"ملاحظات على الأداء الإعلامي لحركة فتح في ما تدعيه حماس من وثائق"
هناك اشخاص بارعون في الكذب إلى درجة أنك تكذب نفسك وتصدقهم ، نعم هذا صحيح في هذا الزمن أصبح الكذب من أرخص السلع وفي متناول الجميع فكلما أراد شخص التعامل أو الحديث مع الاخرين ، تسابق الى كذبة اختلقها عقله المريض كي يلفت الانظار اليه ، كي يجمل حقيقته الوهمية الزائفة ، حقيقته المفضوحة ، في كذبة غير معهودة .
لقد ظهر الكذب على رؤوس الأشهاد في مؤتمر صفق الشيطان فرحاً لما جاء فيه من افتراءات أكاد أجزم بأنها لم تكن تخطر على بال الشيطان نفسه ، فالشيطان تلميذ مبتدئ في مدرستهم التي يُلبسون فيها الحق بالباطل ، ويبدو أنه في ظل هذا الشهر الكريم الذي تُصفد فيه مردة الشياطين لم يتبق إلا شياطين الأنس ، والذين تفتق ذهنهم عن جملة من المغالطات والإدعاءات والافتراءات التي قذفوا بها حركة فتح وقيادتها ، ومع أنني لست في وارد الدفاع عن مواقف الحركة والتشكيك في هذه الوثائق المزعومة ، إلا إنني أجد نفسي مدفوعةًً للنصح للأخوة في حركة فتح على ما تراءى لي من قصور في الأداء الأعلامي المواجه لماكينة صناعة الأكاذيب وغسيل الدماغ ، ماكينات الخداع والضرب تحت الحزام وذبح الناس كالأنعام وسوق المؤيدين المغيبين كالأغنام .
أولاً : في البداية أؤكد أنني أتفهم أن يكون هناك رد أولي يدحض الرواية الحمساوية التي تعرض وجهة نظر حماس من الأحداث وتكشف زيف ما تدعيه ولكن :-
1. أن تقوم مؤسسات وأطر حركية وأجهزة أمنية بالرد وكأنها جزر معزولة عن بعضها البعض يقلل من فاعلية الرد ويشتت المستمع والقارئ والمتابع والذي ليس لديه شك في الكذب المفضوح الخارج من فم الجماعة المذبوح بما حدث في مصر .
2. كان الأجدر أن يتم عقد مؤتمر صحفي تشارك فيه الأجهزة الأمنية المعنية و ليكن الناطق بإٍسم الأجهزة الأمنية وعضو من اللجنة المركزية وليكن الأخ جمال محيسن والذي ورد أسمه ضمن الوثائق المفتراة والمفبركة ، بالإضافة إلى الناطق الإعلامي بإسم الحركة ليكون بمثابة مايسترو اللقاء .
3. يتم في هذا اللقاء إستعراض كافة الحقائق من الناحية الفنية من تزوير ويتم تقديم تقرير موجز بهذا التزوير ومن الناحية السياسية يتم تناول الوضع الذي تعيشه حماس وفقدانها للحاضنة وإحساسها بأنها موضوعة في زاوية لا مخرج منها إلا إلى أحضان إبران مرة أخرى وهذه المرة بأثمان جديدة وربما باهظة ، وربما هذا الكذب البواح أحد إرهاصاتها ، ومن الناحية الإعلامية التركيز على أن الإدعاء بعدم التدخل الخارجي في شؤون مصر يتناقض مع ما هو بادي للعيان من وقائع وأحاديث تصف ما حدث على أنه إنقلاب ويتم البث والتحريض ليل نهار على الجيش وقيادته على فضائية القدس والأقصى وبمكن في هذا المجال عرض ما هو معروف ولا يحتاج إلى عرض من الفضائيتين ، ولا يمكن أن نغفل دعاء الجوامع ليل نهار على الجيش وقيادته ولا أعتقد أن أحداً عاقلاً يدعي عدم التدخل وبقوم بهذه الأعمال .
4. يتم عرض المقالات والآراء التي صرح بها أشخاص مُتنفذون ومعروفون والتي تناولوا فيها ما أطلقوا عليه (الإنقلاب العسكري) على الشرعية ، وهذا لا يحتاج إلى جهد إعلامي كي يتأكد القارئ من مدى حجم التحريض على مصر الجديدة من قبل قيادة حركة حماس .
5. إن جميع ما تدعيه حماس يفترض أمراً واحداً وهو أن جهاز المخابرات العامة المصرية هو جهاز بيلعب أتاري وكرة طائرة وربما تنس الطاولة ولا دخل له بعالم المخابرات ، ولا دور له في الحصول على المعلومات ولا بتصنيفها وتفنيدها ليعلم منها الغث من السمين وهم كالهواة وكالمتسولين ينتظرون أن يمن عليهم جهاز المخابرات الفلسطيني (العالمي) بالمعلومات حتى ينطلقوا للبحث !!!!! ، فهل هذا معقول يا أصحاب العقول ؟!!!!!
6. إن جميع ما تدعيه حماس بأن الإعلام المصري هو إعلام جاهل ومجهل ، إعلام غرائز ، وأن الشعب المصري شعب عاطفي يصدق ما يقال له لهو قول فيه مواربة لحقيقة أن حماس تنظر لعموم الشعب المصري من غير جماعتهم على أنه قطيع من الجهلة يقوم الإعلاميين بسوقهم كيفما يشاءون ، كما أن ما تدعيه حماس يظهر الإعلاميين وكأنهم جهلة ومتآمرين أيضاً ...وبالله عليكم هل يمكن أن يضحك الفتحايون على رجل كان من أشد المناصرين لهم من أمثال الأعلامي الكبير مصطفى بكري ... إذا كان إعلام فتح قادراً على فعل ذلك وهو على هذا القدر من الهلهلة فإنني أرفع القبعة لهذا الإعلام الخطير والغير مسبوق والذي يصنع الخبر قبل وقوعه .
7. إننا وكمتابعين للإعلام للحركي لحركة فتح لا ننكر وجود ناطقين إعلاميين متميزين ولكننا نعيب عليه عدم وجود عمل مؤسساتي مستدام يستغل كافة الامكانيات ويبرز الطاقات ويفجر المواهب ويكتشفها ...
8. في نهاية المؤتمر الصحفي يجب التأكيد على أن الحركة تقبل بتحقيق محايد ونزيه يكشف زيف هذه الوثائق المزعومة ويفضح الأسلوب الأرعن في طريقة إعلانها .
وفي النهاية أقول .... إن الحملة التي تقوم بها حماس لا ينبغي أن تؤثر على جهود المصالحة والتي يجب أن تُجر حماس إليها جراً وأنا هنا أستعيد ما كتبه الدكتور أحمد يوسف ولكن من الجانب الآخر ... وكل ذلك حماية وتحصيناً للموقف الفلسطيني .
وأختم قائلاً ... أتمنى أن تسقط الاقلام المأجورة والأفواه غير الصادقة ، و أتمنى أن تسقط ويسقط زيف العبارات والمتاجرة بالشعارات ، و أتمنى أن يسقط كل شخص لا يريد خيراً لهذا الوطن .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت