نابلس - وكالة قدس نت للأنباء
كان طالباً متفوقاً في دراسته يشهد له الجميع بذلك... وكان شاباً هادئاً متزناً يتحلى بأخلاق رفيعة ميزته عن كثير من أقرانه.
الأسير محمد رضوان نواف عواد(21 عاماً)، من قرية تلفيت قضاء نابلس، وهو الابن الرابع من بين أربعة ذكور وثلاثة إناث، وكان اعتقاله، عقبة كبيرة أمام إنهائه لتعليمه، حيث كان على وشك إنهاء دراسته في كلية هشام حجاوي التكنولوجية، تخصص كهرباء، وقد أنهى عاماً دراسياً وفصلاً صيفياً.
في شهر رمضان للعام 2011 وبتاريخ: 7/8/، اعتقل محمد، بعد أن نصبت قوات من جنود الاحتلال حاجزاً طياراً بالقرب من مستوطنة "شيلو" شمال الضفة الغربية، وبينما كان محمد عائداً من عمله مع عمه في عناتا أثناء الإجازة، فوجئ باعتقاله على يد جنود الاحتلال من على الحاجز الطيار.
عائلة الأسير محمد رضوان، ذكرت لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، أن اعتقال ابنها كان وكأنه أمراً متعمداً لصد محمد والحيلولة دون إكماله لدراسته، فالاحتلال الاسرائيلي يمنع ولا يزال أبناء الشعب الفلسطيني من النمو والرقي والتقدم في كافة المجالات الحياتية، وخاصة العلمية.
وتقول عائلة الأسير رضوان، والذي حرم باعتقاله هذا من اكتمال نجاحه والفرح بإنهاء الدراسة الجامعية، والانخراط في مجال العمل الذي يحلم به كل طالب وطالبة في العالم:" إن تجربة الاعتقال التي عاشتها العائلة من بعد محمد وغيابه، كانت من أقسى الفترات، التي تأثر بها جميع من في العائلة، وجميع من رافق محمد وأحبه".
وبعد اعتقال محمد، واحتجازه في مركز تحقيق بتاح تكفا ل 34 يوماً على التوالي، وبعد أن قضى هناك باقي أيام الشهر الفضيل، وأيام عيد الفطر المبارك بعيداً عن عائلته، قامت سلطات الاحتلال بنقله للسجون تمهيداً لمحاكمته.
وبعد عقد عدة محاكمات لمحمد، وتأجيلها أكثر من مرة، أصدرت سلطات الاحتلال حكماً بالسجن على محمد 12 عاماً، وبعد مفاوضات، تم تخفيض الحكم إلى ثلاثة سنوات وعشرة شهور، مع دفع غرامة مالية.
محمد رضوان يعاني وحسب ما أفادت عائلته لمركز" أحرار"، من مشاكل في النظر، وبعد معاناة طويلة تمكنت العائلة من إدخال نظارات تحل قليلاً من مشكلته.
وتؤكد عائلة الأسير محمد رضوان، إن ابنها والذي يقبع حالياً في سجن جلبوع، يدرس الدعوة، وحصل على شهادة في تجويد القرآن الكريم من سجنه.
كما إن محمد، يعمل من خلال سجنه على زرع العزيمة القوية، والحث على إكمال مسيرة الدراسة والعلم، والاستفادة من المحنة ومن الوقت المتوافر داخل السجن.
والدة محمد، والتي تحدثت لأحرار بعد زيارة لمحمد في سجنه، قالت:" إن الزيارات مليئة بالعذابات لأهالي الأسرى، وإن الاحتلال يمارس ضدنا أساليب مهينة وألفاظ وممارسات تدل على همجيتهم وفظاظتهم في التعامل، مطالبة بالعمل على التخفيف من تلك المعاناة التي ترافق أهالي الأسرى في زياراتهم لأبنائهم المعتقلين في السجون.
فؤاد الخفش مدير مركز "أحرار" لدارسات الأسرى وحقوق الإنسان قال ان هناك استهداف حقيقي وواضح للطلاب الأسرى لحرمانهم من مواصلة تعليمهم واكمال دراستهم وهذا ما حدث ويحدث مع الطالب محمد عواد وغيره من الطلاب .