التغيير وتعريف المشروع الوطني

بقلم: مصطفى إبراهيم


في دعوات التغيير في النظام السياسي المتتالية في فلسطين تقليداً او تأثراً بما حدث من تغيير دراماتيكي في مصر، والمحاولات وتجارب الحراك الشبابي الفلسطينية الفاشلة والتي افشلت سابقا بالقمع القاسي والناعم، والملاحقات المستمرة، وما تلاها من دعوة رئيس الوزراء في حكومة غزة اسماعيل هنية الاخرين للمشاركة في إدارة غزة.
هل يدرك اصحاب تلك الدعوات معنى التغيير ومعنى الشراكة الوطنية من دون الوفاق الوطني والوصول لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، وتغليب المصلحة الفلسطينية؟ وما هي تلك القرارات المؤلمة التي ستتخذ؟ وهل تلك الدعوات جاءت تحت الضغط والتغييرات والتحولات التي حدثت في الاقليم؟ وهل سيخرجنا ذلك من النفق المظلم الذي نعيش؟ وهل الدعوة هي مناورة لجس نبض الاخرين وتحسين الشروط ام هي دعوة عابرة؟
وهل صحيح ان الانتخابات تشكل مخرجاً من الازمة التي يعيشها الفلسطينيين وتجربتهم القاسية وما يعانوه من انقسام حاد؟ وهل ستمنح نتيجة الانتخابات لقوة سياسية تفويضا عاما في ادارة قطاع غزة والضفة الغربية؟ وماذا عن منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها وبث الروح فيها؟ وماذا عن حال الفلسطينيين في انحاء العالم؟ وما هو الموقف من الفلسطينيين في سورية والأردن، وباقي اللاجئين في انحاء العالم؟ ام ان الاهتمام فقط هو في من يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة؟
وهل يعتقد اصحاب دعوات التغيير انهم سيضعون حدا للفقر والبطالة؟ وهل سينعم الفلسطينيين بفكرة الدولة و الديموقراطية واحترام حقوق الانسان والحريات و التنمية والاستقرار والرخاء والتعايش السلمي بين الجميع من دون اقصاء وتخوين؟ وهل سيتم الاتفاق على برنامج وطني ينقذ المشروع الوطني الفلسطيني والهوية من الضياع؟ و ينهي حال الانحطاط؟
وهل سيكون الحال افضل والمشروع الاسرائيلي مستمر و الاستراتيجية الصهيونية القائمة على الاستمرار بالدفع في فصل غزة عن الضفة الغربية؟ ومنع أي تواصل بين غزة والضفة.
وما إلى ذلك من آثار كارثية على الفلسطينيين، وهل ان الكرسي هو الهدف وليس المشروع الوطني وإعادة الاعتبار له؟ الهدف هو الكرسي الذي فضح المنقسمين، وكشف عوراتهم، وعورات ما يسمى بالمعارضة العاجزة عن تقديم أي برنامج؟ بالإضافة الى اضعاف المجتمع وتركه في مهب الريح، وهل اجتثاث المستبد يعني نهاية الاستبداد؟
من دون شراكة حقيقية لن يكون التغيير سهل، والمدخل للتغيير هو تعريف المشروع الوطني، فالقوى التي تطالب بالتغيير يجب ان تؤمن بذلك و بالشراكة الحقيقية، و إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني لا يتم من خلال إدارة امارة في غزة وأخرى في الضفة الغربية أو تفرد طرف في ادارة شؤون الناس، و على حساب الارض والجغرافية وملايين الفلسطينيين المشردين في انحاء الدنيا، ومن دون التفكير مليا بالقضية وما اصابها وأصاب الفلسطينيين من وهن، وصلف وغطرسة الاحتلال وشروطه، وما يقوم به من تطهير عرقي في فلسطين وتهويد الضفة الغربية والقدس وقضم ما تبقى من بقايا الوطن، سيكون مستقبلنا اكثر سواداً و مثقل بالخيبات ومزيدا من التشرد والدم والآلام.
الكل الفلسطيني مع احداث أي تغيير و إن كان صغيراً، غير محقق للآمال فيما يتعلق بدعوة المشاركة في ادارة قطاع غزة، آن الاوان ان نبدأ بخطوات ولو صغيرة نتمنى ان تصل الى الخطوات الكبيرة والإستراتيجية، وتصل بنا الى ما نطمح وما نريد.
مصطفى ابراهيم
29/8/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت