أنا مصري أتخابر مع حماس

بقلم: فايز أبو شمالة


مجرد توجيه تهمة التخابر للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، أعلنت مجموعة من الشباب المصريين عن تدشين حركة "مصريون متخابرون مع حماس"، بل صار التخابر مع حماس مجال تفاخر لكثير من الشباب المصريين، الذين سجلوا على قمصانهم، أنا مصري أتخابر مع حماس ضد الصهاينة، ولي الفخر.
ما سبق يؤكد على أن الشعب المصري أوعى بكثير مما يظن البعض، ويؤكد أن قضية فلسطين هي وجدان الشعب المصري رغم الحملات الإعلامية المنظمة التي قادتها لميس وعكاشة وعلاء وأنيس وكل من دار في فلكهم من رام الله حتى ممفيس.
إن الهدف المخفي من الحملة الإعلامية الظالمة على حركة حماس، وعلى سكان قطاع غزة هو تشويه حركة الإخوان المسلمين من خلال تشويه ذراعها العسكري؛ حركة المقاومة الإسلامية حماس، كما أشار إلى ذلك الإعلام المصري.
إن تجريد حزب الإخوان المسلمين من ميزة المقاومة للصهاينة، قد جاء منسجماً مع أخطر تهمة يوجهها الإعلام المصري للإخوان المسلمين، وهي التحالف مع أمريكا وإسرائيل، حتى أنهم قالوا: إن إسرائيل وأمريكا يريدان تدمير الجيش المصري عن طريق الإخوان المسلمين.
فكيف نصدق هذا الهرج، بينما الجيش المصري لما يزل يتلقى مساعدات مالية أمريكية مقدارها مليار وثلاثمائة مليون دولار سنوياً، مشروطة بالإشراف على تشكيلات الجيش المصري، ومراقبة ترقيات ضباطه؟!.
وكيف نصدق هذا المرج بينما جيش الصهاينة هو الذي سمح للجيش المصري بأن يتحرك على طول سيناء وعرضها، بل وأعطى الإذن لطائراته بالتحليق في سماء قطاع غزة؟!.
إن الصراع الدائر حالياً على أرض مصر من الأهمية الاستراتيجية التي ستقرر مصير الشرق العربي لعشرات السنين، لذلك، فلا غرابة أن يصير التحالف المصيري بين معسكر التفاوض مع إسرائيل والاعتراف بسيادتها على المنطقة، مقابل معسكر كراهية إسرائيل والتصميم على إزالتها من المنطقة.
ضمن هذا المنطق السياسي القائم على التحالف والتناحر فلا حاجة للحديث عن وجود وثائق تؤكد ضلوع رام الله في تشويه صورة حركة حماس لدى مصر، فالوضع بات أكثر خطورة من إبراز وثائق، ولاسيما ان السيد محمود عباس يصطحب رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، اللواء ماجد فرح، أثناء زيارته الراهنة لمصر، وإن لهذه الزيارة في هذه الظروف معانٍ أمنية كثيرة، أقلها تنسيق المواقف الميدانية، وتضييق الخناق على حياة الناس في قطاع غزة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت