الطالب الفلسطيني ما بين الفقر والبطالة وارتفاع الرسوم
الجامعة الإسلامية : إلغاء الحد الأدنى للرسوم الدراسية هي إلغاء لحق الطالب بالحصول على التعليم.
بعد عاما من الجد والاجتهاد والسهر عاشها طالب الثانوية العامة في قطاع غزة وخلال ظروف هي الأسوء ممثلة بالانقطاع المستمر والمتواصل للتيار الكهربائي وتعرضه لحرب إسرائيلية استمرت لمدة ثمانية أيام وما نجم عنها من حالات الخوف والذعر, جاءت النتائج وجني الطالب ثمار عاما كاملا وانتقل من مرحلة لمرحلة هي الأهم في حياته وهي إكمال مسيرته التعليمية ودخولها لحياة جامعية وهي المرحلة التي ينتظرها الطالب منذ نعومة أظفاره, وتفاجأ الطلبة لهذا العام بنية الجامعة الإسلامية بغزة وهي الصرح العلمي الكبير والذي تأسست عام 1978م والتي قدمت لسوق العمل الفلسطيني العديد من الكفاءات والخبرات طيلة ثلاثة عقود وقلصت سفر الطالب للخارج عبر توفر عشرات التخصصات في العلوم الانسانية والتطبيقية وهذا السبب وراء إعجاب العديد من الطلبة للالتحاق بهذه الجامعة ولكن ما نسب للجامعة قبل أيام من رفع الرسوم بنسبة 50% في كافة التخصصات لاقت تنديدا واسعا من قبل الاكاديميين والفصائل الفلسطينية والتي دعت الجامعة للتراجع ومع تراجع الجامعة لقراره المجحف بحق الطلبة, اقرت مجددا قانون بإلغاء الحد الأدنى من الرسوم والتزام الطالب بدفع كافة الرسوم والمستحقات وإلا فلن يستطيع التسجيل ولا الدراسة ويحرم من اكمال المسيرة التعليمية وهنا فإن ادارة الجامعة تتحمل مسؤولية الغاء حق الطالب بالحصول على التعليم وتراجع نسب الإلتحقاق كحق طبيعي لكل مواطن .
تطبيق هذا القانون جريمة بكل المقاييس وانتهاك فاضح لأدنى الحقوق الواجب على المجتمع بكافة مؤسساته وأجهزته تقديمه للطالب .
الجامعة الاسلامية وحينا اقرت إلغاء قانون الحد الأدنى لم تراعي للظروف الاقتصادية التي يعيشها سكان قطاع غزة وهي الارتفاع المستمر لمعدلات البطالة والتي تزيد عن 30% وخصوصا بطالة الخريجين والذين يزيدون عن 40 ألف خريج والذين هم اليوم عالطرقات دون ايجاد حل لهم وكذلك مشكلة الفقر التي تأرق الاسر الفلسطينية التي تعيشها أغلبها تحت خط الفقر والفقر المدقع حيث يزيد الفقر المدقع عن 21% والفقر عن 70% من جموع الأسر الغزية .
ولكن السؤال المطروح ما هو السبب الحقيقي وراء هذه السياسية اللا انسانية والتي ستؤدي حتما لتراجع عدد الطلبة الملتحقين بالجامعة ؟ وما هو موقف الاكاديميين والحقوقيين ومؤسسات المجتمع المدني من هذه السياسة وما دامت الجامعة تصرف على المؤظفين شهريا فما هي المكاسب اذن من انخفاض عدد الطلبة الملتحقين بها في ظل تلك السياسة ؟
تلك السياسة تستوجب اتخاد اجراءات تصعيدية من قبل الطلبة ومجلس الطلبة الذي يستحسن له الوقوف مع حقوق الطلبة ومواجهة الادراة وإجبارها على ايجاد بدائل اخرى والتراجع فورا عن تلك السياسة . وعلى الجامعة الإسلامية ترسيخ مبدأ ان التعليم غاية بحد ذاته وليس وسيلة لجنى الارباح واستغلال الطلبة وضرورة نشر هذه الثقافة الراقية والوسيلة الأكثر اهمية لبناء وتنمية المورد البشري .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت