القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
يبدو ان الاخوان المسلمين في مصر اخطأوا في قراءة الخارطة السياسية وبالأساس ارتكبوا خطيئة الغرور عندما ظنوا ان الله قد اختارهم فعلا للحكم، بالمقابل فان المؤسسة المصرية، خاصة الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع الحيوي عبدالفتاح السيسي، استفاقت من الضربة التي تلقتها بسقوط مبارك.
هكذا يوصف بروفيسور ايال زيسر الباحث بالشؤون العربية في جامعة تل ابيب، شقي المعادلة المصرية اليوم ليخرج بنتيجة مفادها ان الجيش المصري اوضح بعد الاطاحة بمرسي انه ينتقل من دور الوسيط بين الاطراف االوطنية وهو الدور الذي كان يلعبه بعد الثورة الى دور الحاكم الفعلي والأهم انه لا يسعى الى محاورة الاخوان، بل الى الضرب بهم بقبضة حديدية واعادتهم الى وضعيتهم التي كانت ابان عهد مبارك أي حركة ملاحقة.
زيسر يقول في مقال نشرته، اليوم الاثنين،جريدة "يسرائيل هيوم" ان ملايين المصريين الذين خرجوا الى الشوارع للاطاحة بمبارك مطلع 2011 اطلقوا "العفريت الاسلامي" من الزجاجة في حين ملأ الاسلاميون الفراغ الناشئ عن الاطاحة بالأخير مستغلين الدعم الشعبي الواسع والعجز الذي ألم بالمؤسسة المصرية المتمثلة بالجيش واجهزة الامن ووصلوا الى الحكم في حزيران 2012 .
ورغم عناوين الصحف الغربية والاسرائيلية التي تعد بحرب اهلية وفوضى في مصر، كما يقول الا انه يرى ان الواقع يظهر ان الجيش المصري يبسط سيطرته على الدولة. وبعكس الثورة التي اطاحت بمبارك فان المبادرة اليوم بيد الجيش وقوى الامن التي تفرض هيبتها على ارجاء الدولة، والأهم من ذلك برأي زيسر، ان الاخوان المسلمين لاينجحون بالفعل في اخراج الملايين الى الشوارع، اذ ان المظاهرات التي يجري الحديث عنها هي لبضعة الاف وحتى اقل ما يسهل على النظام التعامل معها.
الباحث الاسرائيلي يقتبس أقوال وزير الداخلية المصري الذي قال، انه ببساطة يسعى الى اعادة الأمن الى الشوارع مثلما كان قبل 25 يناير 2011. أي أيام مبارك، حتى بدون مبارك، وبعد كل شيئ بوجود السيسي لا حاجة لمبارك، يقول زيسر.