الحفريات اسفل أساسات المسجد الاقصى تلحق ضرارا بالغاً ببنيانه..!

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
ألحقت الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال الاسرائيلي تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك ضررا بالغا ببنيانه، حتى أن بعض الأوساط في دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس، تحذر من أن قيام طائرات حربية اسرائيلية بخرق جدار الصوت فوق منطقة الاقصى بشكل متكرر، قد يؤدي إلى انهيار بناء المسجد. وقد لحقت هذه الأضرار بسبب فتح أنفاق مغلقة والقيام باعمال حفرية تحت الأساسات بأعماق كبيرة.

ويقول حمدي ذياب رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في القدس"إن سلطات الاحتلال وضعت عنوانين لما تقوم به من حفريات، الأول يتعلق بالكشف عن حائط البراق وإظهاره كاملا ما يعني إزالة جميع الأبنية الملاصقة له، والحفر إلى جانبه لتبيان حجارته الأساسية. اما العنوان الثاني، فيتعلق بالبحث عن بقايا الهيكل الذي يزعم الصهاينة أن المسجد الأقصى يقوم فوقه."

ويوضح ذياب في حديث لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" بان"الحجم الظاهر من حائط البراق الذي يسمى في العقيدة اليهودية ب(المبكى) عندما احتلت اسرائيل القدس لا يتعدى الثلاثين ياردة، أما الهدف الذي أعلن عنه عام 1999، فهو كشف مائتي ياردة و أكثر، علما بأن حجم ماكان قد كشف آنذاك بلغ ثمانين ياردة، وهو ما أنجزته الحفريات التي تمت عند الحائط الغربي للمسجد الأقصى".

ويضيف "أما عند الحائط الجنوبي من المسجد الأقصى، فجرت حفريات أشرف عليها البروفسور بنيامين مزار، وتابعها موشيه دايان وزير الجيش الاسرائيلي آنذاك، وهو صرح به عام 1971 بأنه يجب استمرار الحفر حتى الكشف الكامل عن الهيكل الثاني، وإعادة ترميمه على حد قوله".

ويلفت ذياب بان "هذا التصريح جاء مترافقا مع مزاعم "صهيونية" بالعثور على بقايا قصر هيروس، وجزء من السور الأول للقدس، حيث عثر في بقايا القصر على جدران استنادية"، ويضيف:" لم تمر هذه الحفريات دون التسبب بإتلاف العديد من الأبنية التاريخية، وهو ما دفع د. كاثلين كاينون، مديرة مدرسة الآثار البريطانية في القدس إلى القول: "إن إتلاف مثل هذه الأبنية يعتبر جريمة كبرى ولا يعقل أن يتم تشويه الآثار القديمة بمثل هذه الحفريات.

ويشير ذياب "بان الحفريات اثارت ردود فعل واسعة، مستنكرة لهذه الجريمة التي تتم بحق المكان المقدس، و الأبنية القريبة منه".

ويقول "ولكن الصهاينة ضربوا بعرض الحائط كل هذه الاعتراضات وقاموا عام 1981 بفتح نفق كان قد اكتشفه الكولونيل وارين سنة سبع وستين وثمانمائة وألف، وتابعوا الحفر على امتداد النفق الذي يقود إلى أسفل مسجد قبة الصخرة المشرفة، وفي العام نفسه جرى الكشف عن قيام المسمى حاخام المبكى، بفتح سرداب أسفل الحرم القدسي يبدأ من حائط البراق، وأنه عمل لأشهر بسرية تامة في حفره، وبدعم مما تسمى وزارة الأديان."

ويتابع ذياب حديثه قائلا " بان دائرة الأوقاف الإسلامية سارعت إلى إغلاق هذا السرداب بالخرسانة المسلحة، ولكن بعد أن تسبب في تشققات في الرواق الغربي للمسجد الأقصى، وهو ما دفع عالم آثار يهودي إلى التحذير من خطورة الحفريات على بنيان المسجد"، ويضيف " ورغم كل ذلك هناك تكرار لفتح أنفاق وسراديب تحت المسجد الاقصى، ويتصدى المقدسيون لهذه الإجراءات ما تسبب في مواجهات عنيفة عام ستة وثمانين، وعام تسعة وثمانين، وكذلك عام خمسة وتسعين، وبانتفاضة عام ستة وتسعين، عرفت باسم انتفاضة النفق".

ويقول ذياب" بعد إغلاق النفق الذي تسبب بانتفاضة عام ستة وتسعين، قامت سلطات الاحتلال في العام التالي بحفريات في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، وبعمق تسعة أمتار ما يشكل تهديدا إضافيا لأساسات المسجد وبالتوازي مع ذلك، استغل الصهاينة إجراء إصلاحات في شبكة الصرف الصحي بالقدس للقيام بحفريات جديدة قرب حائط البراق."

ويكمل حديثه " كما أعلن عن الشروع في حفريات جديدة لتوسيع ساحة البراق الصغير في حي الواد، والذي يحاذي الحائط الغربي للأقصى وعن مشاريع حفر أخرى تهدد بهدم القصور الأموية المحاذية للمسجد الاقصى ".

ويؤكد ذياب على أنه" في كل هذه الحفريات لم يعثر على أي آثر يشير إلى هيكل سليمان المزعوم، حتى أن علماء آثار يهود اعترفوا بأن نتائج الحفريات التي قاموا بها لم تسفر عن كشف أي آثر للهيكل، ومع ذلك فإن سلطات الاحتلال مازالت مصرة على متابعة الحفريات، ما يظهر أن هدفها الحقيقي هو العمل على تقويض المسجد الأقصى."