الخليل - وكالة قدس نت للأنباء
لم ينه بعد الفصل الأخير من عامه الأول في جامعته بعد، كان يستعد لامتحانات الفصل النهائية، إلا أن أمر اعتقاله، والذي لم يكن في الحسبان، كان سبباً في بعثرة ترتيباته وعرقلة دراسته لأجل غير معروف، ذلك وضع الطالب الأسير عز الدين عدنان أبو تبانة، (18 عاماً) من مدينة الخليل، والذي اعتقله الاحتلال السارائيلي من منزله في الخامس من شهر شباط للعام الحالي.
عز الدين الطالب المجتهد المتميز، كثير الحركة، والذي عرف أيضاً بنشاطاته المتميزة والمشاركة في كثير من الفعاليات الوطنية والمشاركة في الأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية، والذي لم يترك أي مناسبة أو حدث أو مسيرة في مدينة الخليل إلا وشارك فيها.
مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، سلط الضوء على قضية استمرار اعتقال الطلبة الفلسطينيين الجامعيين من قبل الاحتلال، وهي قضية جديرة بالاهتمام، في التقرير الآتي .
وقبل الدخول في تفاصيل اعتقال عز الدين أبو تبانة والذي اختطف من بين عائلته وهو لا يزال في ريعان شبابه، لا بد لنا من الحديث عن والد عز الدين، وهو الأسير الدكتور عدنان أبو تبانة صاحب مشوار طويل في الاعتقال وخاصة الاعتقال الإداري، حيث أمضى فيه سبعة أعوام متفرقة، وكان مجموع اعتقالاته كلها 14 اعتقال على فترات متفاوتة، وكان لا يخلو عام من اعتقال له.
الدكتور عدنان أبو تبانة، أكد في حديثه لمركز "أحرار" قائلا :"إننا نحن الشعب الفلسطيني، يجب أن نكون مهيئين لكل استهداف على أيدي جنود الاحتلال، فالجميع في بوتقة الهدف، والكل هنا في فلسطين خاضع لتلك الممارسات التي تجري على جميع أفراد المجتمع الفلسطيني، والتي تسعى للنيل من هويته لهذه الأرض."
لكن الدكتور أبو تبانة، والذي يحمل الدكتوراة في التاريخ، وكأب... يتألم بالتأكيد على ابنه الذي ما زال طفلاً، والذي سيخوض التجربة الاعتقالية لأول مرة، وسيدخل التحقيق وسيكون مع محققين غاية في الشراسة والحنكة.
وأكد أبو تبانة إن ابنه عز الدين في مكث فور اعتقاله في مركز التحقيق لمدة شهر كامل، وهو الآن في سجن نفحة، ويعاني من تضخم في الرئة والتهابات في الكلى أصيب بهما قبل أشهر، ووضعه الصحي صعب.
ويقول الدكتور أبو تبانة:" إن معاناة ولدي تتمثل بمعاناة المئات من أبنائنا الذين اعتقلوا وهم على مقاعد الدراسة، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على تعمد سلطات الاحتلال الاسرائيلية باستهداف فئة الطلبة والمتعلمين وخاصة الفئة الشابة التي لا زالت في بداية مشوارها".
عز الدين، الذي لا يزال موقوفاً في سجن نفحة الصحراوي، كان يخطط بذكاء وعزم على إكمال مسيرته التعليمية ودراسته الجامعية، رغم أمراضه، ولطالما كان عز الدين أيضاً يستبسل في المشاركة والدفاع عن قضايا الأسرى في سجون الاحتلال، وها هو الآن أصبح أسيراً مع من كان يدافع عنهم دوماً.
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن الإحتلال يتعمد إعتقال الطلاب في بداية دراساتهم من أجل ثنيهم على مواصلة تعليمهم واكمال مشوارهم التعليمي ضمن حرب ممنهجة ضد طلاب الجامعات .