تركيا.. الهدف الثاني بعد مرسي

بقلم: محمد القيق


من المعلوم جيدا أن دول الخليج والغرب لا يرغبون بحكم الإخوان المسلمين كما أن روسيا ومصالح الاحتلال الصهيوني كذلك، وليست هي صحوة ضمير أن يقرر الغرب الضربة العسكرية لسوريا بحجة استخدام الكيماوي، ولماذا هذا الوقت بالتحديد وكيف تقرأ تصريحات روسيا وكذلك وزير خارجية الجزار بشار؟!
يبدو أن المخطط يدخل المرحلة الثانية في تسارع والهدف هذه المرة هو تركيا بالتزامن أو قبل التخلص من كابوس غزة، وللمتتبع في الحالة السورية فإن الغرب أغمض عينه كثيرا عن مجازر الأسد هناك وفجأة أصبح الضمير مستيقظا.
أعتقد أن الخليج الذي يشارك في اجتماعات عسكرية لضرب سوريا تخلص من حكم مرسي "الإخوان" ولا يريد شراكة مع إخوان تركيا وإن أخذت تهديدات ليفني بمحمل الجد حينما قالت "سندوس كل من وقف مع غزة" بدأت بالفعل في مصر والآن دور تركيا بعد فشل التظاهر وقلة الحشد الشعبي ضد أردوغان فكان الخيار الآخر فيما يبدو خوض معركة عسكرية محدودة في سوريا يعلم بها الروس والنظام السوري أيضا، ولن يتم إسقاط النظام فيها ودليل ذلك هو موقف بوتين الذي قال فيه إنه لن يتدخل في حرب في سوريا وهذا دليل على طمأنته بأن النظام باق وإنما المعركة لها أهداف وهي:
1- إشراك تركيا في العملية العسكرية وبالتالي الرد السوري العنيف سيكون في مدن تركيا وهذا ما تتمناه ليفني ويعتبر درجة ثانية في التخلص من نظام الإخوان المسلمين في العالم، لأن وليد المعلم كان واضحا بأنه لن يضرب الأردن وكذلك إن صحت الروايات فإن الأراضي التركية ستكون مسرح الانطلاق للعمليات، حتى أن صيغة مخاطبة المعلم للأردنيين تختلف كثيرا عن مخاطبته للأتراك في مؤتمره الصحفي والغريب أنه ربط بين أردوغان والقياة التركية والأحداث الجارية في مصر، وبهذا تتخلص أمريكا وحكومة الصهاينة وروسيا من الدور التركي لأن العمليات التي يتم الحديث عنها هي محدودة واستراتيجية أي لن يسقط فيها النظام وهذا يعلمه بوتين، وبالتالي ما الفائدة من هذه العملية إن حصلت، أليست رأس تركيا وجرها لمعركة سيتخلى عنها فيها الكثيرون كما الشرعية في مصر؟!
2- تزامنا أو بعد ذلك تنفيذ مخطط ضربة قطاع غزة والذي يأتي ضمن مشروع دولي للتخلص من الإخوان في مصر وقوة حماس وتركيا، ولعل ما يجري على أرض الواقع يؤشر أن التحرك نحو غزة قريب ويبدو أنه سيكون بالتزامن مع مسرحية قصف سوريا أو بعدها من باب الاستفراد وعدم خلط الأوراق.
3- التغطية الكبيرة على ما يجري في مصر من انقلاب عسكري ومجريات للأحداث، كما أنه حفظ لماء الوجه الشكلي لأوباما الذي تحدث سابقا بأنه لن يسكت عن الكيماوي في سوريا ومن باب أن الضمير لا يمكن أن يستيقظ ومصر يحكمها الإخوان لأن هذا تعزيز لقوة الإسلاميين استيقظ بعد التخلص من مرسي للانقضاض على تركيا من خلال سوريا وكأن الجيوش العربية دورها الحقيقي هو مهاجمة الأنظمة الديمقراطية التي تفرز الإخوان المسلمين.
في التصور للمرحلة المقبلة إن هدية أخرى تجهز للاحتلال الصهيوني وهو التخلص العسكري عن طريق سوريا من "المزعجين" في تركيا كما كانت الهدية الأولى في مصر وبعد ذلك أو بالتزامن في غزة، غير أن إغفال محددات وثغرات كثيرة في ه ذه الخطوة سيفتح الباب على مراحل وسيناريوهات ستخرج عن السيطرة لأن الروس والأمريكان يتصارعون الآن على سيادة مصر والدور في سوريا، ولكن هناك معادلات تم تجاوزها من الممكن أن تكون مفتاحا لمرحلة لا تأتي كما تشتهي سفن الأمريكان والروس، ومن أبرز تلك المعادلات الحالة غير المستقرة في مصر وأمن الاحتلال الصهيوني وموقف غزة وكذلك قوة تركيا في لجم هجوم سوريا الذي سيكون فقط وفقط نحو تركيا.
وإن صح هذا التوقع فإنه يقودنا إلى أن مجلس الجيوش الذي اجتمع في عمان كان يضم سوريا والاحتلال الصهيوني والغائب الحاضر فيه هو تركيا، وبالتالي فإن طبق فعلا واستهدفت تركيا فإن هذا يعني أن عنوان الاجتماع الحقيقي هو ضربة قاضية لقيادة تركيا وليس ضربة استراتيجية لسوريا.. الأيام القادمة تحمل المفاجآت الكبيرة ولعل أبرزها في مصر.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت