مضى على تشكيل الحكومة الفلسطينية "والتي قدمت إستقالتها " أكثر من شهر ونصف ، وقد أعلنت هذه الحكومة وفور تشكيلها أنها بصدد إعداد خطط وبرامج تٌحدد فيها أولوياتها للمرحلة المقبلة ، إلا أنها حتى هذه اللحظة لم تٌعلن عن هذه الخطط ولم تضعها على سكة التنفيذ ، ومعروف أن هذه الحكومة والتي تم سلق تشكيلها على عجل قد شهدت دخول وزراء جدد عن قطاع غزة ، أٌنيط ببعضهم حسبما يقال ملفات مهمة فيما يتعلق بتصحيح ومعالجة المشاكل التي يعاني منها القطاع ، إلا أنه كالعادة تم إدارة الظهر لكافة المشاكل التي يعاني منها أبناء القطاع ، وتم الضرب بعرض الحائط بكافة احتياجاتهم ، وظهر وجود هؤلاء الوزراء من باب إكمال الديكور الوزاري ، وقد كنت قد كتبت في مقال سابق أين وزراء غزة ، أِشرت فيه إلى حالة السكون واللامبالة لدى وزراء غزة بالإضافة إلى عدم القدرة على التغيير في الطريقة التي يتم التعامل بها مع ملفات مواطني وموظفي غزة ، وكٌنت قد نصحتهم حينها بالإستقالة إذا لم يكونوا على قدر المسؤولية .
هذا ولقد بات معروفاً أن هذه التشكيلة الوزارية قد خلت من أية وزراء ينتمون لحركة فتح أو كتلتها البرلمانية عن قطاع غزة والذين هم أكثر دراية وإدراكاً لحجم المعاناة التي يعاني منها أبناء الحركة سواء أكانوا من الموظفين أم من جيش المُعطلين عن العمل .
ولما كان تشكيل هذه الحكومة قد أبقى على بعض الوزراء من حركة فتح في الضفة الغربية ، حيث تولى هؤلاء الوزراء بعض الوزارات المهمة والتي لها تماس مع شرائح مهمة ومختلفة من أبناء شعبنا ، فلقد توسم أبناء الحركة في قطاع غزة الخير بوجود مثل هؤلاء الوزراء والذين يأتون من خلفية تنظيمية واحدة والتي كٌنا نعتقد أنها على إطلاع كامل بحجم المعاناة التي يعاني منها أبناء القطاع ، وأن هؤلاء الوزراء سيغيرون من أسلوب التعامل المخزي والمهين الذي يتم التعامل به مع ملفات موظفي غزة .
هذا الأسلوب الذي أملت جماهير الحركة ومناصريها أن يتغير بعدما خرجت في مشهد لم يسبق له مثيل لُتعلن بيعتها للقيادة ولتؤكد على شرعيتها وتُعلن رفضها لنهج الإنقلاب والظلم والمتاجرة بإسم الدين ، كانت الجماهير تتوقع المكافأة والمساندة فجاءتها الطعنات وتم الدوس على الكرامات وتم الإستمرار في مسلسل الإهانات .
إن هذا الاسلوب اللإنساني واللأخلاقي الذي يتم التعامل فيه مع هؤلاء الموظفين لم يقتصر على الوزراء ، بل نتيجة لممارسة سياسة الإهمال والإقصاء في التعامل معهم إنتقلت طريقة التعامل من الوزراء إلى الموظفين العاديين ، الذين أصبحوا يعاملون زملاءهم ونظرائهم بكل سخرية وازدراء .
يعاملونهم بكل خسة وانتهازية ، إلا من رحم ربي ممن ما زالت النخوة والحمية في صدورهم ولم تلوثها جراثيم العنصرية والنظرة الدونية ، جراثيم التسلق والكذب والخداع ، هؤلاء هم البقية الباقية ممن يعتقدون أن الكرامة والعزة لا يمكن أن تشترى أو تباع .
كنا نعتقد أن وزراء الحركة سينظرون لأبنائهم في القطاع بنظرة مختلفة وسيتعاملون معهم بمنطق الأبوة فهم الأبناء الشرعيون المتمسكون بالشرعية والذين لم يقبلوا الدنية والذين توجه لهم اللكمات والطعنات والإهانات من كل صوب وحدب ، ولكن يا للأسف فالنظرة بقيت كما هي والتعامل مع أبناء القطاع يتم بمنطق اللقيط الذي لا صاحب له ولا مريد ، فهم في نظرهم أبناء غير شرعيين ويستعيذون من ذكرهم من الشيطان الرجيم.
إنني وإن أتحدث عن هذا الموضوع الهام والحيوي لأجد غصة في حلقي ولا أعرف كيف أبرر هذا التعامل المهين ممن يفترض أن يكونوا كالبلسم الشافي والطبيب المداوي .
ورسالتي الأخيرة لكل الوزراء سواء أكانوا غائبون أم مغيبون ، الوزراء الذين إمتلأت جيوبهم وبطونهم بكل ما يشتهون ، و نسوا رسالتهم وصاروا بكل واد يهيمون ، وهم يعتقدون أنهم كالحمام الزاجل يطيرون ، وبالسفريات ينعمون ، ومع أنهم ارتضوا أن يكونوا وزراء مسؤولين أبى حالهم إلا أن يكونوا عبيدا مأمورين
إن غزة تئن تحت وطئة الظلمة تنتظر من يأخذ بيدها إلى المستقبل .. نحو غذٍ مشرق لا مكان فيه لظلم ذو القربى فهل هناك من أمل ؟؟
يا الله ،،، اين العقلاء من اهل بلدي ؟ اين الغيارى من شعب بلدي؟ الا يسمعون ؟ الا يعقلون ؟ الا يرون ؟ هل هم غائبون ام مغيّبون ؟ اصحوا يا بشر ... فأبناؤكم في غزة في خطر .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت