الشعب الفلسطيني يناضل من اجل الحرية والعدالة في كل مجالات الحياة

بقلم: عباس الجمعة


يتساءل العالم اليوم لماذا الشعب الفلسطيني لم يتحرك ، ولماذا الشعب الفلسطيني العظيم والمناضل بحق صامت ، ولماذا لم نتحدث عن الحقيقة، ان الشعب الفلسطيني قدم خيرة ابنائه وقادته شهداء من اجل تحرير الارض والانسان ، من اجل العودة الى دياره ، تعرض لنكبات ومجازر متتالية بعد نكبة 1948 ، صمد وضحى وخاض النضال في ثورته المعاصرة وقاد الانتفاضات الشعبية ، كان سباق في كل تجاربه النضالية ، ولكن اليوم اراد البعض تحويل هذا الشعب المناضل المعطاء الى شعب صامت ، نتيجة الانقسام الكارثي ، ونتيجة المفاوضات العقيمة ، ونتيجة عدم تحمل القيادات والفصائل مسؤولية الشعب وامانيه ، الشعب الفلسطيني لم يتعود على إلاذلال حيث اعتبروه البعض مجرد ناس يسوقونها كما يشاءون.
أن المعاناة اليومية لاهلنا النازحين من مخيمات سوريا تتطلب وقفة جادة ومسؤولة ، ليس المساعدة التي توزع تعوض على هذا الانسان الذي دمر منزله وشرد شيئ من الحياة المأساوية التي يعيشها ، وكذلك الإذلال الذي حصل من اجل الحصول على بون لمواد غذائية تبرعت فيها دولة عربية عبر مؤسسة خيرية لاهالي مخيمات لبنان او حتى توزيع مساعدة على الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات او فلسطين لا تكفي ان نتعامل مع شعبنا بطرق ووسائل من خلال اصطفافهم في طوابير لم تمت للانسانية بصلة .
وهنا نقول ان الدول والاحزاب التي تحترم الشعوب يجب ان تقدم لشعوبها المساعدة دون اذلال ، صحيح ان هنالك غياب للوعي بسبب حالة الفوضى التي رأينها ، لقد آن الأوان من اجل معالجة الاخطاء ، فلهذه الاسباب نقول فعلا نحن بحاجة الى ثورة اصلاح في مؤسساتنا وفصائلنا واحزابنا واتحاداتنا ولجاننا الشعبية وهيئاتنا الاهلية .
الشعب الفلسطيني المناضل الذي علمنا وما زال يعلمنا صور البطولة والعزة والكرامة في فلسطين واماكن اللجوء والستات فيجب ان تبقى صورته ناصعة دون ان يلتفت الى مساعدة من هنا وهناك ، فعليه ان يتطلع الى مواصلة نضاله من اجل استرداد ارضه ودياره ومقدساته، ويناضل من اجل الحرية في كل مجالات الحياة ، ويتطلع الى انتخابات نزيهه عن طريق صناديق الاقتراع الشفافة ، ويتطلع الى العيش بحياة كريمة تصون كرامته.
يبدو أن قدر الشعب الفلسطيني أن يكون في طليعة المعذبين في ظل واقع اقتصادي صعب وحالة من البطالة والفقر هي الأعلى في العالم، فلم نشاهد أو نلمس اي اهتمام بما يجري بحق الاهل النازحين من مخيمات سوريا او حتى مما يعانوا منه ابناء مخيمات لبنان سوى بالمحسوبيات ، ولكن رغم كل ذلك فان شعب قدم التضحيات وما زال يناضل بكل تأكيد هو شعب حي وعليه تقع مسؤولية توعية الأجيال الناشئة التي لا تملك فكرة واضحة عن جوانب من التاريخ الفلسطيني المعاصر، فهذه مسؤولية كبيرة تقع على الجميع حتى لا يتم اجتزاء تراثه الكفاحي المعاصر وما تخلله من قيم نبيلة ومثل عصرية.
أن الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تريد اخضاع المنطقة العربية والإسلامية من خلال التدخل المباشر بشؤون الشعوب بعد الثورات العربية بالتعاون مع حلفائها من قوى الثورة المضادة ومن دول البترول العربي من أجل تمرير سياساتها خصوصا توفير الأمن والبقاء للكيان الصهيوني ، وقد وجدت الإمبريالية ضالتها في دول تخصص لها ما تسميه مساعدات من أجل الإمعان في إذلال شعوبها وتخويفها وصرفها عن الحقوق الضائعة في فلسطين وغيرها ، والغريب أن الولايات المتحدة التي تحرص على تطبيق الديمقراطية ، لا يعنيها أن تستفيد الشعوب العربية من الديمقراطية الحقيقية ، حيث تتظاهر بأنها تدعمها والحقيقة أنها تريد نشر الفوضى الخلاقة التي رسمتها تحت شعار الديمقراطية حتى تخضع المنطقة الى نفوذها وخدمة مشاريعها .
ختاما لا بد من القول : ان على جميع القوى والفصائل وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية العمل بكل جهد في هذه الظروف الدقيقة من اجل استنهاض روح الشعب الفلسطيني الذي يعلق آمالا عريضة عليهم ، وأن يعطوا الاهتمام لهذا الشعب المعطاء من كافة الجوانب الإيجابية ، وان يهتموا بالأجيال الجديدة تحمي الشابات والشباب ، ومواجهة سياسة التراجع والانكفاء، وفتح الأفق نحو العدالة الاجتماعية ومن شأن ذلك أن يرفع من وتيرة التصميم على النضال، ومواجهة المشاريع الامريكية الصهيونية، واستكمال مسيرة النضال لتحقيق الحرية والعودة والاستقلال، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

كاتب سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت