كل عام وأنت بخير يا مصر،

بقلم: فايز أبو شمالة


كل عام وأنت بخير يا مصر، يا ابنة الشرق، ويا أم الحضارة، أنت يا مصر، يا ربيع كرامتنا، ويا فجر حريتنا، أنت يا مصر الخير والتسامح والبراءة، كل عام وأنت قوية بوحدتك الوطنية، تهتفين للمجد فيلبي طائعاً، وتنشدين السلام فترفرف راياته في سماء الشرق.
أقدم لك رقيق التهنئة يا مصر، أنا الفلسطيني الذي اغتصب الصهاينة وطنه، وسحقوا هويته، أخصك دون نفسي بالتهنئة، ولاسيما وأنت تعيشين ظروفاً استثنائية؛ وأنت تصومين شهر رمضان في الميدان، وتستقبلين العيد بأمل وحنان؛ أن تتوافق كل الأطراف، وأن تداوي جرحك الذي ينزف وجعاً على أرض فلسطين، فحين تكون مصر الحبيبة على حد السكين، فلا قيمة لكل الأوطان، ولا كرامة للإنسان العربي، ولا حرية لفلسطين.
ارحمينا في العيد يا مصر، تلطفي بالشعب العربي الذي يتطلع إليك برجاء، ويدعو الله أن يعصمك من البلاء، فنحن نحتاجك قوية يا مصر، نحتاجك قائدة لمسيرتنا، ومن أجلك نرفع أيدينا إلى السماء، وننطق بالثناء على كل من يحرص على حرمة الدم المصري، فما أحوج مصر إلى مصر، وما أقرب شعب مصر إلى حضارة مصر، ورجالها وثقافتها، ما أحوج مصر إلى حكمة مصر كي تعبر الجسر دون إقصاء! ودون فرض إرادة، ودون منتصر ومهزوم.
كل عام وأنت بخير يا مصر، نقدمها لك من أكناف بيت المقدس، فأنت الأقرب إلى قلوبنا من كل بلاد الأرض، وأنت الأوثق من عقولنا دون ثقافات الأمم، وأنت الأغلى من مصيرنا الذي تتآمر عليه الصهيونية من خلال تآمرها على شعب مصر، فما زالت عيون الصهاينة ترنو إلى مصر رغم اغتصابهم كل أرض فلسطين.
أعداؤك الصهاينة يا مصر، الصهاينة الذين أدركوا أن قوتك ضعفهم، وأن فرقتك وحدتهم، وأن فقرك اغتناؤهم، وأن ظمأك ارتواؤهم، وأن ضياعك لا يعني إلا هيمنة الصهيونية على المنطقة كلها، فابتعدي يا مصر عن شلال الدماء.
سلامتك عيدنا يا مصر، وكل عام وأنت بخير.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت