انعكاس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على المصالح الامريكيه في الشرق الأوسط

بقلم: علي ابوحبله


لقد أدركت الاداره الامريكيه أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي له انعكاس على الوجود الأمريكي والمصالح الامريكيه في الشرق الأوسط ، وبرؤية المحللين العسكريين الأمريكيين فان الولايات المتحدة الامريكيه تدفع ثمن عسكري وامني في الشرق الأوسط جراء استمرار الصراع العربي الإسرائيلي ، وهي في سبيل ذلك تسعى الاداره الامريكيه من اجل حل القضية الفلسطينية بما يضمن استمرارية وجودها ومصالحها ويؤمن وجود وامن إسرائيل ، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ركز جهوده وكثف من جولاته المكوكية بهدف العمل لتامين حل لهذا الصراع ضمانا للإبقاء على الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط والذي تعتبره الولايات المتحدة ضمانا لمصالحها ألاقتصاديه والامنيه في القارة الاسيويه والذي تعد بلاد الشام بوابة المصالح الامريكيه في آسيا ، لقد أكد القائد السابق للقيادة المركزية الامريكيه الجنرال جيمس ماتس أن الولايات المتحدة الامريكيه تدفع ثمن عسكري وامني بفعل استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، ورأى ماتس أن المستوطنات الاسرائيليه تشكل عقبه أمام إقامة ألدوله الفلسطينية المستقبلية ، وان استمرار البناء الاستيطاني والإجراءات الاسرائيليه سيحول إسرائيل إلى دوله عنصريه مما ينعكس ذلك على المصالح الامريكيه ويزيد في حدة الصراع في حال عدم حل القضية الفلسطينية ، إن أمريكا تتخوف من امتداد الصراع في حال امتلاك إيران للقنبلة النووية وبحسب التقديرات الامريكيه أن هناك عام أمام إيران لامتلاك القوه النووية وان إسرائيل في نهاية المطاف ستقوم بضرب إيران لكنها لن تستطيع القضاء على المفاعل النووي الإيراني ، في مؤتمر معهد اسبن أشاد الجنرال المتقاعد جيمس ماتس في استئناف المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينية وأثنى على جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على ما بذله من جهد لاستئناف عملية المفاوضات لكنه أعرب عن شكوكه في إمكانية إحراز تقدم في عملية المفاوضات ، وقد أعرب جيمس ماتس عن توقعه في حال فشل المفاوضات وعدم إقامة دوله فلسطينيه عن نشوء انتفاضه وثورات غضب قد تعم المنطقة وأضاف نحن ملزمون بإيجاد سبيل لتجسيد حل الدولتين الذي أيدته الغدارتان الأمريكيتين الجمهورية والديموقراطيه على حد سواء موضحا أن المستوطنات والمواقع التي تنشأ وتقام عليها تجعل من مهمة حل الدولتين مستحيلة ، وبرأي ماتس أن المستوطنات تعرض مستقبل إسرائيل للخطر ، وموضحا " إذا قمت بضم 500 مستوطن يهودي في القدس الشرقية وهم محاطون بعشرة آلاف عربي وقمنا برسم الحدود بهدف ضمهم – فان النتيجة إما أن تكف إسرائيل عن أن تكون دوله يهودية أو أنها ستحرم العرب من حق التصويت وتغدوا دولة تفرقه عنصريه ، مشيرا إلى أن هذا لم ينجح جيدا في آخر مرة رأيت فيها دوله تحاول ذلك ، ولهذا برأي ماتس أن الولايات المتحدة ملزمه بالعمل بسرعة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لان في استمرار الصراع برأيه يضر بمصالح أمريكا ، وفي رسالة وجهها لإسرائيل " لقد دفعت ثمنا عسكريا وامنيا كل يوم أثناء عملي كقائد للقيادة المركزية لأننا نحن الأمريكيين نعتبر أنفسنا متحيزين لإسرائيل ، مشيرا في رسالته أن هذا يؤثر على العرب المعتدلين المتحالفين معنا ويؤثر على المعتدلين الراغبين في التعاون معنا ولكنهم لا يستطيعون التأييد العلني لمن لا يظهر منهم ليصرح بذلك ، وبحسب رأيه فان كيري محق بتوجهاته وجهوده وضمن أولوياته حل القضية الفلسطينية ، ألصحافه الاسرائيليه وجدت أن أقوال ماتس تستأثر باهتمام المؤسسة العسكرية والامنيه وخاصة في كل ما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وبحسب رأي صحيفة هارتس أن تصريحات وأقوال ماتس ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها بهذه اللهجة إذ سبق وان أدلى بشهادة بهذه الروحية قبل عامين أمام لجان الشؤون العسكرية في مجلس الكونغرس وكان رئيس أركان القوات المشتركة السابق الجنرال ديفيد بترايوس قد قال أمام الكونغرس أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يلهب المشاعر المعادية لأمريكا بسبب الاعتقاد في المنطقة أن الولايات المتحدة الامريكيه تنحاز لإسرائيل ، وأعرب ماتس أن ما ستقدم عليه إسرائيل بضرب المفاعل النووي الإيراني هو مغامرة وشدد بعبارة قويه أن لا الولايات المتحدة الامريكيه ولا إسرائيل تقدر على تدمير المشروع النووي الإيراني بكامله وان كل ما يفعلانه هو عرقلة المشروع ، إن المتمعن في تصريحات المسئولين العسكريين الأمريكيين يجد أن أمريكا قد تيقنت متأخرا أن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يضر في المصالح الامريكيه في المنطقة وينعكس على حلفاء أمريكا وان ما تبذله أمريكا من جهد لإعادة مسار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيليه هو لأجل الحفاظ على المصالح الامريكيه والوجود الأمريكي الذي أصبح يتعرض للخطر بعد أن فشلت أمريكا باستمرار احتلالها للعراق وفشلت في تمرير مشروعها للشرق الأوسط الجديد وفشلت في إسقاط ألدوله السورية وفشل مشروعها للإسلام السياسي بسقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر هذا الفشل المتتابع للسياسات الامريكيه جعلها تعجل في الضغط على الفلسطينيين والاسرائليين للعودة إلى طاولة المفاوضات ، وتبقى المراهنة على إمكانية وقدرة أمريكا في الضغط على إسرائيل للتجاوب مع متطلبات السلام ومع مقررات الشرعية الدولية والإقرار بإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس فهل باستطاعة أمريكا ان تحمي مصالحها ووجودها وترغم إسرائيل للقبول بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا خاصة وان كل التحليلات والدراسات للمحللين العسكريين والخبراء العسكريين والقادة العسكريين الأمريكيين يدركون أن أمريكا تدفع ثمن دعمها لإسرائيل وان الحفاظ على المصالح ألاستراتيجيه الامريكيه يكمن فقط في حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مما يعيد الأمن والاستقرار للمنطقة بأكملها فهل بمستطاع أمريكا أن تجبر الكيان الإسرائيلي للقبول بالحل الذي يرتئيه الفلسطينيون وفق مصالحهم وثوابتهم الوطنية وبما يضمن حصولهم على حقوقهم المشروعة وذلك بإلزام إسرائيل للقبول بالحلول العادلة المتمثلة بإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق عودة اللاجئين والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تحريرا في 29/7/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت