عصا سليمان ... وبارودة الاستقواء ؟؟

بقلم: منيب حمودة

أنا فلسطينى من الانس , ولست من الجن , لذا لا أدعى علم الغيب , ولا أجيد قراءة الكف أو الفنجان , وليس لى علاقة بلغة المشعوذين وضاربى اللسحر .

كل ما هنالك أن الله سبحانه وتعالى سخر الانس والجن لخدمة سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل سلام .

وزعمت الجن أنها تعلم الغيب , واسرار الكون , وعندما سخرها نبى الله سليمان لبناء المعبد , وقف عليه السلام متكئا على عصاه ,
يرقب العمل , الى أن جاء أجله وانتقل الى جوار ربه , بقى هذا الجسد متكئا على عصاه فترة من الزمن تكفى لدابة الارض أت ـأ كل منسأته .
عندها خر جسدسيدنا سليمان الى الارض , فكانت المفاجأة للجن الذين مكثوا فى عذاب الشغل سنين , معتقدين انه عليه السلام على قيد الحياة !!
فتجلت حقيقة أن الجن لا تعلم الغيب , ولا أسرار السماء , والا لما مكثوا فى العذاب سنين ,
هذا الاستهلال حضر فى خاطرى , وأنا اتابع صفحة وبيانات حركة تمرد غزة .
فلى حق الاجتهاد والتفكير بصوت مسموع , حيث انا فلسطينى وصاحب قضية , والانقسام أضر بقضيتى كفلسطينى وطنى , وأضر بى على الصعيد الاجتماعى والاقتصادى والمعنوى والسياسى أسوة بكل الفلسطينيين على شتى ميولهم واتجاهاتهم .

وأنا كباحث عن الحقيقة , وكمفتش عن الحكمة وهى ضالة المؤمن , لا ينتابنى أدنى شك فى مصداقية هذه الحركة , ونبل مقاصدها , فكل فلسطين فى الداخل فى الشتات فى الشمال والجنوب ضد فكرة الانقسام ,
بما فى ذلك النخبة من قيادات الفصائل والحركات وحتى الوزراء فى الشمال والجنوب .
فلا أحد يستطيع فى غزة وفى الضفة , يصرح أو يلمح أنه مع بقاء الانقسام .
من هنا لا تتعجلوا التواريخ , ولا تقيدوا الفكرة النبيلة المتمثلة بالقضاء على الانقسام , لا تقيدوها بتاريخ مقدس .
دعونا نتألم كما الجن عند سليمان , دعونا - نشقى - نتعب - نمرض - نصبر - نتحمل - نعض على الجرح .
صبرا صبرا لا نريد اسقاط أحد , لا نريد النصر على بعض منا , لا نريد الشماتة فى أحد , لا نريد الاستقواءعلى أحد , لن نكره , لن نبغض , لن نحقد , لن نقصى , لن ولا ولم ولن نقتل لن نقتل جسد ولا فكرة ولا رؤية ولا اجتهاد ولا نظرة ولا والف لا لن نقتل الوطن ؟؟؟!!

لن تكون هذه البارودة التى يستقوى بها بعضنا على بعضنا , أعز على الله سبحانه من عصا سيدنا سليمان حيث قرضتها دودة الأرض .
ولن يكون تجار الانقسام أعز على الله من سيدنا سليمان , الذى خر بجسده الطاهر على التراب .

هؤلاء التجار دعاة الانقسام , فى الوطن شماله وجنوبه , هؤلاء الحفنة الضالة فى الوطن , موجودون فى كل الاوطان والاقطار والأزمنه ,
ولكن هل انتصروا على الشعوب ؟؟!! هل ماتت الشعوب ؟؟ هل انقرضت الشعوب ؟؟ التاريخ يحكى عكس ذلك , نهض الشعب وماتت الخيانة .

يا تمرد غزة - اتركوا شيطان الفرقة يتغول , اتركوا ابليس العصر يقعد عند كل مرصد , دعوا التشرذم يتمادى فى الشرذمة , غضوا الطرف والبصر عن كل مدعى الوطنية والدين ,,
لا نتعجل لا نتسرع مهلا , فنحن فى الوطن لن نضيع ولن يضيع
فهذه شمس فلسطين , لا تختبئ تحتها حقيقة , ولا تختفى على أرضها معصية ,
فهى الكاشفة وهى البصر والبصيرة , لا تذهبوا بعيدا , فالجواهرجى الفلسطينى كشف زيف معادنهم , والفلاح الفلسطينى وانا منه وبه وله ,
كشف فساد بذرتهم فلن تنبت ولن تثمر ؟؟!
هذه تربة فلسطينية كبحرها لن تقبل الجيفة , بل تنفيها وتلفظها .

دعوا فكرة عقابهم اتركوها تجاوزوها ألم يقل المولى (( يخربون بيوتهم بأيديهم ))
يا تمرد غزة - لن نحترب كشعبين ولن نقتتل كطائفتين تبغى احدانا على الاخرى , حاشا لله حاشا لله
بارودة الاستقواء ؟؟ ستصدأ ستصدأ ستصدأ !!
وقد تقذف بعضها بعضا بشرر اللهب .
لو أردنا أن نسقط أحدا , أو نقصى أحدا , كان يكفى أن نجلس فى بيوتنا !!؟؟
نعم نجلس فى بيوتنا ونقطة من أول السطر , لوجلسنا فى بيوتنا يعيش الوطن تحت حذر التجوال فهمت يا غانم ويا متكسب ويا منتفع من الانقسام .
اتركوهم كالنار نعم كالنار تأكل بعضها اذا لم تجد ما تأكله .

نحن نتسامح ونعفو ونتسامى , نحن نصبر , ولا نعطى فرصة لمتنطع يستقوى ببارودته الصدئه ؟؟ على شعب مجروح ومكلوم فى شهدائه وجرحاه ومعاقيه واسراه .

يا تمرد غزة قولوا لهم :: سنترككم فموتوا بغيظكم .
( ان بسطت يدك لتقتلنى ما ان باسط يدى لاقتلك )
سنكون فى هذا الزمن كجن سليمان , نشقى حتى يخر جسد الانقسام صريعا .

تنويه ( ان خفت فلا تقل -- وان قلت فلا تخف )
قال السيسى :( اشرف لى ان احمى شعب مصر على ان أحكم مصر )

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت