احمد ابو شعبان..شاب فلسطيني يبتكر روبوت لإطفاء الحرائق آليا

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
في ظل الازمات المتتالية على قطاع غزة ، بعد الحصار الاسرائيلي الذى فرض على القطاع اثر فوز حركة حماس في انتخابات 2006، اتجه الكثير من الشباب الفلسطيني للبحث عن مهنة كامنة لديهم ، لتسيير امور حياتهم بعد تأزم الوضع المعيشي داخل غزة وارتفاع نسب البطالة.

"فالحاجة ام الاختراع " ومن منبع هذه المقولة تولد الانجازات ، فمن بداية حياة كان شعارها المهنة اولا طالما كان يرغب الشاب احمد ابو شعبان (32 عاما ) متزوج وله ثلاثة ابناء، الى مهندس اخترع روبوت آلى لإطفاء الحرائق.

فمنذ نعومة اظفاره ترك ابو شعبان التعليم من المرحلة الابتدائية ، ليتجه لتعلم مجال الالكترونيات والاتصالات حيث ترك مصر التي عاش فيها مدة من الزمن وانتقل مع اسرته للعيش في قطاع غزة وممارسة مهنته التي احبها .

استطاع أبو شعبان أن يجد نفسه في هذه المهنة ليتقنها إتقان جيد وشهد الجميع له بذلك, وخاصة بعد أن عمل في شركة كبيرة في قطاع غزة تهتم في هذا المجال لينتقل خلال 11 سنة من كونه عامل إلى مدير قسم الفنيات والصيانة وهو أهم قسم في هذه الشركة .

ودخل ابو شعبان في معترك قطاع غزة الذى تنطوي فيه الحياة بشكل مختلف عن العالم ويقول هنا " بداية لم أفكر أبدا في إكمال دراستي ولولا تشجيع ودعم زوجتي وأهلي لما كنت قد أكملت دراستي ، لكنني تخصصت ودخلت الكلية فرع تكنولوجيا أجهزة كهربائية ،وعندما وصلت لآخر الفصول كان مشروع التخرج عبارة عن اختراع تميز بالإبداع والابتكار لاسيما وأن الكثير من الأدوات لم تكن متوفرة .

كان يعتقد الجميع بان أبو شعبان يمتلك شهادة جامعية وهي من فتحت له مجال الإبداع في هذا العمل وليس الموهبة مما جعله يخجل من أن يقول بأنه لم يكمل تعليمه, ,كما كثر مناداته بالمهندس وهو لا يمتلك هذه الشهادة.

ويضيف " كنت اشعر بأنني امتلك كل شيء ولكن ينقصني الشهادة الجامعية, مما دفعني إلى الرغبة في إكمال مشوار التعليم حتى احصل على الشهادة وفي نفس الوقت أطور أدائي وخبرتي أيضا ".

ويقول عن سبب هذا النجاح " كان نجاحي بقدر حبى للميول العملي والتطبيقي , والتركيز عليه على حساب المجال النظري ,كذلك قدرتي على تعلم كل ما هو جديد في هذا المجال وحب الإتقان فيه وليس فقط بشكل سطحي بل التعمق في تعليم أي شيء جديد ".

وخلال بحث التخرج استطاع الطالب المجتهد أن يصنع روبوت لإطفاء الحرائق آليا بمشاركة زميلين له رغم الصعوبات التي كانت في تلك الفترة ,فكان بحث للتخرج واختراع شارك فيه بمسابقة على مستوى جامعات قطاع غزة ليحصلوا على المرتبة الأولى بعد أن نجح ويكون أول روبوت يصنع في غزة .

ويوضح ابو شعبان "أن الروبوت عبارة عن مجسم يتحكم بطريقة أوتوماتيكية ،يتحرك في عدة مسارات ،ويقوم بالبحث عن مصدر اشتعال النار ، يستمر في هذه الأثناء يبحث عن مصدر النار إلى أن يرى النار يقوم حينها بإطفائها عن طريق مطفأة موجود بداخل الروبرت ،بعد إخماد الحريق يرجع إلى المكان الذي وضع فيه أول مرة ، وكل ذلك لا يتم بالمطلق عن طريق الريموت كونترول أو آية آلة تحكم عن بعد وإنما صممت الروبرت ليقوم بهذا العمل تلقائيا".

ويتحدث أبو شعبان عن الصعوبات ويقول: " الصعوبات تمثلت في وجود الحصار على قطاع غزة مما تسبب في صعوبة توفير قطع الغيار والمعدات المكونة للروبوت ,ولكن استطعنا بالتفكير والاختراع من توفير بدائل وتم انجازه خلال 3 شهور ,ولو انه توفرت القطع لأنجز خلال أسبوعين فقط ".

ويضيف " اشعر بالفخر الكبير لما وصلت له وخاصة في الأمور الفنية, كما أنني اشعر بالرضى وأنا أقوم بتدريب بعض أساتذتي في الجامعة من واقع الخبرة التي اكتسبتها وعززتها بالدراسة العلمية الصحيحة".

ويرى ابو شعبان "أن الخبرة أقوى من الدراسة ،دوما الجانب التطبيقي مهم للغاية من أجل نجاح أي مشروع أو اختراع ، فالإنسان الذي جرب عدة أمور سيكون عليه تطويرها سهل على عكس الإنسان الذي تعلم وعليه أن يطبق ،لكن الجانب النظري مهم للغاية أيضا فالأمور التي كنت لا أستطيع التعرف عليها وعلى عملها كبعض القطع كنت ألجأ بشكل سريع إلى الكتاب وأستفسر عن تركيبها وماهيتها الأمر الذي يشكل قناعة عندي وعند الكثيرين أن عنصري الخبرة والتعليم مهمان لأي مخترع ولأي اختراع ."

ولأبو شعبان طموحات عديدة حسب قوله " حياتي مليئة بالأمنيات والاحلام فكل الطرق في غزة قد تكون عقبة في طريق المبدع فالإمكانيات شحيحة والأدوات غالية الثمن بالإضافة أن الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي مفقود نظرا لقلة الدعم لمثل هذه الاختراعات، ولكن أتمنى أن أرى نفسي في مركز عالمي للاختراعات وتطوير الأدوات التي تخدم الإنسانية والتي تساعد في حل المشكلات ".

ويقول "ربما أنا اليوم أدير شركة بسيطة للغاية لا تعادل أي شركة كبيرة وعالمية لكن الطموح لا يحده المستحيل."

ويختم "في البداية كنت أميا بعد ذلك ارتقيت لأعمل موظفا بسيطا، ثم تدرجت في حياتي لألتحق بالجامعة وأتخرج وأقوم بابتكار شيء جديد على الساحة الفلسطينية...كلي أمل أن يلتفت المسئولون لفئة الشباب ولطموحاتهم وبدلا من أن يكونوا عائقا في وجه الإبداع.

تقرير : اسامة الكحلوت -غزة