جاء بيان أنصار بيت المقدس محرجاً للناطق باسم الجيش المصري؛ الذي نفى بشدة ما تناولته وسائل الإعلام بخصوص هجوم طائرة إسرائيلية بدون طيار على مجموعة مقاتلة داخل الحدود المصرية الإسرائيلية.
وبين تأكيد أنصار بيت المقدس، ونشرهم أسماء الشهداء الأربعة، وبين نفي الجيش المصري الذي اعتبر التفجير داخلياً، صمتت إسرائيل، فهي لم تنف، ولم تؤكد، وظل الغموض سيد الموقف رغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتانياهو" قبل أيام؛ وتهديده بضرب رجال المقاومة في قطاع غزة، وضرب رجال الجهاد في سيناء.
قد يكون النفي المصري لاختراق الطيران الإسرائيلي للأجواء المصرية في سيناء صحيحاً، فالصهاينة لديهم التكنولوجيا التي تمكنهم من إصابة الأهداف بالقذائف دون اختراق المجال الجوي المصري، وقد يكون الصمت الإسرائيلي، وعدم الإعلان عن العمل العدائي هادفاً لعدم إحراج القيادة العسكرية المصرية في هذه المرحلة، ولاسيما أنها متهمة بالتنسيق مع الإسرائيليين لمحاربة المجموعات الجهادية في سيناء، ولكن الأخطر من كل ذلك هو: كيف عرفت إسرائيل أن هنالك مجموعة جهادية تستعد لإطلاق صواريخها على البلدات الإسرائيلية؟
هذا السؤال الخطير موجه إلى قيادة أنصار بيت المقدس، وإلى كل عربي يعادي الصهاينة، ولاسيما أن التجربة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال، وتجربة حزب الله في الجنوب اللبناني قد أكدتا أن سر نجاح المقاومة يكمن في انعدام المعلومة، وحيرة رجال المخابرات الإسرائيلية في كيفية اختراق المجموعات المقاتلة على ارض غزة وفي الجنوب اللبناني.
إن وجود مجموعات جهادية على ارض سيناء هدفها مقاتلة الصهاينة أمر ليس بالطارئ على حياة العرب والمسلمين، وقد دللت المشاركة الواسعة في مراسم تشييع الشهداء على أرض سيناء ـ لقد ضمت جنازة الشهداء أكثر من ألفي سيارة، وآلاف المشيعين الذين طافوا عدة مدن في شمال سيناء ـ أن الأصل في حياة المصريين هو المقاومة، وأن اتفاقية "كامب ديفيد" حدث طارئ، وهذا ما عبر عنه الضابط المصري البطل "أيمن حسن" الذي أطلق نيران رشاشة على الجنود الصهاينة سنة 1990، فقتل منهم 21 ضابطاً وجندياً.
ويبقى السؤال الذي يجب أن يعمل له الصهاينة ألف حساب؛ ما هي ردة الفعل الهجومية لأنصار بيت المقدس؟ وما هي قدرات الجيش المصري لمنع هذه الهجمات؟
الأيام القادمة قد تحمل المفاجآت فيما لو تعلم الرجال من أخطائهم، ومن أخطاء غيرهم، ولاسيما أن جبهة سيناء قد باتت مفتوحة على كل التطورات، وعلى أوسع الاحتمالات.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت