وعلى مدار السنوات الماضية قامت العديد من الوفود البرازيلية بزيارات لفلسطين، واطلعت على الإجراءات والممارسات الصهيونية بالأراضي المحتلة، وأصدرت العديد من برلمانات الولايات والمدن البرازيلية قرارات تضامنية ومناصرة مع القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني، واهمها قرارات باعتبار يوم 29/11 يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وأخرى للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين ونضالاتهم ومطالبهم، بالإضافة إلى المحاضرات والندوات التي تم اقامتها على مدار السنوات الماضية.
البرازيل دولة زاخرة بالنشاطات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، ولكن هل أداء الجالية الفلسطينية ومؤسساتها وقيادات الجالية كانت بمستوى هذه النشاطات؟ وهل تعاملت الجالية معها بطريقة منظمة أم فردية وعفوية؟ وما هو دور السفارة الفلسطينية؟!.
على مدار التحضيرات للمنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة، مجموعة من المؤسسات والافراد الفلسطينية أعلنوا عن تشكيل الاتحاد الديمقراطي كاتحاد موازٍ لاتحاد المؤسسات الفلسطينية، لتثبت الشهور اللاحقة بأن الاتحاد الديمقراطي ما هو إلا برجٍ من ورقٍ، انهار قبل بدء أعمال المنتدى، لغياب التجانس بين ممثلي الاتحاد، وفشله في حشد جاليوي رمزي لنشاطات المنتدى، والتي كانت نتيجتها فشل أغلب نشاطاته، حيث هذا التيار لم يتمكن من وضع برنامج نهضوي بديل قادر على استنهاض الجالية الفلسطينية واستغلال الحدث، وابتعدت مواقفه عن التنسيق والعمل المشترك.
أما اتحاد المؤسسات الفلسطينية المعترف به كممثل للجالية، أثبت على مدار الأحداث الماضية ان تمثيله هي شكلية بالأساس، وهذه الإشكالية هي ناتجة بالأساس عن ضعف الهيئة الادارية وقدرتها على الادارة وافلاسها، حيث لم تتمكن الهيئة الإدارية من وضع حلولاً لمعضلات الجالية وخلافاتها وتفعيل المؤسسات الفلسطينية المنضوية ضمن اطار الاتحاد، وان مشاركات الاتحاد بأي مناسبة برازيلية كانت تجري من خلال استبعاد العديد من الاراء والتوجهات واصحاب المواقف، وعلى اساس رغبة فردية وفئوية تتدخل بها اطرافا من اصحاب النفوذ بطريقة ما ومؤثرة على القرار وكيفية اتخاذه، وتكون ببعض الحالات استفزازية
لم تكن السفارة الفلسطينية بعيدة عن هذه النشاطات والأحداث من خلال شخص السفير نفسه، لقد غاب عن السفير أنه فقد القاعدة الجماهيرية التي كانت تتمتع بها السفارة وأن واقع الجالية ليس هو واقع الثمانينات أو بداية التسعينات، وان الرأي الواحد وفرضه قد ولى، وأن الاصرار على هذا الاسلوب من التعامل مع الجالية لا يجدي اليوم اطلاقا، وان الحلول للخروج من هذا الواقع ليس من خلال التمسك بالافكار البالية وفرض الرأي واسلوب الهيمنة والتفرد، وانما من خلال دعوة كافة ممثلي ووجوه ونشطاء الجالية ومؤسساتها لوضع برنامج وتصور يضمن مشاركة فعالة للجالية تكون بمستوى النشاط والحدث، وبما يليق بالقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا ونضالات الاسرى، ويعزز من حملة التضامن البرازيلية والدولية مع القضية الفلسطينية، وان تدخل السفير بالنشاطات الكبيرة التي كانت بالاساس مبادرة من قوى حركات اجتماعية ومدنية، كان تدخلا ترك سلبيات على دور السفير والسفارة، حيث أكد احد القياديين من اليسار البرازيلي " انه اثناء لقائه مع السفير الفلسطيني قبل انعقاد المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة حاول اقناع السفير بأن المنتدى الاجتماعي العالمي – فلسطين حرة هو منتدى وليس مؤتمراً ولكن السفير لم يقتنع ابداً".
الجالية الفلسطينية ينقصها الكادر الواعي على فهم واقعها وتناقضاتها بطريقة علمية من أجل اعادة الفعل الى المؤسسات الفسطينية وتعزيز حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل، مراعياً التحولات والتغييرات الطبقية والاقتصادية ، باعتبار أن الجاليات الفلسطينية بالشتات لعبت على مدار العقود السابقة دوراً أساسياً بكافة حملات التضامن العالمية ونشر القضية الفلسطينية بالمجتمعات الغربية، من خلال بناء افضل العلاقات مع الطبقات المحرومة والمناضلة وقواها واحزابها اليسارية والتي تتوجت أيضاً باعترافات عالمية بنضال الشعب الفلسطيني ونضاله العادل، فالمرحلة الحالية تؤكد على أهمية إعادة الفعل للتجمعات الفلسطينية بالشتات من أجل أن تعيد دورها وتلاحمها مع حركة التضامن العالمية مع نضال الشعب الفلسطيني.
جادالله صفا – البرازيل
13/07/2013
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت