أخط رسالتي لكم مهنئاً ومباركاً لكم ثورتكم العظيمة في وجه الظلم والإستبداد في وجه التهديد والأرهاب ، حيث أماطت ثورتكم المباركة اللثام عن القوم اللئام ، والذين فقدوا رشدهم بعدما فقدوا ضالتهم التي ضلوا يبحثون عنها أكثر من 80 عاماً وعندما كانوا يصلون إليها كانوا يفقدونها ، حصل ذلك في مرات سابقة إلا أن هذه المرة كان سقوطهم مدوياً إلى حد أدى ذلك إلى فقدانهم لحصافتهم ووعيهم وربما يؤدي إلى إخراجهم من المشهد السياسي بشكل نهائي إذا استمروا على عنادهم وإستمروا في معاداة الشعب بأكمله والذي خرج في مشهد مهيب ، مشهد لم يسبق له مثيل ، مشهد أصبح لزاماً على الجيش أن يقول كلمته ، وأن ينحاز لخيار شعبه ، ويحمي ثورثه ، ويصون كرامته ، يرفع عنهم الضيم و يظلل عليهم كالغيم .
أكتب إليكم يا شعب مصر العظيم من واقع خبرتي التي أكتسبتها على مدار أكثر من ست سنوات من حكم فرعهم في فلسطين ، أكتب لكم محذراً من أحداث قد تُفتعل ، وأدواراً قد تُمثل وتنتحل ، عبر أبواق الفتنة والإفك والإفتراء والتي ستوجه سهامها إليكم وستكيل الإتهامات لكل المؤسسات لإحداث الإنقسامات واللعب على المتناقضات ، وفي سبيل تحقيق ذلك لا تبالي لو تفجر العنف ، وإنعدم الأمن وانتشر الخوف ، وضاع البلد ، المهم بقاء التنظيم والذي يقوده من يدعي أنه سيد المرسلين ، يُقبلون يديه ويُلبسون رجليه ، ولا أدري أية بدعة هذه يا بديع .
ولأن الأيام تدور ولأن الظلم لا يدوم ، فمهما بلغت قوّةُ الظالم الظلوم ومهما بلغ ضعفُ المظلوم، فإنَّ الظالم مقهور مخذول، مصفّد مغلول، فسبحان من سمع أنينَ المضطهدِ المهموم، وسمع نداءَ المكروب المغموم، فرفع للمظلوم مكاناً، ودمَغ الظالم فعاد بعد العزّ مُهاناً ، وبجوار الرئيس المخلوع وجد له مكاناً .
أكتب لكم يا شعب مصر ، بعدما فقد البعض رشده ، وشحذ البعض سكاكينه وأخذ يوزع الطعنات ويلصق التهم والإهانات فلا يفرق بين عامة الشعب الفلسطيني الذي يُكن الإحترام لشعب مصر وجيش مصر وبين فئة قليلة مارقة ، تمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فئة من صغار العقول وغلاة المتشددين وتجار الدين ، فئة ظهر حجمها الحقيقي يوم خرجت غزة عن بكرة أبيها في مشهد لم يسبق له مثيل .
أكتب لكم يا إعلامي مصر الشرفاء ، يا من كنتم ضمير الثورة ونبض الثوار ، ولسان الأحرار ، لا ترمونا بسهامكم ولا تصورونا كالقوم الفجار الذين لا عهد لهم ولا ذمة ، ولا تخلطوا الحابل بالنابل ، والصالح بالطالح ، فمن أطاع الواشي ضيع الصديق والمُحب ، ولا تأخذوا الشعب بجريرة فئة مارقة ، للبوصلة فاقدة ، وللكراسي راغبة وزاحفة ، وفي سبيل ذلك فإنها قاتلة ... فإحذروها إحذروها فهي كالأفعى تتلوى حتى تُنهك الضحية فلا تتركها حتى تقتلها .
ورسالتي الأخيرة إلى خير أجناد الأرض ، إلى جيش مصر العظيم ، أقول لهم إن المهام الملقاة على عاتقكم جسيمة وإنكم كمن يقود سفينة تبحر وسط بحر متلاطم الأمواج شديد العواصف ، وبالرغم من تلك العوائق فإن السفينة لازال متوازنة ومتماسكة وصامدة بثبات ، تمخر عباب البحر في صمود فكونوا على يقين بأنكم حتماً لمنتصرين ، وكل ذلك بفضل ربانكم وملاحيكم الذين عبدوا بتضحياتهم خارطة طريق الأمل نحو مستقبل أفضل .
تنويه : في المصالحات بين أبناء الوطن الواحد لا يصح أن يتصرف طرف من أطراف الوطن بأنه منتصر إنتصار ساحق وأن الطرف الآخر مهزوم هزيمة نكراء فعلى الجميع التراجع خطوة واحدة والتلاقي في منتصف الطريق .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت