رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
حذر وزير الاسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع من خطورة الوضع الصحي للأسير عبد البرغوثي المضرب عن الطعام منذ اكثر من 80 يوما على التوالي والذي يزداد صعوبة يوما بعد يوم، مطالبا المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان بتكثيف جهودها في وسائل مساندة الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي في سبيل اطلاق سراحهم
وعن زيارة النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي احمد الطيبي للأسير البرغوثي الذي يتلقي العلاج في مستشفى العفولة مكبل اليدين والساقين قال قراقع في تصريح لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"ان "الاسير البرغوثي الذي يحمل الجنسية الأردنية طلب بنفسه مقابلة النائب الطيبي لخطورة وضعه الصحي، وقد لبى الطيبي دعوته على الفور وقام بزيارته مساء امس الاحد ".
واكد قراقع ان "الاسير عبد الله البرغوثي الذي يطالب بحرتيه يتعرض لانتكاسات صحية كبيرة، ومن المحتمل ان تصيبه أمور لا تحمد عقباها في المستقبل القريب وهذا بدا بصورة واضحة على بدنه ويظهر عليه قرحات في جسده وارتفاع بحرارته."
ودخل الاسير البرغوثي المحكوم بأطول حكم في سجون إسرائيل ( 67 مؤبدا) في إضراب عن الطعام، مع عدد من الأسرى الذين يحملون الجنسية الأردنية مطالبين بإطلاق سراحهم وترحيلهم إلى الأردن لقضاء ما تبقي من مدة الأحكام عليهم تطبيقا لاتفاق "وادي عربة" الموقع بين الأردن وإسرائيل
وكان قد حذر الوزير قراقع من أن أوضاع هؤلاء الأسرى في مستشفيات السجون الإسرائيلية غاية في الخطورة، وصرح بأن البرغوثي خاصة في حالة خطر شديد، وأنه معرض للموت المفاجئ في أي لحظة، وقد أصيب بانسداد في الشرايين بحيث لم يعد جسده يتجاوب مع المحاليل، ولم تعد الإبر قادرة علي الثبات في أوردته بسبب حالة الضمور والانكماش في خلايا جسده، وفشل الأطباء في إعطائه أي مدعمات طبية بسبب تردي وضعه الصحي لأن الأوردة في حال انكماش كاملة، وهو ما أدى إلى نقص حاد في مستوى الرؤية ودخوله حالات غيبوبة طويلة تصل إلى 17 ساعة يوميا، وفقدانه 20 كيلوجراما من وزنه ومعاناته من آلاما حادة في كل أنحاء جسده, بحيث أصبح جسده غير قادر علي تصريف الأدوية، وهناك خشية من تلف الكبد لديه مما يدخله في مرحلة الخطر المتقدم.
قد هدد الأسرى الفلسطينيون بتصعيد غضبتهم إلى حدود لم تشهدها السجون الإسرائيلية من قبل، في حال تعرض الأسير البرغوثي لأي مكروه عقب تدهور وضعه الصحي ووصوله إلي مرحلة الخطر القصوي، وبعد أنباء تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية عن موته سريريا.
وبسبب الإرهاق والتعب جراء وقف الطعام والشراب أكدت وزارة الأسرى والمحررين أن الأسير البرغوثي لم يعد قادرا على تعاطي الحقن الطبية، وأكدت أن حالته الصحية "تدهورت بشكل خطير قد تؤدي إلى استشهاده".
والبرغوثي (41 عاما) هو من قادة الجناح المسلح لحركة حماس كتائب القسام، وتتهمه إسرائيل بالتخطيط وتنفيذ العديد من العمليات المسلحة التي أسفرت عن مقتل 67 إسرائيليا وجرح أكثر من500 في سلسلة عمليات نفذت بين عامي2000 و2003.
وحرم البرغوثي منذ13 عاما من رؤية والديه، ولم ير زوجته وأولاده منذ ستة أعوام، ومكث بالعزل الانفرادي ثماني سنوات، كما رفضت اسرائيل إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها مع حركة حماس برعاية مصرية قبل عامين.
ولد البرغوثي بالكويت عام1972 حيث إقامة أسرته، وفي الثامنة عشرة من عمره شارك في حرب الخليج الأولى ضد القوات الأمريكية حيث اعتقل على أثرها شهرا وأفرج عنه بعد نهاية الحرب، وبعدها رحل إلى الأردن حيث أقامت عائلته وعمل في إصلاح السيارات لفترة، ثم سافر إلي كوريا الجنوبية لإكمال تعليمه الجامعي وتخصص في الهندسة الإلكترونية بمجال تصميم وتصنيع اللواقط الفضائية لكنه لم يستطع إنهاء دراسته وتزوج إحدي الفتيات الكوريات، وبعد خمس سنوات عاد سنة1998 إلى عمان وتزوج مرة ثانية، ثم تغير مسار حياته وانحني إلى التدين، وعمل في إحدى شركات تصنيع التليفزيونات كمهندس إلكتروني، واستقر بقريته بيت ريما بقضاء رام الله، ورزق ببنت تالا وولد أسامة.
ولم يكن الاسير عبد الله البرغوثي يحمل بطاقة هوية فلسطينية لأن عائلته كانت قد فقدت المواطنة أثناء وجودها في الكويت، ولكنه استطاع القدوم لفلسطين عن طريق تصريح الزيار، وهناك شرع بتأسيس عائلته التي عاشت معه فترة مطاردته وإشرافه على تنفيذ عدة عمليات ضد أهداف في إسرائيل.
قادته مهاراته في مجال تصنيع المتفجرات عن طريق ابن عمه الأسير أيضا بلال البرغوثي للانضمام لصفوف كتائب القسام, حيث عمل علي إنتاج العبوات الناسفة وإنتاج مواد سامة في أحد المخازن في بلدته، استخدمت القتلي في العمليات الفدائية، ومن بين العمليات البارزة التي شارك فيها عملية سبارو التي شكلت الشرارة الأولي, وعملية الجامعة العبرية، ومقهي مومنت، والنادي الليلي في مستوطنة ريشون لتسيون قرب تل أبيب وقتل فيها نحو53 إسرائيليا وجرح نحو370آخرين.
وفي5 مارس2003 استطاعت المخابرات الإسرائيلية اعتقاله أثناء خروجه من أحد مستشفيات رام الله حيث كانت تعالج طفلته تالا عندما فوجئ بالقوات الخاصة تقتحم يديه وتكبله.
وعلى الرغم من أن أقصي مدة تحقيق مسموح بها قانونيا لا تتجاوز90 يوما، فإن التحقيق المتواصل مع التعذيب استمر معه مدة زادت على 5 أشهر، حيث اعتقل في مارس وخرج من التحقيق في نهاية شهر أغسطس من العام نفسه، وفي13 نوفمبر2003،عقدت المحكمة العسكرية الإسرائيلية جلسة عاجلة نطقت فيها بالحكم النهائي وذلك ب67 مؤبدا وهو أعلى حكم ضد أسير فلسطيني.