هو اتهام باطل يحتاج منا جميعا إلى تصحيح مسار ،والى ثورة تقييم للبناء الفكري فعندما نوصف اليوم بكل فخر وزهو كمثقفين ،وكأدباء ومفكرين وشعراء ،وساسة ،وإعلاميين لأننا تخطينا أمية القراءة ،والكتابة ولأننا لدينا ما يثبت ذلك لما قد اقتنيناه على أرفف حوائطنا المكتبية سواء من شهادة جامعية أوماجستير أو حتى الدكتوراه.. والحالة الواقعية هي أمية سائدة بكل صراحة في عدم القدرة على تصويب التحليل وعدم القدرة على الوعي والإدراك وفشل ذريع في التعامل مع معطيات المتغيرات بكل مرونة وبكل إبداع تلك الحالة الكارثية التي تجتاحنا ، فتطل علينا بكل كآبة من ملامح بشعة حاملة في ثناياها جهلا وإسفافا وتعنت وعقما ..!! .. هي حالة شاذة لا يمكن تجاوزها أو المرور بها مرور الكرام لأنها تستدعي خلع ضرس العقل عسى أن ينبت عقلا جديدا تنويريا يعيدنا إلى عالم الثقافة ،وعالم الفكر لكنها حالة ..تجعلنا نتخبط أمام أي أمر محدث من المحدثات التي تحيط بنا فتخنقنا بأذرعتها الشيطانية المتمردة كالأخطبوط وإلا ماذا يمكن تسمية ما يحدث في مصر وتونس وسوريا والعراق والسودان وفلسطين ؟!! ،نحن قد علمنا منذ نعومة أظافرنا أن الفضيلة علم وأن الرذيلة جهل ،لكن أين هي تلك الفضائل المتنحية إذا كان الجين السائد هو الرذيلة؟! اليوم انقسم ما يمكن تسميتهم بالمثقفين في مجتمعاتنا العربية تجاه القضايا المحورية الحساسة التي تكاد أن تفتك بنا فنجد كل طرف يهاجم الآخر بالأدلة والبراهين التي يعتبرها كل طرف قاطعة ومقنّعة بتشديد النون وليس بكسرها ،فنجد الضحايا من البسطاء في بلداننا حيارى ،ضيعى بين هؤلاء القوم وبين الآخرين ،وإلا ماذا يمكن لنا أن نوصف حال الباعة المتجولين الذين يبيعون بضائعهم نهارا في ميدان رابعة العدوية ،أوالنهضة ومن ثم باليل يتجهون سرا وبكل خفيه ، الى ميدان التحرير ..!!لكن ..هل إن هذا ينطبق فقط على الباعة أم على من يقفون في كافة الميادين الساخنة ..المهم أن الحقيقة المسلم بها والتي لا يمكن إنكارها هي أن الميادين الثائرة لا تخلو في أي بقعة من الجمهرة ،والحشود الهائلة كل مقتنع بان ما يخوضه من حرب شعواء طاحنة لا يتوانى أبدا في بذل المال والولد والنفس من أجل إعلاء المطالبة بالشرعية والدستورية والحرية ،كما يراها كل طرف أو فصيل حتى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي لا ينطق أبدا عن الهوى إن هو وحي يوحى عندما حدثنا فيما رواه عنه ..أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة.
حتى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ،أصبح يؤول ،والذي علمنا الخير كله ،وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، بين فيها ما تحتاجه الأمة في جميع شئونها حتى قال أبو ذر رضي الله عنه : ( ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم ، طائرا يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما) ولكننا اليوم أو الكثير منا يفسر الأحاديث تبعا لأهوائه ،وميوله ونزواته وحزبيته ،إننا لو تسألنا فيما يدور حولنا اليوم من هم أصحاب الحق ومن هم أهل الباطل لأشار كل فريق من الفرق المتنازعة الى الآخر بكل تعجرف وإسفاف ..ولو تساءلنا من هو الرويبضة لما تردد أي فريق من الفرقاء على توجيه أصابع الاتهام نحو الآخر ..!! أهكذا يامن تدعون الإسلام ويامن تكفرون الناس ..أهكذا علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقتل كلا منا الآخر من اجل إعلاء رايته ،ونسينا أن الراية العلياء هي راية الإسلام والتوحيد ..أهكذا علمنا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أن نتجرع الفتن ،وأن تراق الدماء الطاهرة الذكية هراء بين المسلمين ،صحيح أن الهجمة الشرسة ضد الدين الإسلامي منذ البدء ،ولكن أن يزج بهذه الهجمة ليحملها على الأعناق من هم لا ينتمون الى أحزاب أو تنظيمات إسلامية ،وكأن السفينة الناجية هي لأصحاب اللحى وأصحاب الجلابيب البيضاء الناصعة البياض وللذين يعتلون المنابر ،وفي الذين يعتلون المنابر أود أن أشير هنا الى خطباء الفتن ،الذين يبررون كل ظالم ظلمه فيبقى كما أسلفت الرويبضة هو خصمه المتنازع معه ولا حول ولا قوة إلا بالله ..الى الذين يقومون بالتحريض وبالفتن جهارا عيانا أقول لكم مستذكرا حادثة الرسول صلى الله عليه وسلم لما أتى على قوم تُقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد ، كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم ، فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟ قال : هؤلاء خطباء الفتنة خطباء أمتك يقولون مالا يفعلون.حقا إذا انفصلت الكلمة عن السلوك انقلبت المناهج كلها !!
أقول حقيقة برأيي الغير ملزم دائما أن الغضب الذي ينصب علينا ،والحيرة التي تنتابنا لأن الدنيا وضعناها في قلوبنا لا أيدينا وكل ما يحدث بنا من بلاء وكوارث.. لأننا قد ابتعدنا عن المنهج الرباني لا يسعني في آخر القول سوى أن أقول اللهم بيض قلوبنا التي اسودت ، ونقي ضمائرنا ،وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. واجعل بلدنا آمنا سالما وجميع بلاد المسلمين، اللهم اسلك بنا سبيل الأبرار، ووفقنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا وأحسن عاقبتنا وأكرم مثوانا برحمتك يا أرحم الراحمين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت