إن أردتم أن تعرفوا أنفسكم أسوياء فسألوا أنفسكم ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة


اسألوا أنفسكم اليوم أيها الذين ذرفت دمعاتهم ،وانفطرت قلوبهم حسرة ولوعة لما رأوا العذاب الذي أحل بالمتظاهرين في ميدان رابعة العدوية، حيث الجثث المتفحمة ،وبرك الدماء ..والدمار الذي ضرب المكان ، كالزلزال بل أشد وطأة وتأثيرا ..لحظة فض الاعتصام ،وأني لا أبريء نفسي من نفس المشاعر التي انتابتني بكل حزن وأسى ، ولا أنكر أبدا أنه قد تقشعر بدني ،واهتزت جوانحي ألما لما رأيته من مشهد رهيب تراءى لي ككابوس مزعج ،ولا يمكن لإنسان طبيعي أن يرى ما رأيناه جميعا .. فيقول نعم العمل ، وهكذا يحسم الرجال المواقف والصعاب..!! يعني ذلك رفضي المطلق لفض الاعتصام بهذه الصورة وهذا السيناريو الخطير الذي راح ضحيته أبرياء ،وحتى لوكان بينهم مندسين بالسلاح أومتطرفين قد ركبوا الموجة ..!! لكن السؤال الذي يحيرني هو هل تأثر أولئك القوم اليوم بذات المشهد المتكرر،و بنفس البشاعة لحظة قتل الجنود الأبرياء على تراب مصر بدم بارد ودون أنى شفقة أو رحمة ،أولئك الجنود الذين يدافعون عن شرف مصر، وعن كرامتها ..هل أن مشهد تراص الجثث المقطعة على قارعة الطريق ،والأشلاء المتناثرة ..وشلال الدم النازف كالفيضان ..هل هز ذاك المشهد شفاف القلوب الرحيمة والمشاعر الإنسانية أم تجردت القلوب الحاقدة من الرحمة ،والشفقة فأثلجت صدورهم بكل سفاهة ،و شماتة فارتسمت على شفاههم السخرية والازدراء، ..، وبالتالي يكونوا قد اختاروا سُبل الذين يعيثون في الأرض فسادا ليكونوا شركاء في الإثم ..أولئك الذين يسعون لخراب مصر ..وترهيب أهلها ،عبر موجة الإرهاب المنبثقة، والتي تزايدت وتيرتها في الآونة الأخيرة تحت ستار الدفاع عن الشرعية،والشرعية بريئة مما يقترفون باسمها ،فهناك من تسللوا بكل تطفل ، بداخل جيوب الإخوان متظاهرين بالسند والدعم والعون لهم ، فيضربون باسمهم ،ويقتلون ،وكأن الأمر يعنيهم وكأنهم مع الأحزاب التي تناهض حكومة الدولة فيتظاهرون أنهم .. على قلب رجل واحد لكن الحقيقة التي استند إليها مستعينا بقول الله سبحانه وتعالى :"تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ" فلا يعنيهم سوى مصالحهم وأهدافهم وليس هم الدين أوالدفاع عنه ..بل لا يعنيهم حتى الدفاع عن الإخوان أوعن الشرعية كما يزعمون بل أن التشويه وضياع الجماهيرية الشعبية للإخوان هو أحد طموحاتهم الرئيسية ..!! إذا الأمر أكبر من ذلك بكثير فالمؤامرة كبرى ..أنا أكاد أجزم أن في الأمر التباس ،وشيك لبسطاء الناس الذين لا يفرقون بين الإرهاب وتحويل مصر إلى شيكاغو الشرق ،وبين سماحة الإسلام ومنهاج العقيدة الإسلامية الحقة من جانب ، وبين الجيش ومؤسسات الدولة من الجانب الآخر ..حقيقة أني قد تيقنت أن في الصراع مؤامرة بين الحق والباطل وعندما يظهر الحق حينها سيكون لي تعليقا آخر ..!! حقيقة أن الذي استهجنه بين كل تلك الأحداث هو أن الحفاة العراة اليوم يتحدثون في أمر الساسة بكل بلاهة ،فقد ترك الباعة المتجولين عرباتهم ومصدر رزقهم فجلسوا على بسطات الطرق يثرثرون ويتعاركون،ثم يعودون لبيوتهم و أيديهم خاوية كالبيت الخرب فمنهم من يصب لعناته على الإخوان ومن والاهم ومنهم من يلعن العسكر ..!! الغريبة أن الكثير من النساء قد غادرن مسئولياتهن، وتربية الأبناء فانشغلن بالتحريض وبث السموم عبر الفيس عن أفكارهن الهدامة متصورات بأنهن قد اكتشفن خطأ النظرية النسبية في التطبيق ،وكيف لا والتعليم قد جعله من قبل طه حسين كالماء والهواء ..!! وليت ذلك بمحض إرادتهن المسلوبة بل هو تقليد أعمى كالقرود ،وقد تركن الملوخيا أو الباميا على النيران تحترق .. وأشد ما يؤلمني عندما أرى من هم من المفروض أنهم من الطائفة المثقفة إلا أنهم ينجرون بكل طيش وإسفاف وراء الوشاية ،فيتبعهم الغاوون ..!!



جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت