مركز"قدس نت"ينهي بنجاح اعمال مؤتمره الدولي الخامس"القدس: خطر الحاضر ورؤى المستقبل"

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
انهى مركز "قدس نت" للدراسات والإعلام والنشر الإلكتروني، بنجاح اعمال المؤتمر الدولي الخامس لنصرة القدس، والذي عقد، اليوم السبت، بمقر المركز في مدينة غزة برعاية اعلامية من قناة "هنا القدس" الفضائية ، تحت عنوان "القدس: خطر الحاضر ورؤى المستقبل "

وحظى المؤتمر بمشاركة فلسطينية وعربية وحضور دولي واسع من (40) شخصية اعتبارية ونخب سياسية وأكاديمية وحقوقيون ومؤرخون ومثقفون واعلاميون، ومن بين الدول التي شاركت في المؤتمر "الأردن والجزائر وليبيا ولبنان وتونس والسودان والمغرب" وشخصيات فلسطينية من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

الجلسة الافتتاحية ----
وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي والتي أدارها أستاذ علوم اللغة العربية في جامعة الأزهر بغزة الدكتور صادق عبد الله أبو سليمان، بكلمة اللجنة التحضيرية، تحدث فيها خطيب المسجد الأقصى ووزير الأوقاف الفلسطيني الأسبق الشيخ يوسف جمعة سلامة، عن المخاطر التي تحيط بمدينة القدس ومواطنيها بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص.

وقال سلامة في كلمته :"إن هذا المؤتمر بهذا الاسم الهام "القدس: خطر الحاضر ورؤى المستقبل" يأتي في توقيت خطير جدا ألا وهو الذكرى الـ44 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، فالقدس تمر بحملة إسرائيلية خطيرة وممنهجة لتهويد كل ما بداخلها من الحجر والإنسان".

وأوضح بأن المواطنون المقدسيون يواجهون هذه الأيام طردهم من المدينة المقدسة وسجنهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم وسحب هوياتهم وهدم بيوتهم وإفساد أبنائهم والمزيد المزيد من ذلك، مضيفا بأنه" خلال الأسبوعين الماضيين كان هناك مؤشران خطيران الأول وهو قرار ما يسمى وزارة الداخلية الإسرائيلية إصدار بطاقات هوية للمواطنين المقدسيين تحمل لقب "مقيم" بدل "مواطن"، والمؤشر الثاني وهو مبني على الأول وهو تفعيل قانون أملاك الغائبين.

وأشار سلامة إلى أنه بالمؤشر الأول فإن المواطن المقدسي بهذه البطاقة أصبح زائرا للمدينة المقدسة وليس مواطن فيها وتنتهي إقامته بمجرد إنتهاء تاريخ هذه البطاقة التي منحته إياها وزارة داخلية الاحتلال الإسرائيلي، وبذلك يطرد من المدينة ويتم مصادرة أملاكه بإعتبارها أملاك الغائبين في المؤشر الخطير الثاني.

تطبيق القرارات الدولية ----
ولفت إلى أنه في ظل هذه المؤشرات لا يمكن الإغفال عن مئات وآلاف الوحدات الاستيطانية التي تقام بشكل يومي على أراضي مدينة القدس، حتى الإنسان لا يمكن أن يتابع كل هذه الانتهاكات في ظل كثرتها، وكل هذا نحن لم نشير فيه إلا للمخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس ولم نتحدث حول المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى.

ونوه سلامة إلى أن المسجد الأقصى يوميا يواجه مخاطر، تتمثل بداية في الحفريات المستمرة تحته بالإضافة بناء الكنس بجواره وأيضا جهود بناء الهيكل المزعوم بدلا من المسجد نفسه، ومنع المصلين من الصلاة فيه.

وأشار الشيخ سلامة إلى الانتهاك الأخير والذي تمثل في قرار الكنيست الإسرائيلي تشريع دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى من أي باب يريدون "من أبواب المسجد الأقصى الـ14 وفي أي وقت وهذا إنذار خطير لما يخطط له الاحتلال الإسرائيلي."

وأعلن خطيب المسجد الأقصى، أن هناك دعوات قامت بها شخصيات دينية وساسة إلى الخروج لحماية المسجد الأقصى المبارك في يوم 4 /9 أي بعد أربعة أيام، لأن المستوطنين عازمين على اقتحام المسجد خلال أعيادهم.

وطالب سلامة الأمة العربية والإسلامية بدعم المواطنين المقدسيين لمواجهة هذه الأخطار ودعم التجار لمواجهة الضرائب المفروضة عليهم وكذلك سدنة المسجد الأقصى ومصاطب العلم الذين لا يفارقون المسجد المبارك.

وأشار الشيخ سلامة إلى أن هناك قوانين دولية تؤكد أن المقدسات الإسلامية في القدس هي للمسلمين ويجب أن تبقى للمسلمين، داعيا المجتمع الدولي إلى تنفيذ هذه القرارات التي ما زالت حبر على ورق ولم يتم تنفيذها حتى اللحظة.

وخاطب الشيخ سلامة المجتمع الدولي قائلا "إن لكم أماكن مقدسة في القدس ليس لكم مثلها في كل العالم وهم كنيسة المهد وكنيسة القيامة، والنصارى هناك يمنعون من أداء الشعائر في هذه الكنائس، فماذا أنتم فاعلون..؟

حمايتها واجب ----
بدوره، أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص:" أن المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية في المدينة المقدسة، تتعرض لمحاولات بغيضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، للتطاول عليها وتدنيسها من طهرها".

وقال الحص، في رسالة وجهها للمؤتمر الدولي الخامس لنصرة القدس:" في الذكرى الرابعة والأربعين لظهور المحاولات البغيضة الحاقدة في التطاول على الأقصى وتدنيس طهره واجتياحه وإحراقه، أهيب بالمسلمين قاطبة والعرب أجمعين أن يصوبوا المسار، ويوحدوا الجهود، ويضاعفوا الانتباه واليقظة والحذر، ليردوا عن المناسك والمحرمات والمقدسات كل محاولات الكيد والتطاول والإهانات، وصون طهارة الدين وسلامة العقيدة".

وأضاف الحص:" المسجد الأقصى يمثل الحضور الأعمق في وجدان المسلمين، كونه ثاني القبلتين وأرض المحشر والمنشر، وعنوان الكبرياء الإيماني والعزة والكرامة"، قائلا:" فمن على صخرته المباركة أسرى الله بعبده ونبيه ليلا، وأوعز إليه أن يؤم الأنبياء، فكان قبلة المسلمين المؤمنين، في كل أصقاع الدنيا، ولمدة ستة عشر شهرا. فباركه الله وبارك ما حوله. وبذلك استقرّت في ضمائرنا المؤمنة عقيدة قداسته وطهارته".

وتابع قائلا :" الصهيونية، التي نسجت خرافاتها وادعاءاتها الزائفة المطالبة بالاستيلاء على المسجد المبارك، بإدعاء أنه أقيم على أنقاض هيكلهم المزعوم، إنما تصوب على أقدس مقدساتنا ورموزنا، رغبة في استكمال اغتصاب الذاكرة والتاريخ، بعد أن استولت غصبا على الأرض والوطن الفلسطينيين".

ورأى الحص، خلال كلمته الموجهة للمؤتمر الدولي، أن:" ذلك يستدعي منا بذل المهج والحياة للحيلولة دون ذلك، وإن ذلك واجب فرض على كل عربي ومسلم بأن تتوحد الجهود والإرادات والقوى لإفشال كل مخططات الصهيونية ودحر نواياها ومشاريعها".

وتساءل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، "كيف لأمتنا أن تضل السبيل وتضيع في العبث وتخدع بأحابيل الأعداء، فتهمل المقدسات وتتخلى عن صوابية المسيرة وصدق الجهاد، لتنخرط في نزاعات داخلية، وتصرف قواها ومواردها في خصومات وحروب ونزاعات بين شعوبها وأنظمتها، وكيف نتخلى عن المهم والأهم لنغرق في سفاسف الأمور وتوافِه المسائل، ونذل للأجانب الغرباء والمتربصين بنا وأعداء نهضتنا ونهوضنا؟ وكيف تحولنا من رحماء فيما بيننا أشداء على الكفار والأعداء، إلى أشداء على بعضنا، رحماء على خصومنا حتى يتجرأ شذاذ الآفاق على مقدساتنا وعلينا، فيحرقون مسجدنا الأقصى، ويدنسون معابدنا ومحرماتنا.؟

وأهاب الحص، في الذكرى الرابعة والأربعين لظهور هذه المحاولات البغيضة الحاقدة في التطاول على الأقصى بالمسلمين والعرب أن يصوبوا المسار، ويوحدوا الجهود، ويضاعفوا الانتباه واليقظة والحذر، ليردوا عن المناسك والمحرمات والمقدسات كل محاولات الكيد والتطاول والإهانات، وصون طهارة الدين وسلامة العقيدة".

وفي ختام كلمته، بارك الحص، الجهود التي تبذل للعمل وبكل وحدة وإخلاص وإيمان على حماية حقوقنا في فلسطين، والقدس والمسجد الأقصى.

المحور الديني ----
وبدأت الجلسة الأولى لأعمال المؤتمر والتي ترأسها عميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر الدكتور نعيم المصري بتقديم العديد من الأوراق البحثية في إطار "المحور الديني" المحدد للجلسة، من قبل خمسة مشاركين، فحمل الشيخ محمد لافي في جعبته بحث تحت عنوان "الابعاد الدينية والسياسية لضرورة التمسك بالقدس".

وشدد لافي في معرض كلمته أمام الحاضرين، على ضرورة التمسك بالقدس ونصرة أهلها، من قبل الأمتين العربية والإسلامية، معتبرا التفريط بها والمساومة عليها والتقاعس بنصرتها ونصرة أهلها والدفاع عنها "بالذنب الكبير الذي لا يغتفر".

أما المشارك عن ورقة بحث "حقيقة الحرية الدينية في ظل سياسات القمع الإسرائيلية في القدس" محمد سعيد العمور، فوضع العديد من الملاحظات على الحريات الدينية المزعومة بالقدس والمسجد الأقصى، بدأها بالحديث عن كيفية وصول المصليين للمسجد الأقصى للصلاة به.

وقال العمور :"كل من يريد الصلاة بالمسجد الأقصى، عليه أن يمر ببوابات شرطية وتفتيش كل مار تفتيشا دقيقا، ولا يمكن لأحد الدخول سوى بالتدقيق، ويكون محظوظ الذي يعبر بعد كل ذلك، فتكون الصلوات الخمس قد ضاعت عليه، ويصل منهك جسديا".

وأضاف :"كذلك يسمح الاحتلال بالعبادة لسن معين ما دون الأربعين سنة لا يدخل بسهولة، وكل من يذهب للقدس عليه الانتظار حتى يتجاوز عمره الأربعين، علاوة على المدة الزمنية المسموحة محدودة، فكل من يريد أن يعتكف إذا تجاوز مدة زمنية معينة فعقوبة مالية وليست ببعيدة عقوبة حبسه".

وبين، أن "العبادة في حد ذاتها محاصرة على أبواب ومداخل المسجد الأقصى، فالدخول ببطاقة الهوية، ولا يكون المار بمأمن عن التعرض لمسائلة وتوقيف، بالإضافة لتمييز بالمعاملة، فالقادم من غزة يختلف عن القادم من الضفة أو من الداخل المحتل".

وتابع العمور في سياق ملاحظته حول كيفية التعامل مع من يمكن أن يأتون لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه قائلا:" ومن يأتي من خارج البلاد يتم التعامل معه كسائح، والهدف من كل ذلك تنفير أهل الديار وثنيهم عن القدوم لها، ومحاولة تهجير أهلها قسريا".

وأشار إلى أن الحريات الدينية المزعومة تنتهك الأملاك الشخصية والعامة ويتم انتزاعها بالتدليس، متسائلا "كيف يمكن انتزاع أملاك الخواص حتى عندما تريد أن تغلق نافذة بيتك تحتاج لإذن، وعملية البناء فيها صعب بل مستحيل ومعظم البيوت آيلة للسقوط؟

ولفت العمور إلى أن القانون الدولي الإنساني خلق ووجد لكل البشر ويطبق عليهم بسواسية، لكن بفلسطين يطبق بشكل مختلف، فيستفيد منه الاحتلال ويتأذى منه المواطن المقدسي، مؤكدا في ختام حديثه أن الحريات الدينية مزعومة بالقدس ولا وجود لها بالمطلق، فهناك قمع وإهانة ورغبة بإرساء سياسة، فكلما زاد الزمن تقدم ضاق على أهل القدس.

المشارك وجدي الزيان سرد تاريخ المسجد الأقصى وما تعرض له من حرق وتهويد واعتداءات على يد الصهاينة وغيرهم، من خلال الورقة البحثية التي قدمها بالاشتراك مع أخيه الدكتور ماجد الزيان تحت عنوان "سبل التعاون لحماية القدس ونصرتها في ضوء عداء اليهود للإسلام".

وشدد الزيان على أن الأقصى سيبقى مسجدا إسلاميا خالصا كما سماه الله بالقرآن، وهو مرتبط بالمسجد الحرام عقائديا، والمتنازل عن الأقصى كالمتنازل عن المسجد الحرام الإبراهيمي، وغيرها من المساجد والأماكن الدينية المقدسة لعامة المسلمين بالعالم".

وأشار إلى أن سبل تعاون المسلمين لنصرة الأقصى تتم من خلال "شد الخطى لأرض الرسالات، اهتمام المسلمين بالمسجد الأقصى كما مكة والمسجد النبوي، ويجب أن يقوم العلماء بدورهم تجاه المقدسات، وعلى الاعلام أن يقوم بدوره، ويجب على العالم إرسال جميع أنواع الدعم المادي لفلسطين".

وأضاف :"الدعاء لأهل فسطين باستمرار، وتوضيح قضية فلسطين والقدس خاصة وجعلها القضية الأولى وفضح الجرائم الإسرائيلية، بذل الغالي والنفيس من أجل وقف تهويد مقدساتنا، الايمان الكامل بأن النصر للمسلين"، مطالبا عامة المسلمين بصرف الغالي لجعل الأقصى إسلامي خالص.

من جانبه، شدد المتحدث باسم حركة المقاومة الشعبية خالد الأزبط ، خلال ورقته التي حملت عنوان "الأبعاد الدينية والسياسية لضرورة التمسك بالقدس"، على ضرورة شد المسلمين الرحال للمسجد الأقصى، وأن يدركوا بأن للقدس مكانة في عقيدة الاسلام لا تقل أهمية عن المسجد الحرام والنبوي الشريف.

وأضاف الأزبط "لا بد من الوقوف بوجه الهجمة الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى"، متمنيا أن يكون بمنهاج العالم العربي والإسلامي وكافة الأحزاب والفصائل الفلسطينية والعربية عبارات نصرة القدس".

المحور السياسي ----
وترأس الجلسة الثانية من المؤتمر التي جاءت تحت عنوان "المحور السياسي" استاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر الدكتور رياض العيلة، وقال في مقدمة سبقت حديث الباحثين المشاركين :" يعقد هذا المؤتمر اليوم بعد مرور نحو 44 عاما على حرق المسجد الأقصى، وما زلنا ننتظر ومعتصماه، ويأتي بظل انقسام فلسطيني ساهم بتسريع تهويد القدس".

وطالب العيلة الجهات الفلسطينية المعنية بأن ينهوا الانقسام ويسارعوا بالوحدة والوطنية لمواجهة تهويد القدس وتقطيع أواصل أراضي فلسطين.

وتحدث الخبير بالشؤون الإسرائيلية توفيق أبو شومر بورقة بحثية تحت عنوان "تهويد القدس بقوانين ومؤامرات احتلالية"، قائلا :"نحن وفلسطين لا وجود لنا بدون القدس، فالقدس تناديكم وأول شعارتها أن نأد الانقسام ، فالقدس صودرت وما زالت تصادر على نار هادئة.

وأضاف :"فمنذ وجود العثمانيين تهود وتدنس، وساعد على ذلك المندوب السامي البريطاني، عندما منع البناء بمحيط المسجد الأقصى، هذه البدايات التاريخية نسيناها وأصبحنا نركز على أمور آنية، فالعالم لم يعد يستمع لنداءاتنا، ورغم أننا دخلنا اليونسكو كدولة ذات سيادة، لكننا لم نتقدم بشيء من المطالب".

وتابع أبو شومر :"القدس ليست عاصمة بإسرائيل، فإسرائيل جزء صغير بالقدس، ولم يخرج قائد إسرائيلي إلا ووضع وأسس شيء بالقدس حتى لا ينسون"، قائلا : "إن لم تجمعكم القدس لن تجمعكم أي قضية أخرى".

وأوضح أن هناك أشكال كثيرة للتهويد منها، منع البناء مطلقا في كثير من الأماكن بالقدس بحجة أنها مناطق أثرية أو محمية طبيعية، شارع 20 و21 يشطران بيت حنينا بالكامل، تحت مسمى تحضير السكان بمصادرة الأراضي وشق طرق.

ولفت أبو شومر إلى أن الكنيست الإسرائيلي أعد قانونا جديدا يجعل إسرائيل تساوي بين الحرم المقدسي والإبراهيمي، وكذلك هناك كنيس داخل ساحات المسجد الأقصى، لافتا إلى أن القوانين الجديدة ترنوا لفتح كل أبواب المسجد وتحريم دخول المسلمين بأعياد اليهود الكبرى.

ونوه إلى وجود أكثر من "60 كنيس" حول القدس، بالإضافة إلى أنهم نجحوا بزيادة دخل حائط البراق ليصل لملايين الدولارات، من خلال وضع رسائل متلقاه على حائط الحرم، ليحولوه لمعلم سياحي لا يشارك به اليهود فقط، بل طوائف أخرى يهودية وصهيونية ومهاجرين ،فاليوم كثير من المهاجرين يأتوا لإسرائيل لاختتام حياتهم بهذا المكان.

من ناحيته، عرض الباحث بالمركز الفلسطيني للتخطيط، خالد رجب شعبان ورقة بحث عن "القدس خلال الحملة الانتخابية للكنيست التاسعة عشر 2013"، وما تخلل ذلك من حملات إعلامية وتهويد للقدس على حساب زيادة أصوات الناخبين لحزب معين عن الحزب الآخر، وعمليات البناء بمناطق معينة.

وأكد شعبان، أن هناك خطين بالقدس، خط إسرائيلي يطرد الفلسطينيين بهدف تهويد المقدسات، وخط دولي عربي لا يقوم بأي شيء سوى إقامة الخطط التي لا تنفذ، مشددا بأنه لا بد من وضع استراتيجية سياسية للوقوف بوجه تهويد القدس.

أما الباحث رائد موسى فتطرق بورقة بحثه الى "القدس بالخطاب السياسي الفلسطيني الرسمي"، وقال : "تم تحليل الخطاب من حيث المستوى الصرفي والصوتي والدلالي واللغة المستخدمة، ومفاتيح الكلمات، وتم الاقتصار على تحليل للهيئة العليا الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبو مازن، فالقدس كانت حاضرة في خطابه بالأمم المتحدة وأمام الجمعية العامة، وبخطاب عيد الفطر."

وبين موسى "قمنا بمطابقة عناصر الخطاب السياسي، ولا يوجد خطاب إلا وذكرت به القدس مما يدلل على أهميتها"، مشيرا بالقول "أما على المستوى الصوتي بالخطاب فكان نسق واحد دون أن تتميز إلا بحالات وهذا جانب بحاجة لتعزيز."

وتابع :" وبالصرفي والدلالي فوصف الرئيس القدس بالقلب النابض وثالث الحرمين، ووصف منع الوصول لها بتوقف الدم عن الشرايين، ووصفها بدرة تاجنا، واستخدم ألفاظ أخرى كثيرة كـ القدس محفورة بأذهان البشرية".

وتابع :"على صعيد اللغة المستخدمة، فكان توصيفه(الرئيس) بالشكوى والاتهام ووصفها بأسلوب العتاب والتحذير وقدم حلول خاصة وهو يخاطب العالم، وصف اقتحام المستوطنين لها(القدس) بمليشيات إرهابية، وعبارات الحقد والقتل والتنكيل، ومن الكلمات المفتاحية المستخدمة دائما يقول فلسطين على حدود حزيران 67. "

ولفت موسى إلى أن خلاصة البحث بينت أن القدس دائما كانت حاضرة، وباستخدام المستوى الدلالي بالخطاب، وتم استخدام الأساليب الخطابية، فيما خلت خطابات الرئيس أبو مازن من مخاطبة الجمهور الفلسطيني بل اعتمدت على ذكر القوانين الدولية، وركزت على ضرورة استرداد القدس من خلال العمل السياسي، وعدم التلويح بالتحرك الشعبي لنصرتها.

ودعا موسى الى ضرورة العمل من أجل تحرير القدس وإلا ستبقى على كاهل القضية، ويتحمل الشعب جزء هام من المسئولية بحماية القدس، موصيا بضرورة وجود حدة ونبرة الصوت عند ذكر القدس، للتأكيد على عدم التهاون بها، "فنريد خطاب سياسي للجمهور الفلسطيني".

بدوره، أشار الدكتور كمال الأسطل بورقة بحثه التي حملت عنوان "غياب وتغيب قضية القدس وفلسطين في الخطاب السياسي والإعلامي العربي والإسلامي"، إلى أن الصراع تحول من تحرير القدس للصراع وسفك الدماء وقتل المسلم بشتى أنحاء العالم خاصة الإسلامي والعربي.

ولفت الأسطل إلى أن هناك غياب واضح للقدس وفلسطين في شعارات الثورات وما يسمى بالربيع العربي، وجميع الشعارات بتونس ومصر خلت من قضية فلسطين رغم أن مصر حاضنة لفلسطين، لكننا لم نجد من يتحدث عنها.

وأضاف :"لا يوجد شعار يخاطب فلسطين وقضيتها في غزة والضفة، فالحرب الداخلية حول الشأن المصري وغيره اشغلتنا عن ذلك، و يجب عدم التدخل بأي شأن داخلي لأي دولة، ولا بد من مسك العصى من المنتصف وكسب الجميع، واثبات بأننا لسنا معنيون بما يحدث من حولنا ولا نتدخل بشئون أي بلد".

وأكد :"بأننا متورطون بتدمير قضيتنا، فأفكارنا أصبحت منصبة نحو الخارج وليس الداخل"، مشيرا إلى أن هناك تحول واضح للحركات الإسلامية برفع راية الجهاد ضد الجيش المصري مثلا، وعار على أي عالم يفتي بقتل جندي مصري أو غيره. "

ولفت الأسطل إلى أن هناك غياب لأي اتفاق حول العدو المركزي بالوطن العربي، منهم من يقول ايران ومنهم من يقول الجيش الفلاني أو الدولة الفلانية، دون أن يدرك الجميع بأن عدونا الوحيد والمركزي هو إسرائيل ويجب أن نعمل لاستئصالها من رحم فلسطين، مطالبا بمزيد من الاهتمام بالقضية بمختلف الوسائل.

المشارك مجدي الكردي الذي أعد ورقة بحثية حول "القدس بين التهويد الصهيوني والصمود العربي"، شدد قائلا : "وجدت ببداية حديثي بأنه لا بد من التطرق لتهويد القدس ووضع بعض المعلومات الثقافية عنها، في ظل التجاهل الكبير لدى ثقافة الطلبة بالمدارس والجامعات حولها".

ونوه إلى أن أخطر أشكال التهويد هو المعتقدات الصهيونية بادعاء ملكية حائط البراق، مشددا بأنه لا سلام دون عودة القدس، فالقدس لها وضع ديمقراطي بكافة المحافل الدولية.

ولفت إلى أن جميع الدراسات تشير إلى أن التوسع السكاني في القدس لا يتم بشكل عفوي بل ضمن سياسات رسمية، تؤثر بشكل مباشر بنهاية الأمر على سلوك المجتمع، موضحا بأن سياسية التهويد سياسة ممنهجة بدأت بضم القدس الشرقية للغربية بـ 27/6/1967، وإصدار قانون أملاك الغائب بمارس سنة 1950 على القدس الغربية، وطبق على الشرقية بعد 67، وتحديد المحميات الطبيعية والمناطق الخضراء، واعتبروا أراضي الفلسطينيين صالحة للإعمار والتوسع.

وأضاف الكردي" وأقروا قانون التنظيمات القانونية والإدارية، كـ قانون التنظيم والتخطيط، وسياسة هدم المنازل بحجة عدم الترخيص، وتهويد الخدمات والمرافق، واطلاق أسماء عبرية على الشوارع العربية، وسحب الهويات ومصادرة الأراضي.."

وأشاد الكردي بالصمود العربي بالقدس، معتبرا المقاومة الشعبية واحدة من اساليب الصمود والتحدي، وقال :"نطالب بالاستمرار والتكاثف واللحمة بين مختلف الشرائح، ومقاومة الاحتلال وعدم الخضوع لقراراته وفضح كل شخص يتواطأ معه، وعدم توفير أي جهد من أجلها (القدس)".

محور الاستيطان ----
وترأس الجلسة الثالثة من المؤتمر الدولي الخامس لنصرة القدس والتي جاءت تحت عنوان "محور الاستيطان" استاذ التاريخ في جامعة الأزهر الدكتور رياض الاسطل، بمشاركة ثمانية باحثون متخصصون في شئون الاستيطان في القدس.

وتناول الباحثون عدت جوانب مختلفة للاستيطان في مدينة القدس منها البناء الاستيطاني في القدس ..اين النهاية ؟ الخصائص العامة للأشكال الهندسية في الفن المعماري بالمسجد الأقصى ، والسياسة الاستيطانية الإسرائيلية في القدس ( بين التهويد العمراني والعزل السياسي ) ، جغرافية الاستيطان في القدس ، القدس من منظور جغرافي والفكر الإسرائيلي والاستيطان في القدس .

المشارك في اعمال المؤتمر جهاد البطش قدم ورقة بحثية بعنوان "البناء الاستيطاني في القدس ..اين النهاية ؟ شدد خلالها على أهمية ان يعرف الفلسطينيون وان يتوقعوا مجرى الاستيطان في المستقبل، وهذا واجب يجب تنفيذه لمد اصحاب القرار الفلسطينيون بالمعلومات الحقيقية حول مجرى الاستيطان ، والتنبؤ في اماكن تنفيذه لاتخاذ القرارات المناسبة للتصدي للاستيطان .

واضاف :" إذا اردنا ان نتنبأ في مجرى الاستيطان يجب أن يكون ذلك في متابعة عدة جهات ، اولا "حركة السلام الآن " في اسرائيل ، ومؤسسة " بيتسيلم " ، والمعلومات التي تقدمها الجهات الاستخباراتية للدول الغربية حول مجرى الاستيطان، ويجب متابعة بلدية القدس ولجنة البناء والتنظيم فيها .

واوضح البطش بأن هناك عوامل عديدة يمكن ان تعطي مؤشرا حول وتيرة الاستيطان ، منها طبيعة الحكومة الإسرائيلية ، متابعة هيئة التنسيق في وزارة الجيش الإسرائيلية ، تحركات الطرف الفلسطيني في المفاوضات والتحركات الفلسطينية على الارض التي في كثير من الأحيان اوقفت انشطة استيطانية ، التطورات الدولية السياسية والمواقف التي تدين الاستيطان .

وبين البطش بان هناك اقبال كبير من قبل اليهود حول التواجد في المستوطنات الكبيرة في القدس، وخصوصا مستوطنة "معالي أدوميم" ، وايضا البلدة القديمة، ومستوطنة "غيلو "، ويمكن القول ان في هذه المناطق سوف يتركز الاستيطان خلال الفترة القادمة في القدس .

"الخصائص العامة للأشكال الهندسية في الفن المعماري بالمسجد الاقصى" ورقة بحثية قدمها المشاركان، الدكتور حازم زكي عيسي والدكتور نعيم أبو غلوة، تحدثت عن الخصائص العامة للأشكال الهندسية في الفن المعماري بالمسجد الأقصى، وهدفت لإثبات الهوية المعمارية الإسلامية في مدينة القدس، من خلال دراسة جميع العهود الإسلامية التي مرت في القدس وفي المنطقة العربية بشكل عام .

وقال أبو غلوة، في معرض تقديم الورقة المشتركة "من خلال الدراسة تبين أن المدن الإسلامية تميزت في طابع معماري معين من الحقب التاريخية للإسلام، لكن مدينة القدس كانت المدينة الوحيدة الإسلامية التي جمعت كل اشكال الفن المعمار الاسلامي من الحقبة الفاطمية ، والايوبية والعباسية والأموية والعصر الحديث ".

واضاف، أن الاشكال الهندسية للمسجد الأقصى تنوعت بين مربعة الاضلاع ومثمنة ومستطيلة فالمسجد الأقصى له (13) بابا ، تميزت في الشكل المستطيل والمربع ، كما وأن للمسجد الأقصى اربعة مآذن وخمس عشرة قبة ذات خصائص واشكال مختلفة ..

وقال أبو غلوة:" تكمن اهمية البحث في الكشف عن الأصالة في الفن المعماري الإسلامي لمدينة القدس "، مطالبا بإدخال الاشكال الهندسية للقدس في منهاج الرياضيات للطلبة الفلسطينيين، وذلك عند طرح الاشكال الهندسية وامثلة عليها "فيمكن طرح على الطالب شكل هندسي من مدينة القدس".

واظهرت الدراسة ان الفن المعماري في القدس كان مبتكرا وجديدا ومتنوعا واستخدم فيه الزخرف والالوان المختلفة ، منها اللون الأزرق على وجه الخصوص واللون الأخضر اللذان يضيفان راحة لكل الناظرين والمتأملين في المسجد الأقصى.

اما الدكتور خالد عبد الله، فعرض ورقة بحثية بعنوان "السياسة الاستيطانية الإسرائيلية في القدس (بين التهويد العمراني والعزل السياسي) اوضح من خلالها بان القدس تحتل مكانة في التفكير الصهيوني لما لها ارتباط في التوراة كما يزعمون، وبين أن اسرائيل تحاول ان تبقي على القدس موحدة عاصمة لدولة اسرائيل، وتحاول تنفيذ مشاريع تهويدية في البلدات العربية في القدس، لتهجير سكانها، كما وتهدف دولة الاحتلال لفتح طرق واسعة بالمدينة وربطها في الاحياء اليهودية ، كما وتعمل على التركيز على تغيير الطابع الإسلامي للمدينة في حين تعمل على اختلاق طابع يهودي وتعمل على ابرازه ، مشيرا الى اعمال هدم حي المغاربة في مدينة القدس على سبيل المثال لا الحصر .

وعرض الدكتور عبد الحميد أبو النصر، ورقة بحثية بعنوان "جغرافية الاستيطان في مدينة القدس"، موضحا بان الاستيطان ارتكز بنائه فوق الجبال المحيطة في القدس للسيطرة على المدينة، والتحايل على التضاريس التي كانت تشكل سدا منيعا لها في وجه الغزاة، لان طبيعة تضاريس القدس متعرجة ويكثر فيها الجبال، واسرائيل ادركت ذلك وبنت المستوطنات على قمم الجبال .

وبين أبو النصر بان المدينة ترتكز على مخزون مائي مرتبط بالضفة الغربية، واسرائيل عملت للسيطرة عليه نظرا لأهميته للتحكم في المياه الجوفية ، كما وانها ادركت اهمية المناخ ، فمناخ القدس هو مناخ البحر الابيض المتوسط ويناسب انواع كثيرة من الزراعة .

واوضح أن إسرائيل عملت على ربط الواقع الاستيطاني في الواقع الجيولوجي ويتضح من حديث الباحث أبو النصر بان القدس تقع على قرب من الانهدام الافريقي الكبير الذي يمتد الى البحر الميت، حيث انها معرضة لأى لحظة لزلزال، والحفريات المستمرة تحت المدينة والتي تمارسها اسرائيل تحت المسجد الأقصى تحديدا تشكل خطرا محدقا وتخوفا حقيقيا على المسجد الأقصى .

الدكتور مؤمن نصر قدم بالمشاركة مع الباحث خالد أبو ربيع ورقة بحث حول "القدس من منظور جغرافي" اظهر من خلالها واقع القدس الهام والذي شكل في التاريخ القديم والحديث مكان مهم لكل الحضارات المتعاقبة، هذا المكان جعل جميع انظار العالم ترنوا إلى هذه المدينة .

وقال نصر:" ان القدس تقع في قلب فلسطين فوق هضبة، تتوسط هذه الهضبة فلسطين، وتعمل اسرائيل على توسعت مدينة القدس استيطانيا لتصل مساحتها 800 كيلو مترا مربعا، كما ويحيط بمدينة القدس الجبال".

بدوره اعتبر الباحث يحيى سعيد قاعود في ورقة قدمها بعنوان "الفكر الإسرائيلي والاستيطان في القدس" أن الاستيطان هو الوسيلة والهدف الذي تتخذه اسرائيل في السيطرة على المدينة خصوصا وفلسطين عموما.

وتطرق قاعود لمفهوم الاستيطان في العقلية اليهودية، والممارسات العملية لبناء الاستيطان في القدس من خلال عطاءات البناء المستمرة، والسياسة الاسرائيلية تجاه القدس لافتا الى ان كتاب "بيت اليهود" يمكن من خلاله قراءة مفهوم الاستيطان في الفكر الصهيوني .

واضاف :"أن الزعيم الصهيوني هيرتسل، قال في يوم قبل احتلال اسرائيل للقدس بانه اذا احتل القدس سوف يحرق جميع الآثار الإسلامية فيها، وسوف يزيل كل ما يربط المدينة بالحضارة العربية والإسلامية، وهذا ما يجري الآن تطبيقه على القدس منذ ان تم احتلالها حتى اللحظة" .

المحور الاجتماعي والثقافي والإعلامي ----
الجلسة الرابعة والأخيرة في المؤتمر تناولت "المحور الاجتماعي والثقافي والإعلامي" وترأسها استاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة القدس المفتوحة في خان يونس الدكتور عبد الناصر الفرا، مستهلا مناقشة هذا المحور في عرض توضيحي لمدى اهمية الثقافة في بناء جيل فلسطيني قوي يحمل تحرير القدس على عاتقه ، وشارك في هذا المحور ستة باحثون.

وقدم الدكتور اسماعيل صالح الفرا ورقة بحثية بعنوان "مكتبات بين المقدس..(تاريخ ثقافي وتعليمي يتهدده التهويد)، شرح عبرها أهم المكتبات التي احتوتها مدينة القدس، والتي ضمت آلاف الكتب القيمة والمخطوطات والخرائط، موضحا بان الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يبحث عن وجود تاريخي له في المدينة لكن الحقيقية تبقى ساطعة بان القدس عربية منذ تاريخها .

وقال الفرا إن دور المكتبات في القدس واهميتها في التراث الاسلامي شيء مهم "فلا بد ان نتحدث عن اهم المكتبات بالمدينة واشهرها ، والتي عملت على توثيق التراث وتكوين الشخصية الاسلامية ، وتربية الأجيال ".

واشهر مكتبات القدس العامة والتي احتوت على مؤلفات ومراجع عديدة وتعرضت للسرقة من قبل الاحتلال الاسرائيلي والطمس، كانت المكتبة العامة للمسجد الأقصى ، والتي ضمت 5 آلاف كتاب ، مكتبة الشيخ محمد الخليلي وضمت 7 آلاف كتاب ، مكتبة الخالدية ، المعهد الاسلامي الذي اسس عام 1927م ويضم مكتبة هامة جدا، مكتبة متحف الآثار الفلسطيني والذي يضم اكثر من 30 ألف مجلد وسرق في عام 1948م .

واضاف الفرا بان هناك مكتبات خاصة بالمدينة ، مثل مكتبة البدري ، مكتبة آل قنيطة ، مكتبة عبد الله مخلص والتي تحتوي على 100 مخطوطة ، ومكتبة حسن بن عبد الله الحسيني ، مكتبة حازم جار الله ، والتي احتوت على خمسة آلاف مخطوطة تم سرقتها عام 1967م ، مكتبة الشيخ خالد الخالدي والتي كان يوجد فيها حجج مهمة .

واوضح بان النوع الثالث من المكتبات هي مكتبات الأديرة والكنائس بالقدس ، ومنها مكتبة الفرنسيسكان ، ومكتبة دير الارمن الذي تم بنائه عام 1959م ، ومكتبة اللاتين ومكتبة القديسة آن ، ومن خلال هذا العرض يظهر ان مكتبات القدس كان لها دور بارز في الحفاظ على القدس وتاريخها .

وقال الفرا بان اسرائيل حاولت منذ احتلال مدينة القدس، فرض رقابة على الطباعة والتمييز في اصدار الكتب حسب ما يحتويه ، واغلاق العديد من المؤسسات الثقافية في المدينة ، وفرض رقابة على الصحف التي تصدر وكل ذلك من خلال الرقيب العسكري ، كما واستولت على سجلات المحكمة الشرعية بالقدس ، وفرضت قيود على دور النشر وقلصتها من 24 دار نشر إلي اربعة دور نشر فقط .

وفي ورقة مشتركة قدم الدكتور حازم زكي عيسى والدكتور محمد عليان بحث بعنوان "نحو تجسيد ثقافة القدس في المناهج الفلسطينية(المسجد الاقصى نموذج)".

في معرض تقديم الورقة طالب عيسى بضرورة تجسيد ثقافة القدس في المنهاج الفلسطيني ، وذلك بعد اجراء دراسة اتضح من خلالها ان المنهاج الفلسطيني يفتقر إلي مواد تتحدث عن القدس، وهذا يعكس ايضا أن المعلم الفلسطيني يفتقر لثقافة القدس .

ودعا عيسى الى ادخال موضوعات تتعلق بالقدس في المناهج الفلسطينية مثل، تاريخ المسجد الأقصى ، جميع الأعمال العامة والخاصة التي تحدثت عن الأقصى، جغرافيا القدس ، مكانة القدس في التاريخ الاسلامي ، وان يتم وضع المواد بما يراعي جميع المستويات التعليمية لعقول الطلاب والجوانب السيكولوجية .

الدكتور ناهض فورة والدكتور طلال محمد خلف، قدما بحث بعنوان " كيف نعمق مكانة القدس في المنهاج الفلسطيني"، وطالبا من خلاله بضرورة ان يعرف الطالب تاريخ القدس ومباني وساحات وحارات والشوارع التي تحتويها مدينة القدس .

ودعا البحث إلى ضرورة شرح سورة "الإسراء" في القرآن الكريم ، وكل الآيات التي تتحدث عن المسجد الأقصى ، والطائفة المنصورة وحتمية انتصار المسلمون في القدس ، على ان يكون ذلك في منهاج التربية الإسلامية على وجه الخصوص .كما ودعا إلى استخدام شعر وادبيات القدس في منهاج اللغة العربية .

وفي ورقة بحثية بعنوان "استراتيجية اعلامية للنهوض بقضايا القدس"، طالب الدكتور ماجد سالم تربان، استاذ الصحافة في جامعة الأقصى بغزة، بوضع استراتيجية اعلامية للنهوض بقضية القدس.

وقال تربان :" وهذا يتطلب الارتقاء في المستوى الاعلامي الفلسطيني المكتوب والمسموع والمرئي ، واختيار الاوقات المناسبة لتناول قضية القدس اثناء ذروة المشاهدة ، على الا يكون تناول قضية القدس بصورة موسمية فقط ."

واضاف :"هذا يتطلب القيام بالعديد من الخطوات الهامة، ومنها توحيد المصطلحات الإعلامية التي تتعلق بالقدس، لتصحيح الصورة المشوهة التي تصل العالم عن القدس من خلال التزييف الاسرائيلي، وبناء رسالة دفاعية تقوم على كشف هذا التزييف والرواية الإسرائيلية الكاذبة ".

واوضح تربان بانه من الضروري الارتقاء في المرسل أي الاعلامي الفلسطيني من خلال عقد دورات تأهيلية متخصصة في جميع جوانب الاعلام، والنشر الالكتروني ، قائلا " إن خارطة الاعلام الفلسطيني متشتتة وتحتاج لتنظيم "، كما وحث على ضرورة أن تترجم عبارات عن القدس لجميع اللغات في العالم ، ولابد أن يستند الاعلام الفلسطيني الى بنية معلوماتية صحيحة قائمة على الدفاع عن القدس وتصحيح المفاهيم الخاطئة للعالم حول هذه المدينة .

وتضمن المؤتمر الدولي الخامس لنصرة القدس، العديد من المداخلات الهامة، ونقاشات ساخنه، من المشاركين والحضور، تحدثوا خلالها عن مدينة القدس وواقعها ومستقبلها والامكانيات التي يجب أن توظف في خدمة المدينة المقدسة ، والأخطاء التي وقع فيها الباحثون خلال المؤتمر ، حيث طالب جزء منهم بضرورة وضع استراتيجية قائمة على تقوية الوجود الفلسطيني بالمدينة ووضع الحلول بدل الاقتصار على مناقشة المشكلة ودراستها.

ويأتي هذا المؤتمر بمناسبة الذكرى الرابعة و الأربعين لإحراق المسجد الأقصى، من منطلق إحساس مركز "قدس نت" للدراسات والإعلام والنشر الإلكتروني بالمسئولية أولا، وبالتقصير العام ثانيا، والرغبة في قرع جدران الخزان ، وفي ظل لحظة راهنة وفارقه يمتزج فيها الضياع بنار الصراعات الداخلية والمذهبية التي تنتشر في الوطن العربي والإسلامي .

ويؤكد مركز "قدس نت" بان هذا المؤتمر جاء للوقوف على الحالة التي وصلت إليها مدينة القدس والمسجد الأقصى بينما يعيش الشعب الفلسطيني لحظات صعبة جدا وتمر الأمتين العربية والإسلامية في لحظات فارقة بتاريخها، فسياسة التهويد والإحلال السكاني مستمرة، والجهد الفلسطيني والعربي مقصر إن لم يكن غائب عن المعركة، وقد تركت القدس لأهلها، وترك أهلها نهبا لمشاكلهم الاقتصادية والسكانية والخدماتية، يتهددهم في أية لحظة خطر الطرد من مدينتهم وبيوتهم إلى خارج المدينة، موضحا بأن القدس في عرف دولة الاحتلال الإسرائيلي، ما عادت اليوم تحتمل دينين وقوميتين وهويتين وثقافتين، فبات على المهزوم أن يترك كل ما يملك ويرحل، إلا من ذكريات غالية يحملونها في عقولهم وقلوبهم، تمهيدا لتوريثها لجيل جديد، يكتب عليه ان يعيش في التيه العربي والفلسطيني المتجدد..

وفي ختام المؤتمر كرم مركز "قدس نت" للدراسات والإعلام والنشر الإلكتروني"، الاكاديميون والباحثون الذي شاركوا في انجاح هذا المؤتمر، وقدم لهم شهادة شكر لمساهمتهم في أعمال المؤتمر الخامس الدولي لنصرة القدس.

لتحميل نسخة من كتاب المؤتمر من هنا