أسير محرر منذ 34 عاما يطالب الجهات المسئولة بتعويضه عن هدم منزله من قبل الاحتلال

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
ما زال بيت المناضل الفلسطيني عبدالله محمود حميد عياش الذي تعرض للهدف والتدمير من قبل الاحتلال الاسرائيلي في العام 1979 على أثر اعتقاله وتوجيه تهمة له بالمقاومة والكفاح المسلح شاهدا على همجية وجبروت هذا الاحتلال .

الأسير المحرر عياش والذي أمضى في سجون الاحتلال أكثر من عشرين عاما وأفرج عنه في عملية لتبادل الأسرى في العام 1985يرفض اعادة بناء منزله المدمر في حي الشوكة شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة والذي يشعر أي شخص عندما يشاهده عن بعد أنه ما زال قائما ولكن عند الاقتراب منه يرى أن أعمدته وجدرانه منهارة لكنها مستندة على بعضها البعض.

منزل الأسير المحرر عياش والذي نسف من قبل جنود الاحتلال في العام 1979 يؤمه كل من يزور المنطقة كشاهد على جريمة الاحتلال في تلك الفترة .

والغريب في الأمر أن هناك أسباب أخرى لعدم قيام عياش والذي كان يعمل في أحد الأجهزة الأمنية قبل أن يتقاعد على رتبة عالية باعادة بناء منزله، على خلاف كل منازل المناضلين التي تعرضت للهدم وحصلت على تعويض لإعادة بناؤها من جديد بعد رحيل قوات الاحتلال عن قطاع غزة، وهو أنه بالرغم من مرور هذه المدة الزمنية الطويلة لم يحصل على تعويض ولو فلس واحد بالرغم من امتلاكه للأوراق الثبوتية التي تؤكد صحة كلامه .

يقول المناضل عياش:"أنني التحقت بالثورة الفلسطينية منذ مطلع سنة 1969م, ضمن قوات التحرير الشعبية, وتعرضت للاعتقال عدة مرات, وكانت المرة الأولى سنة 1970, والثانية سنة 1973, والمرة الثالثة سنة 1978, والمرة الرابعة سنة 1979, والمرة الخامسة سنة 1989."

وأضاف عياش "أنه في المرة الرابعة لاعتقالي قام الاحتلال بنسف بيتي الواقع في منطقة الشوكة شرقي مدينة رفح, كما هدم بيتي الواقع في بلوك جي في معسكر اللاجئين برفح."
وأشار إلى أنه نظراً لاعتقالي واعتقال زوجتي ووالدتي في تلك الفترة لم يقم أي شخص بتبليغ هيئة الصليب الأحمر عن نسف بيتي الواقع في منطقة الشوكة, ولكن ابن عمي الذي تضرر بيته الملاصق لبيتي في بلوك جي في معسكر رفح للاجئين قام بتبليغ الصليب الأحمر عن بيته وبيتي الملاصق له فقط في بلوك جي في معسكر رفح للاجئين, ولم يكن يعلم عن نسف قوات الاحتلال لبيتي الواقع في منطقة الشوكة.

ونتيجة ذلك كما يوضح الأسير المحرر عياش تم تسجيل البيت الواقع في بلوك جي لدى هيئة الصليب الأحمر, وبعد خروجي من السجن ضمن صفقة تبادل الأسرى في 20/5/1985, وأثناء مراجعتي للصليب الأحمر للحصول على إفادة بنسف بيتي الواقع في منطقة الشوكة, أبلغني الموظف المسؤول أنه لم يكن مسجلاً لعدم التبليغ عنه, وأن الصليب لا يعترف بأي أضرار إذا لم يُبلغ عنها في فترة اسبوع على أكثر تقدير من وقوع الحادثة.

وأكد المناضل عياش أنه لم يستسلم لهذا الكلام ويقول "طرقت جميع الأبواب وراسلت جميع الجهات المسئولة ومنهم وزير الأشغال العامة الفلسطيني بعد قدوم السلطة, ولم يُفيدني بشيء, وتقدمت إلى وزير الأشغال العامة / في حكومة غزة يوسف المنسي بكتاب راجياً منه إلحاق بيتي المنسوف ضمن برنامج الاعمار الناجم عن العدوان الإسرائيلي سنة 2006, فوعدني خيراً, وأصدر تعليماته إلى مكتب الأشغال بمحافظة رفح لأخذ البيانات ورفع تقريره, وبعد مراجعتي لوزارة الأشغال العامة بعد ثلاثة أعوام تقريباً تلقيت بتاريخ 10/7/2011 كتاب من مكتب وكيل وزارة الأشغال يُبدي أسفه لعدم تمكن الوزارة من معرفة هل تم تعويض المواطن عن المنزل من أي جهة لقدم الحالة ومرور أكثر من سلطة وحكومة على قطاع غزة .!!

وشدد المناضل عياش على أنه" من حقه كباقي المناضلين من أبناء شعبي والذين حصلوا على تعويضات أن أحصل على تعويض عن هدم منزلي"، مشيرا إلى أن فترة السبعينات تختلف عن هذه الفترة وأن اعتقال كل أفراد أسرتي على يد الاحتلال جعل التبليغ من هدم البيت أمرا في غاية الصعوبة.

وطالب المناضل عياش الجهات المسئولة سواء في غزة أو الضفة بانصافه وتعويضه عن الأضرار التي لحقت به ومنها هدم منزله مبديا استعداده لتزويد كل الجهات الرسمية بالأوراق الثبوتية معلنا تحديه أن يبثث أي شخص أنه تلقى أي تعويض من أي جهة كانت !!

تقرير/عبدالهادي مسلم