ما عدت أكتب مقالاً إلا عندما يستفزني شيء..واليوم يستفزني الدكتور صائب من خلال مقابلة مع العربية أجاب فيها على أسإلة في غاية الأهمية والخطورة
ولكن قبل أن أدخل في الموضع دعوني أشير لعلاقتي بأبو علي الذي أعرفه معرفة تكاد تكون عميقة" وذلك لأنه أول من إستقبل السلطة في أريحا وكنت مع أولها " أعرفه لأني عملت معه في البلديات ..بلدية أريحا ..ثم في الحكم المحلي كمفتش عام للبلديات إختلفت رغم أنه طلبني شخصياً من الراحل أبو عمار الذي قال له...حسب ما ذكر لي رحمه الله ..
( لن تتحمله هذا جامح )وسألني حينها رحمه الله ..إيه اللي عامله في صائب ..! ده متمسك فيك وضحك وقال .. هو لسه ما بيعرفك ..! بالفعل لم يتحملني شهر واحد لأني لست آلة طيعة وكنت صاحب قرار وهذا لا يعجب أي مسؤول" فذهب إلى أبو عمارغاضباً ليقول له.. هذا مش معقول ..ومنذ ذلك الوقت وأنا خارج العمل حتى عام 98 وأعتقد أنه كان له دور في ذلك ورغم هذا فأنا أشهد له بمواقفه الرجولية والثابتة وهو يمتلك حكمة وأدب جم في التعامل" إفترقنا ولكن لم أحمل له أي ضغينة لأن الخلاف كان حول كيفية العمال وليس على المباديء" يعني شاورني قبل ما تعمل شيء ..وليش عملت هيك ..! لالا إلغي إلغي ..طبعاً أنا لا ألغي ما أقتنع به .. كل هذا شكل تضارب في العمل .. وعدم إنسجام
كان قريبا ً من الراحل الشهيد أبو عمار لا بل شهدت وقائع كثيرة أكدت لي ثقة الرئيس الراحل به , وعلى ما يبدو أنه كان حامل الأسرار الدقيقة وناقل الرسائل العميقة ..
من هنأ أبدأ بالقول أن الرجل لم يكن صاحب قرار بل كان رسولاً أميناً لصاحب القرار ,
اليوم هو مع الرئيس أبو مازن ولم يتغير عليه شيء ومن خلال المتابعة نجده يقوم بنفس المهمة ..والثقة نفس الثقة والعمل نفس العمل
ربما اليوم وقد أصبح الدكتور صائب عضوا في اللجنة المركزية لفتح وفي اللجنة التنفيذية للمنظمة يتحمل جزءً من المسؤولية ولا يتحملها كلها لأنه في النهاية له مرجعية لا يستطيع أن يتصرف إلا بحدود صلاحياته كعضو بين أعضاء في مجموعة القيادة
ورغم هذا فالدكتور صائب اليوم على الصفحة هدف يتفنن الكتاب وغيرهم من المعارضين في الهجوم عليه وكأنه ذاهب لبيع القدس وفلسطين , ومن لا يعرف عن القضية شيء وهو يقرأ ما يكتب عن صائب والمفواضات يظن أن صائب هو صاحب فلسطين الأوحد وأن ليس هناك شعب فلسطيني أو أننا مجموعة من الرعاع أو تنابلة السلطان ..أوحتى عبيداً متخلفين في مزرعة عريقات .؟ وأنا أيضاً لم أكن بعيداً عن منتقدي الرجل وكتبت أكثر من مرة منتقداً حتى كتابه (الحياة مفاوضات ) وكتبت أيضاً حول صوره مع ليفني منتقداً الصور التي تم نشرها عمداً من جهات مغرضة ..وهي بروتوكولية ولكنها مؤذية لمشاعر الناس
ولكن هل باع صائب القضية.!
وهل أصلاً بيده صكوك تؤهله بذلك .!؟ في لقائه مع العربية أمس كان واضحاً وصادقاً في كل ما قال وقد تحدث عن ضمانات خطية محفوظة لدى الأوروبيين فيها التزامات حول النقاط الهامة الرئيسية والتي آخر مدى لها تسعة أشهر , وإذا تم الاتفاق عليها سارت الأمور وأعلن عن توافق , وإذا لم يتم ذلك يكون هناك حديثاً آخر ..والدنيا لم تنتهي ويا دار ما دخلك شر سوى المستوطنات ( خير اللهم إجعله خير )
تحدث صائب بإسهاب عن مطالب الفلسطينيين المعروفة والمطلوبة لدى الشعب الفلسطيني أهمها حدود حزيران والقدس واللاجئين والأسرى " وقال ..كل شيء سيكون تحت الشمس وتحت سمع وبصر الشعب الفلسطيني وما يقرره الشعب سيكون.. وما يرفضه لن يكون
إذا ً.. ولست هنا مدافعاً عن الرجل " لماذا نحمله مسؤولية ما جرى ويجري وسيجري. !
وهو يعمل حسب مرجعية قيادية رئاسية على رأسها الرئيس أبو مازن وهو الذي بدأ العمل كرئيس بعد تسلمه المسؤولية من أبو عمار رحمه الله والذي إنتهى في إتفاق أوسلوا باعتراف المنظمة بالكيان الاسرائيلي على حدود ما قبل ال 67 وتم في حينه شطب بعض بنود الميثاق ذات الصلة .. وهذا يعني إذا في حدا باع ليس صائب عريقات ..!
وهنا أعلق على من يقولون فلان باع فلسطين أو باع القضية
فقط أحببت أن أقول ما يمكنني قوله في هذا السياق وكما قلت ليس دفاعاً عن الدكتور صائب " فأنا لست طامعاً بشيء إلا بأن يتحقق حلمي برؤية القدس محررة " وفلسطين من بحرها إلى نهرها عربية,وأعود إلى حيفا بيت جدي الذي ولدت فيه رقم 51 شارع عكرون الهادار ..الكرمل
ولكن هذا لن يكون في زمن صائب ...
ويكفي صائب يحل لنا ال 67 وأبوزيد خاله

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت