كنا في طفولتنا.. عندما يغضب منا احد اللاعبين ،ويحرد رافضا احتساب هدف ..!! نلتف حوله ،ونغني غناء فلكلوريا متوارثا (حرقت دودة حسن..هات الخيط والرسن ) ..!!
اتذكر هذا وانا اقرأ عن اغلاق مكتبي العربية ومعا في غزة بأمر النائب العام
تماما كما انفعل السيسي ،وتفاعل مع 30 يونيو في مصر، وقرر اغلاق قناة 25يناير الاخوانية ،وفضائيات الوسواس الخناس.. الحافظ والرحمة والناس ..!!
اتذكر هذا ايضا ،وانا أشاهد، واسمع تصريحات قادة الاخوان المتشنجة بعد ذوبان ملايين الفرقان أمام ملايين الميدان في مباراة الحشد الاخيرة..!! وانا أتفهم دوافع هذا التشنج في جماعة بذلت الغالي والنفيس طوال ثمانية عقود ،واعتقدت ان الدنيا دانت لها وفجأة وجدت نفسها خارج التغطية..!!
الغضب ..لايعطي قادة الجماعة فرصة لمراجعة سجل يومياتهم على مدي عامين ليعرفوا أين اصابوا ، واين اخطأوا..؟!!
ومما لايختلف عليه اثنان انهم استطاعوا بتنظيم عالمي جيد ،وصارم ان يركبوا 25 يناير بمهارة فائقة وبعد تردد في دخول الانتخابات تحت ضغط شباب الاخوان استطاعوا في ظل تبعثر الثوار،وانشغالهم بحالة اللايقين ان يجيشوا ،ويحشدوا ليشكلوا مع السلفيين أكثر 70% من مجلس شعب أبطله القضاء في عهدهم..،وكذلك مجلس الشورى الذي انتخب من 6% من الشعب المصري ،ويرشح مرسى بديلا للشاطر وانا اول من تنبأ بفوزه ،واول من تنبأ ايضا بسقوطه.. ليس لانه اخواني بالضرورة.. ولكن لان السياسة غدارة وبنت كلب خاصة للغشيم اضافة الى مرسي اعتبر نفسه امينا على حكم المرشد ،والعشيرة ،ونسي ان مصر اكبر من أي مرشد ،او جماعة ..!!
لقد اتيحت لمرسي الفرصة تلو الفرصة ليكون رئيسا لكل المصريين ولكنه رسب بجدارة ،واستطاع بسرعة ان وباخطائه القاتلة ،واهمها الإعلان الفرعوني..!!..ان يخسر الاعلام ،والقضاء ،والجيش ،وشريحة واسعة من الشعب المصري الذي افتقد الأمن ،ووقف ذليلا في طوابير الخبز، والغاز، وانقطاع الكهرباء..!!
الاخوان .. لا يرون ذلك للاسف..وانما يرون انهم فقط ربانيون.. مستهدفون.. يتعرضون منذ الازل لمؤامرات من العلمانيين والكفرة بهدف افشال اول تجربة لحكم اسلامي رشيد في مصر..!!
ومن سوء طالعهم ان اغتيال محمد البراهمي في تونس ،والمسماري في ليبيا قد زاد من وتيرة شيطنتهم في نظرالاغلبية الساحقة من ( البلطجية)..!! والتي عبرت عن نفسها في شوارع ،وميادين مصرمساء الجمعة العظيمة ،وبشكل غير مسبوق
لا انسى مذيع الجزيرة قبيل الافطار وهو يتهكم على الناطقة باسم حركة تمرد ويعيرها بالاعداد الاقل التي استجابت لدعوة السيسي ..!! فردت واثقة.. لاتتعجل ياسيدي انتظر لما بعد الافطار ثم احكم .. وفعلا كان ماكان ولكن يبدو ان الجزيرة لا تعرق..ولا تخجل..!!
أما ما جرى فجر السبت من قتل ودم فقد كان متوقعا..،ومن يعرف الإخوان يعرف انهم يستفزون الحجر ..!! ولايقبلون الهزيمة بسرعة رغم تهويلهم ،واستغاثاتهم ،وتضخيمهم المعتاد لأعداد القتلى ،والمصابين..!!
ومع ذلك فان دم المصري على المصري حرام.. وأرى انه لامناص في ظل حالة الاستقطاب الحادة هذه ان يقوم الرئيس المؤقت والذي يلقبه الاخوان ب(الطرطور) ردا على (الاستبن) باتخاذ قرار جراحي عاجل قد يبدو غير ديمقراطي ، وهو إعلان حالة الطوارئ فورا ولمدة محددة صيانة للدم والامن تمنع بموجبها الاعتصامات والمليونيات من أي طرف ،ومنعا من الانزلاق في هاوية الفوضى ،والاهم من كل ذلك توجيه الطاقات للقضاء على مافيا التهريب والارهاب في سيناء والتي تدار استخباريا بالريموت كنترول..!!
ان مايراد بمصر ابعد من صراع على الحكم ،وما الاخوان الا ترس كبير في اله عالمية جهنمية تهدف الى تحييد مصر، واجبارها كجارية على النقاب السياسي ،وتهب نفسها مع السمع والطاعة لمرشد اكبر ربما يكون في استانبول او في البيت الابيض..!!
قديما قالوا النصيحة بجمل وانا اقول انها بأمل ..
ليس من باب مناكفة او حقد اقول :على الإخوان ان يستيقظوا بسرعة من وهم السلطة ،ويتداركوا أخطاءهم قبل فوات الأوان ..فالزمن لا ينتظر..!!
ابتسم بمرارة.. ،وانا أتذكر البدايات في ظل النهايات
نعم الأمر لا يختلف كثيرا في كهولتنا عن أيام طفولتنا .. في طفولتنا كانت لعبتنا الكرة واستقطبنا الصراع طويلا بين أهلي وزمالك .. واليوم لعبتنا السياسة ولازال يستقطبنا الصراع هنا بين فتح وحماس ،وهناك رابعة ،والتحرير ..!!
اللهم انك أنت فقط القادر على لم الشمل ..والجمع بين الاهل والاهل
اللهم هون علينا .. وارفق بنا.. وسهل امرنا.. فما أردته سهلا بعفوك ،وغفرانك هو السهل
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت