الحملات الإعلامية وصفــه لمزيد من المعاناة

بقلم: رمزي صادق شاهين


يتابع شعبنا باهتمام بالغ ، ما وصلت له الحملات الإعلامية بين حركتي فتح وحماس ، هذه الحملات التي ينخفض مستواها أحياناً وتعود لتحتل المواقع الإخبارية والإعلامية أحياناً أخرى ، وبالتأكيد هناك من يحاول تغذيتها وتسويقها من أجل إبقاء حالة الانقسام والمعاناة سيدة الموقف .
لقد ساهمت وكالات الأنباء والفضائيات وتصريحات المسئولين من الطرفين في تأجيج الأوضاع في كثير من الأحيان ، فأثناء الأحداث المؤسفة بقطاع غزة عام 2007م ، ساهمت الإذاعات الحزبية في تأجيج الخلافات وتعميق الأزمة ، وبالتالي وصلنا إلى ما نعيشه اليوم من حالة عدم ثقة ، وفجوة تزداد يوماً بعد يوم نتيجة ما يحيط بنا من أحداث داخلية وإقليمية .
اليوم نعيش حالة مشابهة من التحريض والتحريض المضاد ، دون الأخذ بعين الاعتبار انعكاس هذا التحريض على المواطن الفلسطيني بقطاع غزة ، فيطلق البعض التصريحات اللامسؤولة التي قد تنعكس على حالة المعاناة التي يعيشها المواطن ليزيد من قسوتها ، بل ومن الممكن أن تُعطي مبرراً لشن حملات اعتقال أو استدعاء بحق كوادر من حركة فتح ، وهم أكثر الذين عانوا خلال السنوات الماضية نتيجة حالة التجاذب السياسي وردات الفعل .
شعبنا لا يرد توجيهات من أحد ، بل يحتاج إلى مواقف جدية ووطنية لإنهاء ما يعيشه من حالة انقسام أثرت على كافة مناحي حياته ، فالتصريحات التي نسمعها سواءاً جاءت بشكل شخصي أو حزبي ما هي إلا محاولة لاستعراض العضلات ، من أشخاص لا يربطهم بغزة سوى بعض الذكريات ، لكونهم تركوها وتركوا شعبها وكوادرها يعانون ويتوسلون من اجل معاملاتهم أو حتى حقوقهم المتوقف تنفيذها منذ سنوات على مستوى الموظفين أو قضايا البطالة والفقر .
كفانا متاجرة بمعاناة شعبنا ، فمن يريد إنهاء الانقسام عليه أن يوحد الجهد ويساهم في تفعيل هذه القضية على المستوى الشعبي والفصائلي ، كي نصل لحل يكون وطنياً ويعيد لشعبنا كرامته وحقوق أبناءه التي ضاعت بفعل الانقسام ، فهناك مئات المشردين والمعتقلين والمصابين ، وهناك قضايا تستحق منا إنهاء هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا .
شعبنا فيه من المناضلين والغيورين وأصحاب الضمائر الكثير ، وهناك مئات الآلاف ممن يرفضون استمرار هذه الحالة ، وهم على استعداد للعمل على مدار الساعة لإنهاء الانقسام داخل البيت الفلسطيني ، فلسنا بحاجة إلى عواصم ولا أجهزة مخابرات تتدخل في شؤوننا ، فنحن من قاد أطول ثورة في التاريخ ونحن الأقدر على فهم احتياجاتنا الفلسطينية والوطنية ....

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت