القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
من المفترض أن تشمل التوجهات الأوروبية، القاضية بمقاطعة جميع الأنشطة الاسرائيلية داخل الاراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967، (الضفة الغربية ومدينة القدس)، أكثر من 30 مصنعاً وشركة إسرائيلية عملاقة (بينها مصنع سلاح) تعمل انطلاقا من مدينة القدس، وتقدر مبيعاتها وموازناتها بمليارات الشواكل، وتدر أرباحاً خيالية، وتعتبر داعماً أساسياً للإقتصاد الإسرائيلي.
وكان الاتحاد الأوروبي أصدر في الـ 30 من شهر حزيران الماضي، تعليمات تُلزم جميع دول الاتحاد الـ 28 بالإمتناع عن أي تمويل، أو تعاون، أو منح تسهيلات، أو تقديم منح دراسية، أو منح بحثية او جوائز، لأي طرف يتواجد داخل المستوطنات الإسرائيلية المقامة في جميع الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967، (الضفة والقدس والجولان).
وحسب مؤسسة "من يربح من الاحتلال"، فإن مدينة القدس الشرقية، تضم اليوم أكثر من 15 مصنعا وشركةَ (او فروع لشركات) تعود لإسرائيليين، وتربطها علاقات مباشرة بدول في الاتحاد الإوروبي، أو تابعة لشركات تعمل في دول الإتحاد الأوروبي، أو تصدر لشركات ومستوردين في الإتحاد الاوروبي.
وتعتبر شركة "كاليا اسرائيل آميونيشن" من أهم وأخطر الشركات والمصانع الإسرائيلية التي تعمل في مدينة القدس المحتلة، حيث أنها مقامة في مستوطنة "ميشور آدوميم"، وهي تبيع للجيش الإسرائيلي معدات عسكرية حديثة، بما في ذلك أسلحة وذخيرة، وقطع غيار للأسلحة، والاكسسوارات والمعدات الشخصية والمعدات القتالية، كما أنها تصدر منتجاتها للخارج، وتتعامل مع شركات مشابهة في بريطانيا وأميركا.
ومن أهم المصانع الاخرى التي تعمل في القدس المحتلة، والمفترض، ان تشملها التوجهات الاوروبية، المقرر البدء بتطبيقها مطلع العام المقبل، شركة "الستوم" الفرنسية لتوليد الطاقة، حيث تشارك هذه الشركة بتزويد "القطار الخفيف" في القدس بالطاقة منذ بدأ تشغيله.
وبجوار الشركتين سابقتي الذكر، هناك أيضاً المصانع الضخمة لشركة "يونيون موتورز"، التي تبيع عشرات آلاف سيارات "تويوتا" للجيش الإسرائيلي وللشرطة ولشركات الحراسة، وكذلك شركة "دانيا سيباس" للبناء التي لها فرع إسرائيلي في القدس المحتلة، وتستورد بضائعها من فروعها الأخرى المنتشرة في هولندا، وكندا، وروسيا، ورومانيا، وقبرص.
وفضلا عن ان شركة "دانيا سيباس" للبناء، تنطلق في اعمالها من مدينة القدس المحتلة التي يشملها قرار الاتحاد الاوروبي، فان هذه الشركة ساهمت في بناء وتوسيع المستوطنات، وتوفير المعدات اللازمة لبنائها.
وتعتبر شركة الادوية الاسرائيلية "تيفع" التي تملك مصنعاً رئيسيا في القدس، من أهم الشركات التي تواجه خطر المقاطعة الأوروبية، حيث أن لها فرعاً في جبل المشارف "هآرحتسوفيم" قرب مستوطنة التلة الفرنسية المقامة في القدس الشرقية، ويعمل فيه آلاف العمال الإسرائيليين والمقدسيين، ويعتبر أحد الفروع الرئيسية للشركة الاسرائيلية.
وتُعدُ شركة "تيفع"، إحدى أكبر الشركات التجارية في إسرائيل، حيث بلغت مبيعاتها في العام الماضي 2012، نحو 20.3 مليار دولار، وقد حصلت مؤخراً على منحة بمبلغ 200 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي لتطوير أدوية جديدة، لكن وبحسب القواعد الجديدة التي أقرها الاتحاد الاوروبي مؤخرا فإن الشركة لن تتمكن من الحصول على هذه المنحة بسبب وجود احد فروعها وعملها انطلاقا من القدس المحتلة.
وقالت الناشطة الشبابية يارا السعدي، التي تعمل في مؤسسة "من يَربح من الاحتلال"،: "هناك عدد كبير من الشركات والمؤسسات والمصانع والمشاغل الإسرائيلية المقامة على أراضي القدس الشرقية، لكن المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى وجود نحو 30 مصنعاً كبيراً في هذه الأراضي".
واوضح المدير السابق للغرفة التجارية بالقدس، عزام ابو السعود، ان " نحو 40 ألف مقدسي يعملون في المصانع والشركات الإسرائيلية المقامة على أراض محتلة -في القدس الشرقية- بما في ذلك العاملين في فنادق ومحلات تجارية صغيرة".
واضاف: "نحو 42% من مجمل القوة العاملة في مدينة القدس، هم من الفلسطينيين، من بينهم جزء كبير لا يعملون في مصانع تجارية كبيرة، أما في القدس الشرقية تحديداً، فإن الفلسطينيين يشكلون نحو 90% من عمال المصانع والشركات الإسرائيلية".
وحول المناطق الصناعية التي أنشأتها اسرائيل في المناطق المحتلة عام 67 في القدس، يقول ابو السعود: "إسرائيل أنشأت خلال السنوات السابقة العديد من المناطق الصناعية، وخصصتها للمصانع الإسرائيلية، أهمها في منطقتي عطروت، وميشور أدوميم، إلا أن المقدسيين استطاعوا الاستحواذ خلال السنوات القليلة السابقة على نحو 66% من المنطقة الصناعية في عطروت، وانا اعتبر ذلك انجازاً".
ويتابع: "لقد قدمت إسرائيل تسهيلات كبيرة للمصانع الإسرائيلية، لتنشئ فروعاً لها في شرقي القدس، حيث وفرت لها تسهيلات ضريبية وحوافز أخرى".
ويشير ابو السعود، إلى التلاعب الإسرائيلي في تسويق وتصدير منتجات المستوطنات للأوروبيين، وفي الأسواق الفلسطينية، وكيف يتم تصنيعها وتعبئتها في مصانع القدس، والإشارة الى انها صنعت بفرع للمصنع في مكان آخر.