القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
تثير الاحداث الجارية في مصر قلقا شديدا في الأوساط الإسرائيلية، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، زئيف إلكين، إن إسرائيل لا تتدخل فيما يحدث في مصر، ولكن موقفها هذا قد يتغير في حال تعرض أمنها للخطر.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن الجنرال المتقاعد، عمرام ميتسناع القول "إن الأحداث الجارية في مصر تبعث على القلق، وهي تلزِم الحكومة الإسرائيلية بتسريع هواتها باتجاه التوصل إلى سلام مع الجانب الفلسطيني، لأن البديل في حال اضطراب الأوضاع في مصر، قد يضع إسرائيل في حالة تحدي تواجه فيها أخطارا تهدد أمنها من أكثر من جهة وعلى أكثر من صعيد.
في المقابل وصف المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان الصور الفظيعة التي "أتت من مصر باعتبارها تحقق أكيد لأسوأ كابوس ليس فقط في مصر وإنما في إسرائيل أيضا.
ولفت فيشمان إلى الموقف الأمريكي المعلن باحتمالات وقف المساعدات الأمريكية للجيش المصري، المقدرة بـ1.2 مليار دولار، ووقف التعاون الأمريكي مع المؤسسة العسكرية المصرية. وبحسب فيشمان فإن الجيش المصري حافظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل حتى في وجه الأخوان المسلمين بفعل حاجته للمساعدات الأمريكية، وبالتالي فإنه في حال رفع التأييد الأمريكي للجيش المصري وتحويل هذا التأييد لحركة الإخوان المسلمين فإن ذلك سيعرض اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل لخطر حقيقي.
ويرى فيشمان إنه في حال حدوث هذا الأمر فإن الشارع المصري المعادي لإسرائيلي، سيجر السلطات المصرية لمواقف مناهضة لإسرائيل والمس بعملية السلام بين مصر وإسرائيل. وفي مثل هذه الحالة، ومع استمرار الأزمة الداخلية، فإن من شأن النظام المصري أن سيبحث عن عدو خارجي لتوحيد الصفوف الداخلية.
ويكشف فيشمان أن الأجواء السائدة في الولايات المتحدة معادية جدا لتحركات الجيش المصري لدرجة أن رجال اللوبي اليهودي الأمريكي أبلغوا الجانب الإسرائيلي إنه لا جدوى الآن "للتحرك" من أجل المصريين في الكونغرس والدفاع عن الحكم المصري فهذه معركة خاسرة.
ويلفت فيشمان إلى أنه في ظل تصاعد "عمليات الجهاد والقاعدة في شبه جزيرة سيناء وتكثيف نشاط الجيش المصري ضد هذه العمليات، فإن المعضلة الإسرائيلية في مواجهة الأخطار القادمة من سيناء، والتهديدات المحتملة لإيلات ستزداد".
ويرى فيشمان أن التطورات الجارية تلزم المؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل بالاستعداد لاحتمالات تغيير حاد في الموقف المصري الرسمي، ولكل تغيير سريع على امتداد الحدود مع مصر، وعلى صعيد مستقبل العلاقات من النظام المصري واتفاقيات السلام بين البلدين.