يشهد العالم العربي منذ سقوط الخلافة الإسلامية، وحتى الآن أشرس أنواع التحدي الثقافي ، ونقصد ( التهديد أو الإضعاف أو التشويه الكلى أو الجزئي لثقافة الأمة العربية والإسلامية بشكل دائم )
ومع استمرارية نفث الغرب الصليبي الحاقد سمومه على القرآن الكريم ،ومحاربته بشتى الوسائل الدعائية من قبل البابا ، وأتباعه ، أو من قبل فرسان مالطا ، أو عصابات الموت المرتزقة الانجليكانية في العراق ، والتي كان آخرها قيام احد جنود الأمريكان بالتدرب على القنص على صفحات القران الكريم ؟!0
مرورا بالمعاداة العلنية ل(رسول الله صلى الله عليه وسلم )،وتعمد الإساءة برسوم كاريكاتيرية لسيد الخلق ، وإمام المرسلين ،ومع كل هذا لا يزال أكثر من مليار مسلم يغطون في سبات عميق 000؟!
وأخيرا جاء الدور الممنهج والمخطط ،وبشكل دقيق دور الكوفية الفلسطينية ، التي وضعت تحت نيران قناصتهم المسمومة الحاقدة00
حيث قامت الدنيا وقعدت على رجل واحدة ، واجتمع الحاقدين في أمريكيا وحلفائها من الألمان والماسونين ،
وظهر ذلك جليا واضحا من خلال إظهار إعلان لشركة فولكس فايجن للسيارات شخص يرتدي الكوفية الفلسطينية على انه إرهابي يحاول تفجير المدنين لكن سيارة فولكس فاجبن تحميهم من الموت وتمنع الانفجار من الخروج .
وقبل ذلك بسنوات كانت كره أخرى سنت الأقلام المسمومة – لماذا؟
هذا من اجل إعلان غير مقصود ، قامت به الإعلامية الأمريكية الشهيرة (ريتشل) في مواقع ( دنكن رونتس) - إعلان قهوة مثلجة -- وكانت ترتدي ( وشاحا ) يشابه إلى حد كبير (الكوفية الفلسطينية) 0 خرجت لنا الكاتبة الأمريكية الحاقدة ( ديبى شلوس) بمؤتمرها المشهور الأسبوع المنصرم ،والتي اتهمت الشركة المروجة بدعمها للإرهاب !! وعلى الفور قدمت الشركة اعتذارها للجمهور، ومع وضع مبررات سخيفة سحب الإعلان 00 الله---- الله ----يا كوفيتنا العظيمة كم أقلقتي مضاجعهم ، وخافوا منك على عروشهم الوهنة
!!
ولكن ما هي الكوفية الفلسطينية وما مدي رمزيتها ، ولماذا يخشاها الغرب والامبرياليين ؟
بكل بساطة تعتبر الكوفية رمزا وطنيا وإسلاميا ، تعرض بساطة الحياة الفلاحية والألوان الترابية لملابس وتجفيف الفلاحين ، عكس حياة المدن ، واعتاد منذ القدم الفلاح الفلسطيني أن يضع الكوفية السمراء المعبرة عن الانتماء- للأرض والوطن- على رأسه ارضاءا لله وسنة نبيه أولا ، وحتى تحميه من حر الصيف ،وبرد الشتاء القارص أو تجفيف عرقه الطاهر الممزوج بأديم الأرض الفلسطينية المقدسة ثانيا ..
ومن الجدير بالذكر أن الأسلاك الشائكة السوداء ، المخطوطة على الكوفية الفلسطينية ، تعبر عن رفض الظلم والاضطهاد الطبقي الذي كان يعانيه الفلاح زمن الإقطاع والأفندية ، ورمزا لرفض الاضطهاد القومي العالمي الذي ساد العالم العربي أوائل القرن العشرين00
ومع تطور الأحداث على الساحة الفلسطينية ، أصبحت الكوفية الفلسطينية رمزا كفاحيا ثوريا لثورة 1936 أثناء محاربة الاحتلال البريطاني، المغتصب لفلسطين بعد مؤامرتي (سايكس بيكو1916 وسان ريمو 920 1) وشرع الانتداب البريطاني ، بأساليبه الوحشية القمعية يحكم بالإعدام أو قتل أو ملاحقة كل من يرتدى الكوفية الفلسطينية السمراء ؟! الأمر الذي دفع الثوار إلى إجبار كافة الشعب الفلسطيني ، في مدنه وقراه ،لارتداء الكوفية ووضع الاحتلال أمام الأمر الواقع 0
وبعد سقوط فلسطين وانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة ، في الستينات من القرن الماضي ، أصبحت الكوفية رمزا للثورة الفلسطينية ،ورمزا يتباهى به الثوار 000
وإيماناً بهذا التاريخ الثوري المشرف --وإدراكاً برمزية الكوفية الفلسطينية--- اختارها الأخ الثائر الرمز أبو عمار زياً رسميا يعتلى رأسه ،حتى استشهاده ليصبح رمزا يتزين برمز ..
وجاءت ( انتفاضة 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000 م )وسقط الشهداء تتري ، وهم يرتدون الكوفية السمراء، لتعلن اختلاطها الأزلي ، وحبها السرمدي للدم الفلسطيني ، وبات شكلها يرعب كل ظلام ووحوش العالم البشرية ، ونظر كل أحرار العالم من أمريكيا اللاتينية حتى كافة أصقاع العالم المظلومة والواقعة تحت نيران الظلم والحرمان والاضطهاد، نظروا إلى الكوفية السمراء رمزا للنضال الوطني والاجتماعي والطبقي ، وأصبحت في مطلع القرن الحادي والعشرين رمزا عالميا لمناهضة العولمة 00
وبالرغم من محاربتها واتهامها بالإرهاب ؟! إلا أنها- وبكل فخر- أصبحت الآن في ارو ربا رمزا لطلاب العدالة ، والتحرر ، وحقوق الإنسان ، رمزا عالميا لكسر القيود ، والتحرر من العبودية ، وثورة على الظلم ولو كره الكافرون ..
لهذه الأسباب مجتمعة نرى تحالف قوى الشر والإمبريالية وأقطاب العنصرية الفاشية تتبارى في تشويه هذه الرمزية..
لذا واجب علينا كعرب أحرار وكفلسطينيين أن نقف في وجه من يعادى تراثنا وقيمنا الثورية النبيلة ، ونقاطع كل الشركات المحاربة لتراثنا الداعمة للصهيونية والماسونية العالمية د ناصر إسماعيل اليافاوي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت