كان اسمه "سهى ".. "محمد" شاب عشريني ينتظر موافقة وزارة الصحة ليكون رجلا ويتزوج

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
" أسر فلسطينية تسترها اربع حيطان " كثير سمعت هذه المقولة من أصدقائي عن حالات انسانية واجتماعية لا يطرق بابها احد وتسترها جدران المنزل ، بدأت اتحقق من هذه المقولة بعد سماع الكثير من القصص التي تقشعر لها الابدان عن حالات انسانية ومرضى ومعاقين داخل بيوت قطاع غزة لا يسأل ولا يبحث عنها احد..

محمد شعث (24 عاما ) كان احد فصول هذه الرواية على مدار سنوات حياته ، فقد تمنى ان يكون محمد يحمل الاسم وصفته وذكوريته ولكنه وجدا نفسه امام مرض وراثي بعد زواج والده من ابنة عمه والتي انجبت محمد على رأس ثمانية فتيات.

ولد محمد عام 1988 ومنذ ولادته اصدرت له شهادة ميلاد بانه فتاة وتم تسميتها " سهى " وكان محمد اول طفل ينجب لوالديه بعد زواجهما، ولكن بعد خمسة اشهر اكتشف اهله ان "سهى " تحمل ملامح ذكورية، وبدأ والده عبد الحكيم شعث الذى يعيل عشر ابناء بالإضافة لطفل معاق ومصاب بفشل كلوى ومصاب بشيخوخة وهو في مرحلة الطفولة رحلة المعاناة في علاج ابنه محمد والمستمرة حتى الان.
وبدأ عبد الحكيم شعث علاج ابنه على نفقته الخاصة . وقال " بعد اكتشاف الجينات الذكورية لدى ابني محمد بدأت اجري له عمليات في مصر لإخراج الخصيتين للخارج ، وتم اخراجهم على نفقتي وبمساعدة اهل الخير ، وحاولنا اخراج القضيب من الداخل ولكن تبين ان هناك عيب خلقي لدى محمد مما اضطرني للبدء بالبحث عن تكاليف العلاج".

درس محمد في مدارس الذكور فى مدنية خان يونس جنوب قطاع غزة حتى نهاية الصف السادس ولكنه لم يتمكن من اكمال الدراسة نظرا لكثرة العمليات التي تعرض لها والتخدير الكلى لجسده، واضطر لملازمة بيته املا في علاج ينهى له المعاناة ويعيده للحياة من جديد.

وبعد اجراء الفحوصات الكاملة داخل المستشفيات المصرية حصل محمد على تقرير مفاده انه يحتاج لتركيب قضيب كامل واضاف والده " حصلنا على تقرير طبي من الدكتور المعالج له في مصر يثبت ان محمد يعانى من ضمور في القضيب نتيجة انه مخنث مذكر ، وتم عمل عدة عمليات تناسلية له منذ الطفولة على الاعضاء التناسلية والخصية وهو الان يحتاج الى عمل قضيب عن طريق اخذ رقعة من جلد الساعد واعادة توصيلها موضعيا بمكان القضيب عن طريق المايكروسكوب الجراحي ، ثم بعد ستة اشهر يتم تركيب جهاز تعويض للقضيب ليتمكن من الانتصاب ويتكلف مجموع العمليات ما يقارب 60 الف دولار".

ابو محمد المسن الذي فرغ وقته للسعي في الحصول على مساعدات لعلاج ابنه محمد من وضعه المادي المتردي واملا في الحصول على العلاج .. قال " عملت في المقاولات والبناء قبل الانتفاضة والان اعيش من راتب الشؤون الاجتماعية ، وليس لدى المقدرة على علاج ابنى بل احتاج لمساعدة ايضا لتسيير امور حياتي وأبنائي ".

واضاف "راسلت المستشفيات المصرية ووزارة الصحة عدة مرات في كتب خاصة تسرد حالة محمد للمسؤولين في وزارة الصحة ومدى حاجته للعملية ليعيش حياته كأي شاب ويتزوج ، لكن وزارة الصحة ردت ان الوزارة لا تغطى مثل هذه العمليات ".

وفى تقرير خاص من احدى المستشفيات التي عالجت محمد جاء " ان محمد ادخل للمستشفى وهو يعانى من وجود احليل بولي في القضيب وتم اجراء عملية اصلاح للإحليل البولي تحت مخدر عام ، ووضع المريض تحت الملاحظة لمدة اسبوعين ثم رفعت القسطرة ووصف له العلاج واخرج المريض من المستشفى ".

..بالإضافة لإجراء عمليات في مجرى البول وتم اجراء عملية في مجرى البول وتوسيع مجرى البول وفي الموسعات عيب خلقي في الاعضاء التناسلية ولا يزال المريض يحتاج لعملية تصليح لمجرى البول.

وقال والد محمد انه حاول اجراء عملية لابنه في قطاع غزة ولكنها باءت بالفشل واضاف " قبل فترة طويلة ادخلنا محمد لإجراء عملية استطالة للقضيب ولكن العملية تعثرت وفشلت ، وحصلت على تحويلة علاج من الاطباء الذين قاموا بعلاجه لمصر ، وتفأجئت بمصر بان التحويلة لا تغطى كل هذه التكاليف العالية للعلاج مما اضطرني للعودة لغزة".

ويعانى محمد من صغر حجم العضو الذكرى ووجود فتحة البول في اسفل القضيب حيث اجريت له عدة عمليات لتحويل فتحة البول في مكانها الطبيعي ،ولكن اصيب بالتهابات في مكان العملية ادت لفشلها كما اجريت له عملية لزراعة جزء من الجلد داخل الاحليل منذ الطفولة .

بالإضافة لصعوبة في التبول وتبين نمو شعر في داخل الاحليل وتم ازالته، يعانى محمد من ضمور في الخصيتين وعدم الانجاب حيث انه لا يوجد حيوانات منوية داخل السائل المنوي وما زال يتابع في المسالك البولية .

ويعيش محمد الان داخل منزله مع اسرته في وضع نفسى صعب للغاية ، حيث لا يغادر منزله وليس له اصدقاء ، وينتظر والده اهل الخير للمساعدة في علاجه ورسم البسمة على وجه الشاب محمد الذي ما زال ينتظر المصير المجهول في هذه الظروف الصعبة .

وناشد عبد الحكيم شعث الرئيس محمود عباس واهل الخير في مساعدته في تأمين 60 الف دولار لمساعدة ابنه في العلاج ليكون رجلا ويتزوج مثل باقي شباب فلسطين.

تقرير : اسامة الكحلوت- غزة