اقرأ، واعرف مزاج الناس يا عباس،

بقلم: فايز أبو شمالة


سيقول قائل منهم: عباس منتخب من خلال صندوق الاقتراع، وهذا صحيح، ولكن اللعبة الديمقراطية الجديدة تقول: لا يكفي الصندوق وحده، فهنالك نبض الشارع، الذي صفقت له أمريكا حين شجعت الفريق السيسي للانقلاب على الصندوق، بحجة الاستجابة لنبض الشارع، وهذا ما صفق له عباس وكل رجال منظمة التحرير.
على كل من صفق للفريق عبد الفتاح السيسي أن يطالب بعزل عباس فوراً، وذلك على استناداً على القاعدة نفسها التي تم عزل مرسي بموجبها، مع الفارق الأكيد بين مزاج الشارع الفلسطيني الذي يقف في غزة والضفة الغربية والشتات ضد عباس، ومزاج الشارع المصري الذي هتف بالملايين، ارحل يا سيسي. مرسي هو رئيسي.
وحتى لا يكون حديثي تطاولاً على أحد دون مستندات، سأشير إلى الأرقام التي كشفتها نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه معهد ترومان لدفع السلام في الجامعة العبرية بالقدس المغتصبة، بالتعاون مع المركز الفلسطيني للسياسة والبحث الميداني، حيث أفاد الاستطلاع بان 69% من الفلسطينيين لا يثقون بإمكانية قيام دولة فلسطينية في غضون خمس سنوات، بل ويستبعدون قيام الدولة تماماً، هذه النسبة تمثل مزاج الشعب الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات التي أعلن عنها كيري، والرافض للتسليم بشرعية عباس المطلقة.
لقد أكد السيد عباس نفسه على تآكل شرعيته، بل واعترف بأن شرعية كل القيادة الفلسطينية قد تآكلت، ونحن بحاجة لتجديدها من خلال الانتخابات الرئاسية في الضفة الغربية.
فهل يطمع الرجل بأن يحظى بتأييد الغالبية الفلسطينية في الضفة الغربية دون قطاع غزة والقدس، ودون لاجئي الشتات؟ وهل الضفة الغربية وحدها تمنح الشرعية التي تآكلت نيابة عن كل الفلسطينيين المنتشرين في أصقاع الأرض ؟.
ما لا يدركه السيد عباس هو ان الضفة الغربية نفسها لن تعطي للسيد عباس الشرعية، فيما لو جرت انتخابات نزيهة، وهذا ما أشار إليه آخر استطلاع للرأي أجراه تلفزيون نابلس، من خلال طرح السؤال لتالي:
هل تعتقد أن الحل النهائي للقضية الفلسطينية قد يكون من خلال:
1 إقامة دولتين مستقلتين لشعبين تعيشان بسلام. نسبة التأييد كانت 6،75%
2 إقامة دولة موحدة لشعبين يعيشان بسلام ومساواة. نسبة التأييد كانت 29،76%
3 النضال حتى إقامة الدولة من النهر إلى البحر. نسبة التأييد كانت 60،95%
هل قرأتم المزاج الفلسطيني، حولي 61% من الشعب الفلسطيني ضد مفاوضات عباس، ومع المقاومة حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من النهر إلى البحر.
فأين نهج عباس من مزاج الناس؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت