ستنطلق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين الأسبوع القادم في القدس ومن ثم ستنتقل إلى أريحا على غير توافق تام بين الطرفين وكأنها ستنطلق بالإكراه و دون اقتناع من الطرفين , وما بين القدس و أريحا تدور جولات المفاوضات بتعقيداتها وعدم مصداقيتها حتى اللحظة , وهذه المفاوضات بالطبع حدد لها تسعة شهور على أن تنجب بعد ذلك ولا نعرف إذا ما كانت ستنجب ذكرانا أو إناثا ,لكن يبدو من الملاحظات الأولى أنها لن تنجب أبدا وسيكتشف الجميع أن حملها حمل كاذب لا قيمة له لان أصل الزواج لم يحدث وأصل التقارب كان بالإكراه فلم يلج الفلسطينيين في العملية التفاوضية إلا بالضغط الأمريكي و هكذا الإسرائيليين , وهذا أهم عامل من شانه أن يفسد الفرصة الأخيرة للسلام بين الطرفين , على اعتبار أن أمريكا أخذت على عاتقها أن يصل الطرفان إلى حل نهائي خلال فترة التفاوض التي حددت زمنيا .
لم تنطلق المفاوضات بعد بل أعلن عن موعد انطلاقها فقط حتى صدر إعلان أكثر سخونة عن الحكومة الإسرائيلية التي قالت بات وزير الإسكان الصهيوني "أوري ارئيل" من حزب البيت اليهودي المتطرف رئيس بلدية القدس المحتلة "نير بركات" سيحتفلوا هذا الأسبوع بوضع حجر الأساس لحي استيطاني جديد سيقام على أطراف حي جبل المكبر جنوب مدينة القدس الشرقية المحتلة , وقالت صحيفة " هآرتس " الصهيونية أن الشركة التي ستنفذ المشروح وتباشر في إقامة الحي حصلت على التصاريح والتراخيص الخاصة بعد تأخير دام لأكثر من ثلاث سنوات بسبب الأوضاع السياسية , وهذا يعنى أن إسرائيل أما أنها بدأت بالفعل بتنفيذ خطة السلام الأمريكية التي سيجر التفاوض عليها ..! أو أنها بالفعل لا يعنيها أن تبدأ المفاوضات و تنطلق بل الذي يعنيها أن لا يتوقف الاستيطان بما فيه ما يقال عنه الاستيطان حسب الحاجة الطبيعية لتزايد السكان في المستوطنات المقامة بالضفة القدس , لكنى اعتقد أن التعليل الثاني هو الأقرب للصواب لان إسرائيل بالفعل تعيش أفضل مراحل حياتها ولم تعد بحاجة إلى سلام , فهي بحاجة إلى وقت بعيدا عن أي اتفاق مع الفلسطينيين يشهده العالم لتنتهي من خرائط الاستيطان التي تجعل من أي حل قادم حلا مستحيلا ويستحيل معه إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة .
أكثر من ستين منزلا صهيونيا ستقام في المستوطنة الجديدة بالقدس والتي تقع مابين منطقة قصر المندوب السامي وجبل المكبر كما تم الحصول على تصريح من بلدية القدس الصهيونية لبناء موقف سيارات تحت الأرض بالقرب من تلك المنطقة , ويبدو من خلال هآرتس الصهيونية وعلى لسان " نفتالى بينيت " وزير الاقتصاد في حكومة نتنياهو أن القدس هي الهدف الأكبر للاستيطان خلال المرحلة القادم وهذا في رأي استهداف مباشر لمساعي السلام والمفاوضات التي لم تنطلق بعد لتصبح المعادلة أن يفاوض الفلسطينيين و الاستيطان مستمرا دون توقف , وأضافت الصحيفة أن هناك عطاءات كثيرة للبناء في كافة أنحاء القدس ,و هذا على اعتبار أن البناء في القدس كان متوقفا خلال المرحلة السابقة واليوم لابد من الإسراع في برامج الاستيلاء على كل أراضي القدس وبيوت العرب الذين يسكنوها , وذكر من خلال التقارير أن أكثر من 1096 وحدة سكنية جديدة سيتم إنشائها خلال المرحلة القادة في جميع مناطق الضفة الغربية بالإضافة إلى بناء 63 وحدة استيطانية في جبل المكبر في القدس , والمثير للقلق أن معظم هذه الوحدات التي تم الإعلان عن بنائها بعد الضوء الأخضر من الحكومة تمت الموافقة عليها بعد إعلان استئناف المفاوضات بين الطرفين.
بات واضحا بما لا يثير الشك أن إسرائيل ستدخل المفاوضات مع استمرار الاستيطان وتسارعه و الفلسطينيين سيدخلونها بالإكراه بعد تعهدات أمريكية خطية لا قيمة لها على أساس كسب ود وتضامن العالم الذي يقر أن الاستيطان باطل وغير شرعي بالضفة الغربية والقدس ,لكن هذا لا يكفي لان نفاوض ونجلس حول طاولة نصبت فوق بقعة من وحل , ستسقط بعد فترة قصيرة من التفاوض , بل بات هاما في العملية التفاوضية أن نفاوض وإسرائيل تمتنع حقا ويقينا أمام العالم عن سرقة أراضينا والاستيطان فيها ,وهنا بات هاما أن نفاوض ونحن نرتكز على عناصر هامة أهمها وقف كل محاولات الاستيطان الجديدة بأرضنا و نشر مراقبين دوليين من الأمم المتحدة بكافة مناطق الضفة والقدس للتأكد من هذا الوقف ,وان لم يكن ذالك فلا بد ويجب على الفلسطينيين ألا يذهبوا للمفاوضات والإعلان عن ذلك عبر مؤتمر صحفي كبير ,والعودة للنضال السياسي من خلال منابر الشرعية الدولية بعد إرسال رسائل لكل دول العالم المركزي بما فيها الولايات المتحدة التي تعهدت بتسهيل عملية التفاوض ووقف الاستيطان ورسمت خارطة تفاوضية خلال التسعة شهور القادمة يراقبها وزير خارجيتها و طاقمه الدبلوماسي .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت