لماذا تركت وكالة الغوث اللاجئ أحمد الهسي لمصيره؟ رسالة مفتوحة للأخ محمد عساف

بقلم: محمد صبحي السويركي

لماذا تركت وكالة الغوث اللاجئ أحمد الهسي لمصيره؟

رسالة مفتوحة للأخ محمد عساف

الأخ المحترم الفنان محمد عساف
سفير النوايا الحسنة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا
بداية، تهاني الحارة لكم بحلول شهر رمضان المبارك، اعاده الله عليك وعلى أسرتك الكريمة والشعب الفلسطيني باليمن والبركات
وتهاني الشخصية بما أوصلك الله إليه من إنجازات في فترة قصيرة، متمنيا أن يكون ما وصلت إليه خطوة تقربك إلى وجه الله الكريم، ووجه الوطن الجريح، فقد فتح الله عليك الدنيا من أوسع أبوابها، وهي حين تُفتح تغرق غالبية من تُفتح عليهم، راجيا الله لك السلامة..
وأتوجه إليك من منطلق ثقتي بمحمد عساف، الشاب النبيل الذي رأيناه على الشاشة متمسكا بأنبل ما لدينا نحن الشعب الفلسطيني،"يما" و"يابا" و"المخيم" و"الأسرى"و"الشعب" و"الوطن" و"القدس" و"السجود لله شكرا"..
متمنيا عليك المساعدة في حل مشكلة شاب من مخيمك، مخيم خانيونس، ومن بلدك فلسطين، بل يكاد يكون من جيرانك، ينطق كلمة"يما" مثلما تنطقها بالضبط..! وتوجهي إليك نابع من كونك سفير التوايا الحسنة للأمم المتحدة للشباب، وهي المسولة المباشرة عن هذا الشاب وأسرته كونه أحد اللاجئين الفلسطينيين
تعرفت على الشاب أحمد الهسي (لاجئ من معسكر خانيونس) منذ ما يقرب 15 عاما، وقصته تتلخص باختصار بأنه ولد مع مشكلة صحية، مما اضطره لإجراء عملية جراحية في غزة، لكن تلك العملية ألزمته فيما بعد إجراء مجموعة كبيرة من العمليات المستمرة، بلغت 53 عملية لغاية اليوم، استنزفته صحيا واستنفزت أسرته ماديا (كلفت الأسرة ما يزيد عن 230 الف دولار) مما اضطر اسرته الصابرة لبيع بيتها، والاستدانة، وأحد وجوه مأساة أحمد أن وضعه انعكس على جميع أفراد الأسرة، حتى أن أخاه قد تجاوز من العمر 45 عاما دون أن يفكر في الزواج، لأن حالة أحمد –للأسف- أرهقت الجميع، حتى الجيران الذين تم الاستدانة منهم، الكثيرون منهم لم يستردوا أموالهم فاضطروا للمسامحة..
شخصيا حاولت مساعدة أحمد مرارا، ولصعوبة الحالة، أعلنت قبل ما يقرب من 8 سنوات عن عرض اسمي للبيع (كاتب فلسطيني يعرض اسمه للبيع) وقد عُرضت الحالة في قناة العربية، وظهرت أنا وأحمد وأحد الأشخاص (أصبح وزيرا فيما بعد) على شاشة تلفزيون فلسطين، لكن المساعدة التي طلبناها لم تصل، فالوزير الذي ظهر على الشاشة مدافعا عن حالة أحمد، نسي أحمد حين صار وزيرا، بل وطلب منه ألا يتصل عليه بعد الآن، حتى أنني شخصيا راجعت بعض أعضاء المجلس التشريعي، لكن مراجعتهم لم تجدِ شيئا.
وللأسف، فإن وكالة الغوث لم تساعد أحمد، على الرغم من أنه وأسره يقعون تحت مسئوليتها المباشرة، والمساعدة الوحيدة تقريبا التي حصلنا عليها كانت مبلغ 30 ألف دولار تبرعت بها سيدة قطرية فاضلة، اشترينا من خلالها بيتا صغيرا في مخيم خانيونس لاحمد وأسرته، لكن أحمد اضطر لبيعه فيها بعد وتسديد ثمنه للدائنين الذين علموا بالأمر، وليعود أحمد وأسرته (والده ووالدته تجاوزوا السبعين من العمر) إلى المتاهة من جديد.
شخصيا أؤمن بأن أحمد الهسي تعرض لظلم وتنكر شديد، خصوصا من وكالة الغوث، ومن أولئك الذين عرفوه جيدا ولم يساعدوه ممن فتحت لهم الدنيا أحضانها وصار بإمكانهم أن يقدموا يد العون، ولولا أنني مؤمن بقضية أحمد (التي هي قضية كل فقير في فلسطين) لما وقفت إلى جانبه من خلال خطوة اعتبرها البعض"جنونا" تمثلت في عرض اسمي ومؤلفاتي للبيع من أجل مساعدة تلك الأسرة..
أتمنى عليك مساعدة أحمد، الذي قابلته قبل أسبوع وقد أجهش في البكاء قائلا/ "مات أبي، مات الرجل الذي صنع أسرة، وأنا فرقتها عن غير قصد من خلال معاناتي المرهقة"..
سيدي.. أنت الآن وجها لوجه أمام مسئوليتك بصفتك سفيرا للأمم المتحدة، ووجها لوجه أمام إنسانيتك، التي أؤمن بها.

الكاتب والباحث الفلسطيني محمد صبحي السويركي
0599991071
[email protected]
يمكنكم الاتصال على احمد الهسي على جوال رقم0599635060

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت