الاسير المحرر حمدية.. وفاة والدي واستشهاد ياسر عرفات أصعب اللحظات التي عشتها

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
(23عاماً) هي مجموع السنوات التي أمضاها الأسير الفلسطيني المحرر محمد حمدية في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، بعد ان قام بتنفيذ عملية طعن داخل إسرائيل هو ورفيق دربه الأسير المحرر نهاد جندية ،أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي.

يستذكر الأسير حمدية (41عاماً) ، كيف تمكن الاحتلال من إلقاء القبض عليه مع رفيق دربه بعد ان نفذا عملية الطعن باستخدام سلاح أبيض ( سكين ) ، قائلاً " فور تنفيذ العملية قام الاحتلال بعمليات تمشيط للسيارات القادمة من داخل إسرائيل الى قطاع غزة ، واستطاع من خلال معلومات وصور توصل لها ان يعتقلنا وكان ذلك في عام 1989م ".

فور اعتقال حمدية ورفيق دربه نهاد جندية ، قام الاحتلال بتحويلهم إلى مركز تحقيق عسقلان ، ومن ثم إلى المحاكمة وأدينا بعملية القتل، وحكم حمدية بالسجن 31عاماً امضى منها 23 عاماً متنقلاً بين سجون الاحتلال ولعل أبرزها سجن "نفحة" الذي يضم اكبر عدد من الأسرى من قطاع غزة .

على مدخل الشارع المؤدي لبيت الأسير المحرر حمدية، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة ، علقت اعلام فلسطين فيما نصبت خيمة الاستقبال امام المنزل تعلوها رايات حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" و البوسترات التي تبارك للأسير خروجه من السجن مع رفيق دربه بالدفعة الأولى من الأسرى القدامى، التي شملت 26 أسيراً، من أصل 104 أسرى صادقت حكومة تل أبيب على إخلاء سبيلهم في 28 يوليو الماضي في إطار استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

ويضيف حمدية وهو يجلس وسط أقاربه قائلاً لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،"هناك لحظات مؤلمة مررت بها أثناء وجودي بالأسر منها على المستوى الشخصي وفاة والدي في عام 2009 م وكنت اتمنى ان اخرج وألقاه ، ومنها على المستوى الوطني استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات بما يمثله رمز للشعب والقضية الفلسطينية ".

ويصف الاسير المحرر شعوره بلحظة الإفراج عنه ، بان الفرحة كبيرة جداً ولا توصف وهو سعيد جداً ، لافتاً إلى أن الأسرى يمرون داخل السجون في مراحل متعددة وامتحانات صعبة ، ووصول الأسير إلى لحظة الإفراج عنه وخروجه وهو سالم يعد انتصاراً كبيراً .

اما والدة الأسير المحرر حمدية ، التي ارتدت الثوب الفلسطيني المطرز ، وزينت يديها بالحناء ، لم تكف عن إطلاق الزغاريد فرحاً وابتهاجاً بخروج نجلها من السجن وتعهدت بان تقوم بزواجه عما قريب قائلة " فرحانة عندنا خروجه عيد ، وبدي افرح فيه وأجوزه ان شاء الله ".

عندما اعتقل الأسير المحرر حمدية كان قطاع غزة آنذاك تحت الاحتلال الإسرائيلي ، وكانت الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة) في خضمها وأوجها ، لكن الحال تغير فقد انسحب الاحتلال من قطاع غزة وجاءت السلطة الفلسطينية، وطرأت أمور على المجتمع منها الانقسام الفلسطيني، لكن الأسير حمديه يقول إنه لمس بعد كل هذه السنوات ان الشعب مازال متمسك بأصالته وكرمه وجوده، وأكثر صلابة من قبل وهذا اكثر ما أسعده ".

ولم يخف الأسير المحرر ان القضية الفلسطينية تمر في ظروف صعبة وتعيش مأزق كبير قائلاً " القضية امام مأزق كبير ونرجو لها السلامة ونتمنى على الجميع ان يرجع إلى رشده والطريق واضحة في تحقيق الوحدة الوطنية ".

وأشار إلى ان الأسرى داخل السجون لا يعنيهم الطريقة التي يفرج عنهم بها، والمهم حريتهم وتحريرهم من السجون بكل الجهود والوسائل المتاحة .

من جانبه عبر لؤي حمدية (30 عاماً ) ، عن فرحته الغامرة بخروج ابن عمه من السجن ، وقال" نحن فرحين بخروج محمد من السجن وجميع العائلة والأقارب تجمعوا ، وقمنا باستقباله على معبر "إيرز" ، وكان استقبال شعبي وجماهيري من جميع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية ".

بدوره وجه الناطق الإعلامي لحركة "فتح" بمنطقة شرق غزة احمد سليم (36عاماً )، الشكر إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لجهود المضنية التي بذلها في الإفراج عن الأسرى القدامى .

وأضاف " منذ الطفولة كنا نسمع رئيس وزراء إسرائيل السابق اسحاق رابين يهدد الرئيس الراحل ياسر عرفات بأنه لا يمكن ان يتم الإفراج عن أي اسير فلسطيني "ملطخة" أيديه بالدماء ، لكن اليوم انتصرت القيادة وانتصر الأسرى الذين دفعوا ثمن باهظ من اجل القضية ".

وقال سليم " لاشك ان هناك أطراف فلسطينية قللت من حجم هذه الصفقة ، لكن الحقيقة تقول انها صفقة مشرفة وأفرجت عن اسرى من جميع التنظيمات ولا فرق بينهم ، وحركة "فتح" مسئولة عن كل الأسرى مادياً ومعنوياً سواء وهم في داخل السجن او بعد خروجهم ".

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، عن الدفعة الأولى من الأسرى القدامى، والتي ضمت (11) أسيراً من الضفة الغربية و(15) أسيراً من قطاع غزة، وتشمل هذه الدفعة أسرى معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو التي وقعت بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل عام 1993، باستثناء (أسير واحد) أعتقل أوائل انتفاضة الأقصى عام 2001، وينتمون لفصائل وطنية وإسلامية مختلفة.

تقرير/طارق الزعنون
عدسة/محمود عيسى