"الأمة باتت أقرب إلى النصر"

بقلم: كمال الرواغ


أقولها بأمانه وبقناعة شبة مؤكدة بأن الفرصة اليوم أمامنا أفضل من ذي قبل بالنصر.. فلسطينيا وعربيا حتى في ظل هذه الحرائق المفتعلة من القتل والقتال الفئوي والطائفي والرجعي على السلطة وخيراتها في العالم العربي.. وانقسام فلسطيني جيوسياسي.. وحصار سياسي واقتصادي ونقص في الدعم العربي الفاعل للقضية الفلسطينية والتمادي في سياسة الاستيطان والتهويد ومصادرة ما تبقى من الأرض الفلسطينية.. إلا أننا بتنا اقرب اليوم من أي وقت مضى لتحقيق الحلم العربي الكبير في إعادة توحيد الأمة والخلاص وللأبد من حكم الفرد والفئة والفصيل .. من خلال هذا الالتحام الثوري الحر الشبابي والجماهيري بعيد عن سطوت الأحزاب والجماعات.. برغم الألم والدماء التي سالت إلا أنهم اسقطوا هذه الممالك البائدة.. التي كانت تقف حائلا بين الأمة وأعدائها.. وكرامتها ومقدراتها ومصادرة حقوقها الفردية والجماعية من حرية وعدالة وغياب للأمن والديمقراطية.. إلا أن ثورتهم انتصرت وصححت مسارها بعد أن اختطفها الانتهازيون.. برضا وغطاء غربي .
أما فلسطينيا فقد شكل تثبيت عضوية فلسطين في الأمم المتحدة اختراق سياسي وإعلامي وقانوني غير مسبوق للقضية الوطنية في المحافل الدولية.. وفتح الباب لنا على مصراعيه لملاحقة الاحتلال قانونيا ومقاضاته عن جرائمه في حق شعبنا من قتل وتهجير ومصادرة الأرض والحقوق السياسية، بالرغم من التهديد والوعيد الأمريكي وحالة التشرذم العربي.. والقضاء على ما تبقى من أنظمة عسكرية استاتيكية.. كانت تحمي نظامها ومواليها ..رغم كل ذلك بوسعنا الآن التقدم إلى الأمام والدفاع عن حقوقنا وكرامتنا والنضال من اجلها.. في ظل هذه الثورات الجماهيرية الشبابية التصحيحية للربيع العربي.. والتي بدأت في مصر.. على عكس ما تشتهي أمريكا وأعوانها.. فالأمل بتحرير البلاد من الاحتلال وأذنابه ..وتجار السلاح والنفط وشركات المال والانتهازيون وأذنابهم،بات قريب جدا.. استراتيجيا على أقل تقدير على المستوى المتوسط والبعيد . ولم تعد الهيمنة وإشاعة الوهم من خلال نظريات المؤامرة.. والسيطرة بالقوة وتربح تريليونات الدولارات يوميا من النفط والغاز والسلاح، إلا أن الكف أنتصر على المخرز أخيرا
، عندما تتحررت إرادة الشعوب من الهيمنة والفئوية والشرذمة السياسية.. بفضل انتفاضة الجماهير الحرة وهؤلاء الشباب الأحرار الغير منتمين ومكبلين بقوى مختلفة لها أهدافها ومصالحها المشتركة مع العدو والأنظمة.. وعجز الجيوش العربية عن مواجهة الصهيو امبرياليه وأعوانهما.. ومن تحرير شبر من الأرض العربية .
..في تقديري أن الأمل قد ارتفع في أن تتحرر فلسطين والامه من هذه السرطانات القاتلة والعالقة والتي تغتصب الشعوب والأنظمة والطوائف والأحزاب فالأمل بالشباب العربي الواعي بحقوقه وكرامته واستعداده الدائم للتضحية والعطاء.. فأنجز المستحيل واسقط ديكتاتوريات ظالمه وسالبه ..وصحح مسار ثوراته وبوصلتها.. بعد أن خطفت الانجازات وأنزلت القاطرة عن مسارها، فالفرصة باتت اقرب لتغيير قواعد اللعبة..بتوازنات جديدة يكون للجماهير العربية قول الفصل فيها، بعد أن أثبتت حضورها وفعاليتها على مدار الشهور السابقة بعد أن غيبت عن المشهد السياسي عقود .
رحم الله الشهيد ابو عمار ..عندما كان يردد دائما يرونها بعيدة ونراها قريبة وأنا لصادقون .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت