العلاقة المصرية الفلسطينية لن تمحى بالتحريض (ورقة تحليلية)

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي


ذهلت مؤخرا من تلك الحملات التشويهية الضالة التي تتعرض لها العلاقة التاريخية ، بل والإثنية بين الشعبين الفلسطيني والمصري ، من فئة مأجورة
تنفذ أمور مرسوم ومدبر بليل ، تهدف إلى نيل تلك العلاقة المصيرية والتزاوجية بين الشعبين ..
بت حين اسمع واحلل الشعارات التي يطلقها البعض هنا وهناك أن الأمر ليس صدفة ،وليس مجرد ردة فعل على أحداث متسارعة ، بل الأمر مرسوم ومخطط له بدقة لتحقيق أهداف صهيوامبريالية ، تهدف إلى تحييد مصر عن جوهر الصراع ومسئولياتها التاريخية والدينية تجاه قضايا الأمة،والتي اختيرت لها بمنطلقات متعددة أعلاها الحتمية القرآنية ..

نثبت لهؤلاء المرجفين والمحرضين استحالة الانفصال الفلسطيني المصري ، انطلاقا من المنطلقات التاريخية والدينية والسياسية والاثنية والعرقية التالية :
- علاقة الجغرافيا والتاريخ والحدود المميزة ، حيث أن الشارع الذي يربط بين فلسطين ومصر تاريخيا كان يطلق عليه شارع (حورس) كبرى آلهة المصريين القدماء

- الوثائق التاريخية والتاريخ الشفوي يثبت أن قرى فلسطين قبل احتلالها من الصهاينة ،كانت مقسمة إلى أربعة أرباع ، وكان لكل قرية ربع خاص بالمصرين، ولو بحثنا في أصول اللاجئين الفلسطينيين في غزة لوجدنا أن أكثر من ربعهم مصري الأصول بهوية مصرية بامتياز

- حصول الآلاف من الفلسطينيين على الجنسية المصري حسب القانون المصري ، المجيز حصول الجنسية لأبناء الأم المصرية ، يدل على ان معظم أمهات الفلسطينيين من جذور مصرية

- ارض فلسطين بشكل عام ، وغزة بشكل ، خاص خضبت بدماء حوالي 50 ألف شهيد مصري ، إبان العدوان عليها ، ولو حسبنا منذ حملات التتار والمغول والصليبين ، والصهاينة معاً ، لفاق العدد ..

- إذا أرضنا الفلسطينية مخضبة بدمائهما الزكية ، ونحن شربنا وأكلنا من تلك الأرض ، واختلطت دماءنا رغم انف المغرضين

- تاريخنا واحد ومصيرنا واحد وتعليمنا واحد ، نهلنا المناهج المصرية ، وأجيال عديدة منا تعلمت في جامعات مصر ، ونهلوا وتبادلوا المعارف والحضارة بشقيها المادي والمعنوي

- الآلاف من الفلسطينيين استشهدوا أيضا على ارض مصر ،وشاركوا في رد العدوان عن مصر الحبيبة ، وفرحوا لنصرهم ، وحزنوا مع أحزانهم

- لست أبالغ حين القول ان فلسطين تصفق لمصر في كافة بطولاتها وساحاتها ، حتى حين تشارك منتخباتها في بطولات عالمية كروية وغيرها ،يكون الانحياز واضح للمصرين ، وبشكل تلقائي ، لان الدم المشترك والمتمازج يتحرك تلقائيا

الحقيقة القرآنية والإسلامية تؤكد فلسفة التلاحم بين الشعبين المنطلقة من حقيقة دعوتنا كفلسطينيين دخول مصر امنين ، والاعتداد بجيش الكنانة ، الذي يحاول الصهاينة والإمبرياليين الجدد تفريغه من محتواه ، وتدمير تلك القلعة العربية الشامخة ، واجتراره إلى معارك هامشية تهدف إلى خلخلة القوى المصرية ، كونها إحدى كبرى دول المواجهة، ووجد المتآمرين أن الطريق يبدأ من ضرب العلاقة المصرية الفلسطينية ، وخلخلة الجدار المتين ، والانفراد بالفلسطينيين لوحدهم .

انطلاقاً من هنا وجب علينا التحذير ، وقرع جدار الخزان لنسمع للناس أصواتنا بأن المؤامرة لن تنجح لأن مصر ليس عشرات غيبوا عن الحق انسجاما مع مصالح ضيقة ، بل ملايين يهتفوا لفلسطين وينظروا الزحف نحو القدس فهل وصلت الرسالة ..د ناصر إسماعيل اليافاوي أمين عام مبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت