ويبدو أن الانقلاب في مصر تم برعاية أمريكية وموافقة المخابرات الأمريكية دون معرفة أن الجنرال السيسي "الناصري" هو رجل المخابرات الروسية "التاريخ يعيد نفسه" في المعسكر الأمريكي، وأن ما حدث هو سرقة للانقلاب الذي أرادت من خلاله أمريكا أن تزيل الإخوان المسلمين من الحكم فإذا بها تخسر كل مقومات الخريطة لديها لصالح الروس الذين أظهروا للعالم بحنكة أن الانقلاب أمريكي من خلال:
· سحب السيسي للبرادعي إلى السفارة الأمريكية في القاهرة وإجراء الاجتماعات هناك وكأن الأمر يخص الأمريكان، وهذا ما احتاج له السيسي كي يقنع العالم أن الانقلاب أمريكي مع العلم أنه روسي بامتياز.
· تعيين البرادعي في موقع العلاقات الدولية في الرئاسة كي يقنع أمريكا بأنها مسيطرة على الدولة والجيش على اعتبار أنها ربت السيسي في مؤسستها العسكرية والبرادعي في المؤسسة السياسية فكان البرادعي الطرطور رقم 2 لأنه لا يملك على الأرض شعبية ولا عسكر واستقالته توحي بأن الأمريكان يرتبون مدخلا آخر لإعادة الهيبة.
· روسيا نجحت في أن تجعل مطبخ الانقلاب في الخليج التابع للأمريكان وحثهم على الاعتراف بما تسمى ثورة 30 حزيران، وبالتالي لم تكن لروسيا شكليا وظاهريا بصمة في الانقلاب، حتى انتهت صلاحية الشراكة في الانقلاب مع الأمريكان.
· ويبدو من خلال الخطوات التي اعتبرت تغيرا في موقف أمريكا والتابعين لها أنها شربت فيلم الروس في الانقلاب وباتت تتراجع رويدا رويدا من خلال الإيعاز للعملاء من الدول بأن يغيروا المواقف تدريجيا لأن مصر باتت في يد روسية بامتياز ولعل ملامح جون ماكين كانت واضحة.
· طامح عميل روسي:
من الواضح أن "طامح" المغرد على تويتر أو مجتهد هو عميل روسي ينقل المعلومات بدقة وصحة جيدة عن الاجتماعات التي كانت تحدث وأن ما يجري هو حقيقة وخاصة من مهاجمة البرادعي والأمريكان والخليج بحجة أنه يساعد الوطن والمسلمين وفي حقيقة الأمر هو تعزيز لدى الرأي العام أن أمريكا وراء الانقلاب وإبعاد الشبه عن أبطال الانقلاب الحقيقيين.
· الأمريكان فهموا المعادلة يبدو وبالتالي يحاولون استرجاع بعض السيادة التي في اعتقادي أنها لن تعود وفي نفس الوقت لن ينجح الانقلاب بالبصمة الروسية لأن الإخوان المسلمين في مصر أبدعوا حتى اللحظة في الصمود والتحدي وهذا لم يكن في حسبان الروس وما كشف أن الانقلاب هو من صناعتهم طبيعة المجازر التي تشبه الوضع في سوريا في بداياته.
· صمود الثورة في مصر سيعمل على تحطيم المخطط بشكل كبير لذلك تقرر فض الاعتصامات ولو بالقوة والمجازر لأن روسيا ستكون الخاسر الأكبر في المعادلة إذا نجحت ثورة مصر لأن بشار الأسد في خطر ومصالحها وعلاقاتها مع أمريكا ونقاط ميتة وملفات مجمدة ستفعّل، وهذا يجعل الدم هو لغة الحل في مصر ويرفضون الحلول السلمية.
· الاحتلال الصهيوني يعلم بكل مجريات الانقلاب ويتعامل مع الأمريكان والروس كل على حدة حتى يحفظ خط رجعة أي نجاح لأحدهما ويمول ويدعم حتى التخلص من الإخوان لأنه بذلك يتخلص من معركة محتملة مع مصر قريبة وهو لن يخاف على مصالحه سواء استلم في مصر من هو تابع للأمريكان أو الروس لأن أمن الاحتلال من أولويات تلك الجهات.
ما ذكر سابقا هو تحليل وسيناريو من بين تحليلات ووجهات نظر عديدة من الممكن أنه حدث أو يحدث أو سيحدث كون الذي انقلب هو من أبناء عبد الناصر الذي تحالف مع الأمريكان وصفعهم وارتمى في أحضان الروس لتحقيق أهداف الناصريين وهذا ما يقوم به السيسي الآن؛ ما يدلل على أن الانتخابات والديمقراطية ليست في أجندتهم وأن حكم العسكر الناصري هو سيد الموقف لذا وجبت الثورة حتى الانتصار وإعادة الشرعية والرئيس المنتخب وهذا أعتقد أنه قريب جدا وأن الانتصار حليف الإخوان والشعب المصري لأنهم برعوا في الصمود.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت