تتغير ..،بل نحن الذين تغيرنا ..جفت برائتنا فجفيتنا.. ،وغابت بساطتنا فغيبتنا.. ،غلظت نفوسنا فاغلظت لنا ..، وسخرنا ك طقوسا وتراويح فسخرت منا.. !!
فرطنا في الفروض، وتنطعنا في السنن ووظفنا مساجدنا ،واياتنا باسمك مطايا لأنانياتنا ،فنكت غزلنا .،.وفضحت سعينا..!!وبينت كم نحن كاذبون فاسقون..!! صلاتنا رياء..صيامنا رياء .. وكلنا هباء في هباء..!!

انت كما انت ،ونحن لسنا كما نحن.. أحن الىك ،وأنا أتذكر أمي، وأبي، وجدي، وجدتي ،وأعمامي، وحارتي كيف كنا نجتمع بحب ..،ونصلي بحب ،ونأكل بحب .. لم يكن بيننا في الحارة الا شيخ طيب منا نحبه ،ويحبنا .. لم يكفرنا احد ..،ولم نكفر بأحد.. كانت بساطة الإيمان فينا تزداد جمالا على جمال ببهاء حضورك ..!!
لم نكن بحاجة الى فتوى لكي نستشعر عظمتك.. ،ولم نكن بحاجة الى سيف يخيفنا ان نحن خذلناك ،وافطرنا يوما
،ولم نكن ولن نكون بجاجة الى وكلاء يمنحون، ويحجبون بالباطل رحمة الله وغفرانه
سيدي رمضان ..
لا تعتب علي وانا اخالك حزينا ..مقهورا مثلي وأكثر.. فكل شيء في غيابك قد تغير ..!!
لم تعد لك تلك الهالة والمهابة وقد اصبحت يا سيدي موسما لاحتفال مفرقعات والتهام الطيبات و مسلسلات كاسيات عاريات و موعظات باليات فانيات في غثاء الفضائيات.. !!
لا تعتب علي..،وقد تدنست النوايا ،فعظمت البلايا ،وعمت الخطايا ..، وسعى الساعون بسم الله كل الى غايته وهواه..تآمروا.. تطاحنوا ،واقتتلوا.. واستغاثوا ببغاة الروم ،وقد نسوا ان كرامتهم في القدس ديست ،وتداس مع كل صلاة..!!
سيدي رمضان ..
تأمل الصفوف الاولى.. وبينها مابينها من البغضاء والنميمة والنفاق.. كل يصلي ويدعوالهه وربيبه ومولاه. وكل يدعي الحق والصدق ..دون اخيه.. والله اعلم بكل خافية ولا يعلم كل شيء سواه
سيدي رمضان..
افطرنا ..تكرشنا ..تجشأنا ..حمدنا ..صلينا وتروحنا ..سهرنا .وقمنا الليل.تسحرنا ،ولاقينا وجه الله عند الفجر ..ولكنا نسينا ان بيننا من افطروا بالماء وكسرة يابسة.. أي تقوى من شيخ القطائف..وهو يفتي..(لمن الكرسي) ويسعل في الوجوه العابسة..؟!!
سيدي رمضان
رغم هذا الليل ..أهلا بك.. وندعو الله ان تكون قدوم خير ..لا فتنة فيك ،ولا بسوس..ندعو الله ان تطبب القلوب ، وتصلح الأمور ،وتقرب النفوس..!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت