أزماتنا حقيقة أم إفتعال (قراءة تحليلية)

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي


تشهد مناطقنا العربية ، بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص ازمات تنزل علينا تترى ، فتارة ازمة وقود، واخرى ازمةغاز ، ومواد غذائية ، عدا عن ازمةالكهرباء المصاحبة لنا منذ سنوات الانقسام العجاف السبعة ، اسئلة كثيرة يطرحها العامة ، والخبراء ، هل بالفعل نحننشهدأزمات بفعل حصار ظالم ،امان الامر مجرد إفتعال لدواعى سياسية ، وصراع منأجل إطالة عمر نظام سياسي معين ،هذا ما سنتطرق اليه بقراءة تحليلية
، افتعال الأزمات علم يُدرس استعمله الإنسان ويستعمله منذ زمن طويل.
تُختلق الأزمات لعدة أمور منها :
- توجيه الأنظار بعيدا عن أمر مهم يحدث أو سيحدث، :
ذلك العلم يقوم غالبا على بعث الأفكار من خلال الأزمة المفتعلة ، لكشف وجهات النظر المتنحية، بمعنى سبر أغوار الواقع المجتمعي في داخل الدولة نفسها تجاه مشروع بذاته مع أو ضد. ، و معرفة ردود الأفعال . حتى يتم التخلص من معارضين معينين ، بمعنى خلق أناس يدافعون بالنيابة ، ويسفهون بالنيابة بإدراك أو بتطوع لا يعلمون عنه..
- إشغال الدول بعضها ببعض (تقوم به الدول الكبرى) ومن ثم العمل على كسب الوقت واللعب على الطرفين ، واعتقد بقوة أن الازمات العربية حتى سفاسفها لم تأتى بشكل عشوائى بل بشكل مرسوم استراتيجيا ، لالهاء الدول المؤثرة عن تطلعات لا تخدم مصالح الدول الكولويانية
- - هناك الأمور الداخلية . وتوجيه الأنظار بعيدا عن تصرف ما أو حدث ما ، مثل التغطية على مشاريع فاسدة ، أو فضيحة بدأت تتضح بعض معالمها كالرشاوى والمحسوبيات ، واستغلال السلطة وانتشارالجهوية ، واقتصار المال والوظائف على فئة معينة ، مثلا ، بالمقابل هناك أناس قد يتمكنون من الرؤية فيما بين الضجيج والضباب ، ويحددون هدف الأزمة ، سواء من العالمين ببواطن الأمور، أو ممن يتابعون عن كثب الأحداث المحلية والمحيطة ، أو الدولية .. كما تقوم الصحافة بأنواعها ببث أو تصعيد الأزمات ، يقوم بعض محلليها ، بالبحث عن الحقيقة ، ويبدأون توضيح ما يستطيعون التوصل له .. وهنا تبدأ حرب تظهر على شكل آراء متعددة لتشتيت الانتباه عن الوصول للحقيقة المصنوعة أصلًا في معامل الدراسات عن افتعال الأزمات ..
- هذا ما يجعل بعض الأزمات تطفو بين حين وآخر على السطح ، وبعضها ينتظر وقتاً يجهز به الثمر.

كيف يجهز للأزمة :
، كما أن هناك أسباباً ومسببات عديدة ومبررات يراها صناع الأزمات هناك طرق مختلفة . ولكل مجتمع ثقافته المعينة ، وكل مكان وزمان وبيئة لها طريقها بالرفض والقبول ، لذا تؤخذ مقاسات خاصة للأزمات حسب الشارع . وأي الوجهات يجب أن يلف باتجاهها.
هناك معامل خاصة للتجهيز والإعداد للأزمات وهي توجد في بعض البلدان الكبرى ، أي شيء تحتاج ، . من الوسط إلى الوسائل ، إلى تجهيز المتطلبات الأخرى ، مثلا بث الإشاعات أولًا ورصد المرتد منها ، أو نكت بلا مصدر، وقياس ترددها بين الناس وقبولها .. ومن ثم الدخول بقوة للميدان ، وترك الباقي للجمهور..
طبعا وهذا النمط مقبول عربيا ، وفلسطينيا ، وبعد دراسة ردود الفعل ، ومدى قوتها يتخذ القرار ، والحقيقة أن أبطال الأزمات يختلفون، هناك من يدخلون سريعا وبعمق ، هناك من يدخلون الدائرة استعراضاً، وهناك من يتم تدريبهم لهذا الشأن ، وهناك من العامة من يتم استخدامهم بذكاء ـ وتوجيههم رغم انفهم ـ واسغلال ثرثرتهم وفضوليتهم لتحقيق مآرب خاصة ، عدى عن فئة المجندين لهذه الاهداف ، وهناك المتحزبون الذين يدخلون بقوة وبتطرف شديد ، وهم مدركون لما يخلقه رأيهم من ردود مضادة ، أو مؤيدة هم يريدونها أصلًا ، إما ليكون لهم اسم في الساحة وملعب ، أو لعل أن تكون لديهم حظوة لدى أصحاب القرار (الحكومة).

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت