(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) نجمٌ هوى بعد تألقٍ وكذا الشهبُ تظهرُ ثمَ تغيبُ فخرُ الرجالِ ابو سكرٍ قد مضى إلى جوارِ عرشِ الرحمنِ قريبُ، ففي شهر رمضان شهر المغفرة والرحمة وشهر الانتصارات الإسلامية استشهد القائد الفلسطيني احمد جبارة ابو السكر عن عمر يناهز ثمانية وسبعين عاما وهو صائم رحمه الله وأمطره بشأبيب رحمته ورضوانه، استشهد هذا القائد الفلسطيني وهو واقف كالأشجار، فإن عشت فعش حراً وان مت فمت كالأشجار وقوفا كالأشجار، لقد استشهد هذا القائد الفلسطيني فتوقف قلبه الكبير عن الخفقان، هذا القلب المفعم بحب الوطن فلسطين ، فصعدت روحه الطاهرة إلى باريها وهو في الميدان، هكذا هم رجال الفتح المخلصين الميامين، لم يتخلَ في يوم من الأيام عن أداء الواجب وتلبية النداء الوطني، فهو قبل استشهاده بيوم واحد كان في مهمة وطنية في زيارة أهالي الأسرى والمعتقلين حسب ما ذكر وزير الأسرى الأخ المناضل عيسى قراقع صديقه ورفيق دربه في السجون والزنازين، والذي أثناء رثاء صديقه توقف عن الكلام مغشيا عليه حزنا وكمداً على فقيد الشعب الفلسطيني الغالي. فلقد أمضى هذا البطل ثمانية وعشرين عاما في السجون والزنازين، وعندما تحرر هذا الليثُ الغدنفري من الأسر لم يتطلع كغيره ان يصبح وزيرا أو محافظا ولم يطلب لنفسه أي شيء رغم انه يستحق كل شيء، ولكنه القائد الحقيقي والرمز الفلسطيني والذي ضرب اروع الأمثلة في النضال الدائم المنقطع النظير والكفاح المستمر. اصبح بعد تحرره دائم الحركة ما بين المدن والقرى والمخيمات في زيارات تفقدية لأهالي الأسرى وتقديم الواجب ورفع معنوياتهم وشحذذ هممهم، وكان يقول لهم أنا الأسير المحرر احمد ابو السكر أقف اليوم أمامكم لأقول لكم ان النصر آت لا محالة وان شمس الحرية لا بد لها ان تشرق لانه دائماً ما بعد الظلام والعتمة شعاع نور وآمل فلا تفقدوا الأمل يا أحبائي ، فكم انت كبير وعظيم وإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حقاً أبا السكر انك مفخرة فلسطينية ليس لقرتيك ترمسعيا بل لكل فلسطين، وحقا ان الرجال مواقف و يقفون وقفات عز وشموخ وانت من هؤلاء الرجال الرجال يا اعز وأغلى الرجال والذي لم ينحني يوما إلا لرب العالمين أثناء الصلاة. فعليك الرحمة والسلام يا سنديانة فلسطين، حقاً لقد بكتك فلسطين وذرفت عليك الدموع، ولكننا مسلمون ونؤمن بقضاء الله وقدره، نعم لقد بكى الأسرى في السجون على فراقك لأنهم خسروا أبا حنونا ً، فإلى جنات الخلد يا شهيد الوطن ويا نسر الوطن المحلق في السموات العلا كي تلحق بكواكب الشهداء، باخوانك ورفاق دربك أبي عمار وأبي جهاد وأبي أياد وكافة شهدائنا الأبرار ، نعاهدك أيها الشهيد البطل ونعاهد من سبقوك من القادة الرموز على مواصلة السيرة والمسيرة حتى تحرير فلسطين وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والحرية لاسرانا البواسل واسيراتنا الحرائر في باستيلات بتي صهيون.
بقلم فراس عطيه الطيراوي
شيكاغو
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت