على مدار خمسة وستين عام متواصلة يعيش أشقائنا فلسطينيو ال 48 حالة كفاح مستمرة تستهدف وجودهم فى دولة احتلال تدعى الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان والحفاظ على حقوق الأقليات .
وأعتقد أن تصويت الكنيست الاسرائيلي على مشروع القانون الجديد برفع نسبة الحسم للدخول الى الكنيست الى 4%، والذي سيمنع دخول الأحزاب العربية متفرقة الى الكنيست في الانتخابات القادمة سيجعل أشقائنا الفلسطينيون فى الداخل المحتل وكما عودونا أكثر حالة من التحدى النضال وعدم انعدام للوسيلة فى وجه العنصرية الاسرائيلية وباعتقادى ذلك بتوجهين:
الأول : تشكيل قائمة عربية موحدة تجمع بين الأحزاب العربية بتياراتها الثلاثة ، الإسلامي والقومي والشيوعي، والممثلة بقائمتين عربيتين "التجمع الوطني" و"العربية الموحدة " وإذا أمكن مع القائمة الثالثة بشراكة عربية يهودية هي "الجبهة والحزب الشيوعي". والعمل على رفع تمثيلهم فى الكنيست من11 مقعد إلى ما يزيد عن 20 مقعد وفق نسبتهم التى تمثل خمس الدولة والبالغ تعدادهم عن ما يزيد عن 1.6 مليون نسمة منهم نحو 700 ألف فلسطينى من أصحاب حق الاقتراع فى وقت الانتخابات .
الثانى : التوجه الفلسطينى نحو الانتخابات بدون مقاطعة ولا عزوف جماهيرى كما حدث فى الانتخابات الأخيرة كحالة تحدى وطنى أمام مشروع الاختزال والاقصاء ، وتشير التقديرات إلى أنه في حال المشاركة الجماهيرية فى الانتخابات بنسبة تصل إلى 80% ستحصل الأحزاب العربية على ما يزيد عن20 مقعدا بدل 11 مقعد الأمر الذى يجعل فلسطينوا ال 48 أكثر التفاف وتوجه واعادة ثقة فى ممثليهم للحفاظ على هويتهم ومكانتهم فى وجه القوانين العنصرية .
وأنا على ثقة بارادة أشقائنا على مدار وجودهم فى وسط يهودى عدائى يستهدفهم على كل الصعد " من عنصرية وتمييز ولا مساواة وتطرف سياسى وأمنى واجتماعى واقتصادى بحقهم ، فالكيان العنصرى بنشيده ورموزه وأعياده وطابعه ونصوصه القانونية أعاقت فرص تأثيرهم .
وأعجبنى مقال للكاتب اسحاق ليئور فى صحيفة هآرتس العبرية الذى وصف كذبة يوم الاستقلال اليهودى وسلوك بعض رؤساء الطوائف الاسلامية، المسيحية، والدرزية الذين يأتون لتهنئة رئيس الدولة على خرابهم واحتلالهم، مضيفاً الكاتب " هذا عصر السذاجة الوطنية ، مضاف اليه العمى " متسائلا : كيف يفرض على الفلسطينيين الذين تبقوا في بلادهم أن يحتفلوا بعيد الاستقلال اليهودى ويخرجوا من بيوتهم للتنزه فوق خرائب قراهم ، نميز ضدهم في كل مجال ممكن – التعليم، الصحة، المياه، البنى التحتية، الصناعة، التشغيل ، واذا احتجوا على التمييز، فسنقول هذا خرق للنظام .
________________________________________
** مختص بالشأن الإسرائيلى
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت