في يوم القدس العالمي نقرع ناقوس الخطر اتجاه ما تتعرض له القدس

بقلم: عباس الجمعة

نقف بمناسبة يوم القدس العالمي الذي اعلنه الامام الخميني رحمه الله في اخر جمعة من شهر رمضان المبارك، داعيا الامة الاسلامية الى اعتبار القدس قضية رئيسية في قلب الامة وفلسطين هي البوصلة، بما تمثل قضية فلسطين من قضية تحدي بمواجهة مؤامرات الاستكبار والاستعمار الذي يحاول الانقضاض على فلسطين وتفتيت الامة و نهب مقدراتها، من خلال التواجد في قلبها كمقدمة للسيطرة على الارض والثروات والمقدرات.
ان صرخة الإمام الخميني، تدعونا الى الصحوة ونحن نرى فلسطين بقدسها وضفتها الفلسطينية تتهود وتزرع بالمستوطنات، ولم نرى من يقف ليطلق صرخة قويه في وجه الظلم التاريخي الذي يلحق بالشعب الفلسطيني وقدس الاقداس كما اطلق الامام الخميني ،حيث لم نسمع من قادة الدول العربية سوى الاستنكار والادانه والتطبيع السياسي والهروله الى الولايات المتحدة للمتاجرة بالارض الفلسطينية .
القدس تضيع، وكيري يجمع المفاوضين دون أن يعني ذلك أنها ستمهد عملياً لحلول، ولو أولية حولها، فهو يواجه حكومة عنصرية تضم عتاة المتطرفين والرافضين لمجرد (الحلول الوسط) على علاتها ونواقصها، ويرفض تيار واسع فيها مجرد الحديث عن مبدأ حل الدولتين وفق المفهوم الإسرائيلي أيضاً،(أي عدم العودة إلى حدود عام ،1967 وشطب حق العودة، ورفض مطلق للقدس الشرقية بوصفها عاصمة للدولة الفلسطينية.. إلخ من الشروط الإسرائيلية - الأمريكية - الصهيونية).. وهي بمجموعها مسائل تشكل صعوبة تاريخية كبرى للمفاوض الفلسطيني.
فى يوم القدس العالمى نؤكد على اهمية استنهاض الهمم باتجاه القدس ، ونحذر من الأخطار المحدقة التي تتعرض لها ، ونقرع ناقوس الخطر اتجاه ما تتغرض له القدس و فلسطين ، حيث هدم البيوت وتكثيف الاستيطان في الضفة الفلسطينية ، وتحويلها الى السجن الكبير بالجدار ، واستهداف المقدسيين على كل المستويات ، اضافة الى الحفريات ، والتهجير للفلسطينيين مقابل سياسة الجذب للمستوطنين ، وسحب هويات المقدسيين ومحاولات إبعاد الشخصيات الدينية والوطنية عن القدس ، والقيام بتجريف عدد من مقابر المسلمين والمتاحف والبيوت والمحلات التجارية والحدائق والعمل على تغيير معالم البلدة القديمة والمدينة المقدسة بكاملها فى مسعى لتفريغ المقدسيين الأحياء والأموات منها من أجل تنفيذ سياسة الاحتلال الرامية لتهويد القدس .
نحن بحاجة الى الخروج من هذا النفق المظلم ، وخاصة ان الغالبية الساحقة من القوى والفصائل والهيئات والمؤسسات الاهلية والشعبية الفلسطينية، لاتزال تصر على رفض معاودة المفاوضات خدمة لأهداف أمريكية - إسرائيلية ، وماتحمله من مخاطر وتجاهل للمطالب والأبجديات الأولية الفلسطينية، المتمثلة في ضرورة تنفيذ القرارات الدولية (المتوازنة) ذات الصلة، والتي تضمن حقوق الشعب الفلسطيني .
ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني يتطلب من كل العرب والمسلمين واحرار العالم الذين يتحركون من اجل دعم الحرية والديمقراطية العمل من اجل استنهاض طاقاتهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني المادي والمعنوي ودعم خياراته الوطنية والاعتراف بحقوقه المشروعة والضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس .
ان يوم القدس العالمي يتطلب من كافة الفصائل والقوى ان تتوحد في بوتقة النضال من خلال استعادة الوحدة الوطنية وعدم انتظار تطورات خارجية يعول عليها البعض للاستقواء من اجل اعلان غزة محررة بدلا من تعزيز الخيارات الوطنية القادرة على استنهاض الحالة الوطنية ووضعها على سكة الانطلاق لمواجهة مخططات الاحتلال ومشاريعه المدعومة من الادارة الامريكية وذلك من خلال رسم استراتيجية وطنية وكفاحية مؤهلة لإنقاذ الوضع الفلسطيني من حالته الراهنة .
ان الأخطار الكبيرة التي يحملها التحرك الأميركي الأخير باتجاه تحقيق الأهداف المشتركة للولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني في المنطقة، وفي ضوء قناعتنا باستمرار أميركا في مواقفها وسياستها المعادية لشعبنا وشعوب المنطقة من خلال دعمها الكامل والمطلق ماديًا وعسكريًا للوجود الصهيوني، وإصرارها على تجريد القدس من عروبتها بتهويدها تحت ستار تدويلها، واستيطان وتهويد الضفة، وإعادة المنطقة إلى دائرة نفوذها، وتحركها المحموم لضرب التضامن العربي وتجزئته وشق صفوفه، والقفز على حقوق شعبنا الوطنية.
وامام خطورة الاوضاع نقول حان الوقت لنؤكد ان لا ربيع عربي من دون فلسطين،ولا تحول ولا تغيير من دون قضية فلسطين، واذا لم يكن هذا الهم الفلسطيني في صلب الحركات والانتفاضات الجماهيرية، ستقع في اطار الفخ الذي تحاول الادارة الامريكية من خلاله ابعاد الشعوب عن قضيتها المركزية
ان فلسطين كانت ولا تزال "القضية المركزية للامة العربية والاسلامية "، وان تحريرها هي عنوان لتحرير الانسان العربي، وان هذا التحدي سيظل مفتوحاً ينتقل من جيل الى جيل حتى تتحرر فلسطين لتكون عنوان مستقبل الامة.
لا بد من القول امام عظمة يوم القدس العالمي والتي تتزامن هذا العام مع الذكرى الحادية عشر لغياب القائد الوطني ابو علي مصطفى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، هذا القائد الذي التصق بشعبه وهمومه وقضاياه وبقي على العهد حتى استشهاده|، وإن الوفاء لأبي علي وكافة شهداء فلسطين والأمة يكون عبر تواصل المقاومة بكافة اشكالها وتعزيزها وصيانتها وتصعيدها واستمرارها بكل قوة ، وبعدم انتظار العون من أحد.
ختاما : في يوم القدس العالمي نؤكد إن الشعب الفلسطيني التي يقبض على الجمر والحجر ويتمسك بالمقاومة من اجل استعادة حقوقه الوطنية لهو قادر على فك قيود الاسرى الأبطال في المعتقلات الصهيونية واستعادة وتحرير الارض والانسان من خلال ضخ دماء جديدة في شرايين الأمة العربية ، دون الرهان والارتهان لما يسمى بالمفاوضات الثنائية بالمرجعية الأمريكية ، بل من خلال النهوض الوطني ومواصلة مسيرة النضال التي فجرها وقادها الشهداء القادة الرئيس الرمز ياسر عرفات وفارس فلسطين ابو العباس وابو علي مصطفى والحكيم والشيخ الجليل احمد ياسن وسمير غوشه وعبد الرحيم احمد وزهير محسن وفتحي الشقاقي وابو عدنان قيس وسليمان النجاب وعشرات الالاف من الشهداء والتف حولها أبناء الشعب والأمة وكل الأحرار والشرفاء في العالم ، حيث سيمنح هذا الشعب العظيم بنضاله وتضحياته الشهداء الأبرار حياة جديدة من خلال تحرير القدس ومقدساتها وحق العودة الى الديار مهما غلت التضحيات.
كاتب سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت