حماس تنظم ندوة سياسية حول المشهد المصري وانعكاساته على قطاع غزة

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
نظمت حركة المقاومة الإسلامية حماس في منطقة تل الزعتر، أمس السبت, ندوة سياسية بعنوان "المشهد المصري وانعكاساته على قطاع غزة", في مسجد حيفا بالمنطقة, وبحضور النائب في التشريعي وأستاذ العلوم السياسية عاطف عدوان والخبير السياسي والأمني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية هاني البسوس بالإضافة إلى لفيف من أهالي المنطقة.

وقد أدار النقاش خلال الندوة الأستاذ الإعلامي زاهر البيك حيث رحب بالضيوف والمشاركين بالندوة, مبيناً أن الانقلاب العسكري على شرعية الرئيس الدكتور محمد مرسي له دلالات سلبية على القضية الفلسطينية وخاصة قطاع غزة, مؤكدً أن هذه الندوة جاءت لتوضيح انعكاس وتداعيات الانقلاب المصري على قطاع غزة المحاصر.

ومن جهته, أوضح النائب عاطف عدوان أن العداء ضد الإسلاميين ليس وليد اللحظة وهو موجود منذ دعوة النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام, والأوروبيون كان حريصون منذ ولادة النظام السياسي الاسلامي على اضعافه وتفكيكيه حتى لا تفكر إي قوة إسلامية بغزو أوروبا.

وأشار النائب عدوان إلى أن النظام الديكتاتوري والإجباري مفروض على الشعوب العربية والإسلامية منذ قرون وبظل عصر التكنولوجيا بدأ الناس يفكرون ويدركون حقيقة هذه الانظمة القمعية وبدأنا نرى ثورات الربيع العربي وهي لن تنتهي وستطال دول عربية قمعية أخرى.

وأكد عدوان أن ما حدث في مصر أن نظام مبارك ايقن انه لا يستطيع الوقوف امام ثورات الربيع العربي فقرر الانتقال السياسي السلمي للحكم مع بقاء أجهزته العميقة داخل الدولة للعمل على اسقاط هذه الثورات, منوهاً أن الإعلام المصري كان اداة اساسية لهذا المخطط وهو شن من اللحظة الأولى لتولية الرئيس مرسي الحكم هجوم ضخم واتهم الرئيس مرسي بالفشل بشكل غير منطقي.

وبين عدوان الانقلاب في مصر غير المعادلة وأعاد مصر إلى ما قبل ثورة 25 يناير الامر الذي انعكس على حصار قطاع غزة ومصر عادت لتكون مطرقة على الشعب الفلسطيني في غزة.

واختتم النائب عدوان مشاركته بقوله الاعتقاد السائد لدى أعداء الربيع العربي بأن ضرب الإسلام السياسي في مصر سيكون مقدمة لانهيار كل النظام السياسي الإسلامي في البدان الأخرى, ولكن هذه المخططات ستفشل باردة الشعوب التي رفضت كل أشكال الظلم.

ومن ناحيته, أكد الخبير السياسي و الأمني د. هاني البسوس أن الأوضاع التي تمر بها المنطقة متأزمة والمؤسسة العسكرية المصرية لم تكن حيادية وهي عملت منذ البداية على الانقلاب على ثورة 25 يناير.

وبين البسوس ان القوات المسلحة المصرية تضم 5 مليون مجند ويكون انتمائه ليس لله او الوطن ولكن لهذا الجهاز ولا يقبل أي شخص بهذا الجهاز إلا بعد فحوصات امنية دقيقة اهما غير مرتبط هو أو احد عائلته بالإخوان المسلمين .

وشدد المحلل البسوس أن من يعتقد أن هناك انشقاق بالقوات المسلحة المصرية أو الجيش المصري هو واهم , وان الرئيس مرسي حول ان يقيل الرموز الفاسدة في الجيش لكن الامر كان صعب جدا عليه.

واشار البسوس ان السيسي كان يلتزم بالصلاة وزوجته محجبة مما اهله خلال فترة الرئيس مرسي لتولية قيادة القوات المسلحة وهو رجل ليس سهلا ومخططاته السابقة تدلل على رغبته السيطرة على مصر .

واعتبر البسوس أن الأوضاع في مصر تسيير إلى الأسوأ والدور ينتظر السلفيين وأن من يعتقد وجود قوة سياسية تعمل على إعادة الشرعية للبلاد هو بمثابة وهم سياسي لأن تربية هذه الأحزاب معادية للإسلاميين.

ونوه البسوس أن النظام العسكري لا يمكن أن يستمر في مصر لان ليس له أي افق سياسي او اقتصادي والحالة المعيشية الصعبة للمصرين تعادي هذه النظام, وأن عودة الشرعية ربما تأتي من خلال ضغوطات تالك الدول التي اعتمدت الديمقراطية في بلادها لأن الامر سيشكل خطر عليها وعلى مصداقيتها وكذلك بالضغوطات الشعبية الرافضة للانقلاب العسكري في مصر.

وانهى المحلل البسوس مشاركته بالقول أن وضع غزة اليوم صعب وجميع الفصائل الفلسطينية في مأزق جراء ما يحدث في مصر والأمر يحتاج إلى تظافر الجهود الفلسطينية لإيقاف التضييق على الفلسطينيين وخاصة أهالي قطاع غزة.

وفي نهاية الندوة, تناول الحضور عدد من الأسئلة التي أجاب عنها الضيوف دون استثناء, حيث عبر الحضور عن تقديرهم لعقد هذه الندوة السياسية, ومطالبين الجمع الفلسطيني التوحد لمواجهة عملية التضييق الحصار على قطاع غزة.