الساحة الفلسطينية تمر في مرحلة حساسة في ظل اوضاع المنطقة

بقلم: عباس الجمعة


العودة للمفاوضات بعد تجربة عبثية لها عشرين عامًا، هذه المرة في ظل الاستيطان الإسرائيلي والرفض الصهيوني لكامل الحقوق الوطنية الفلسطينية. الذي يضاعف ويتعاظم هذا المأزق أيضا: خيار السلطة الاستراتيجي في الوصول إلى الحقوق الوطنية لشعبنا من خلال أسلوب المفاوضات, لذا فإن المباحثات مع الكيان هذه المرة لها طعم مر...ومذاق كريه.
على كل حال هذه المفاوضات لم تجني شيئ الا الاسوأ ، ولكن تأتي في ظل ما يجري في المنطقة وخاصة التهديدات لسوريا الشقيقة ، ولكن الامريكي اليوم يعيش حالة التخبط الكامل خيث يتلقى الصدمات من الشعوب والدول ومشاريعه تتهاوى ، بفضل صمود اولا المقاومة والشعب الفلسطيني وسوريا ، وبفضل ارادة الشعوب التي لا تقهر بعد ان تمكنت من افشال مخططات قوى الثورة المضادة في مصر وتونس ، لهذا فان جولات المفاوضات المتواصلة بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال برعاية أمريكية ستكون في مهب الرياح ، رغم الغزل من بعض اصحاب نهج التطبيع السياسي مع دولة الاحتلال ، حيث دخلت غرفة الإنعاش المكثفة والموت السريري.
من هنا نقول بكل وضوح على السلطة الفلسطينية الخروج من هذا المأزق والعودة الى الخيارات البديلة ومنها التوجه الى الامم المتحدة لمطالبتها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ، وخاصة بعد ان اصبح واضحا لدى المفاوض الفلسطيني بان حكومة الاحتلال تريد فرض شروطها الكاملة ومنها الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة والتركيز على الجانب الأمني في المفاوضات ومواصلة الاستيطان،وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني .
ان الرهان على الجامعه العربية لا يقدم ولا يؤخر وخاصة انها تلتزم بما تمليه الادارة الامريكية وحلفائها عليها ، ولهذا نقول ان على المفاوض الفلسطيني ان لا يضرب بعرض الحائط قرارات الهيئات والمؤسسات الفلسطينية، ،في ظل ما تشهده المنطقة من حرب يراد لها أن تغير الوضع القائم على الأرض، لان ما تريده الادارة الامريكية وكيان الاحتلال هوتصفية شاملة للقضية الفلسطينية واستسلام عربي غير مسبوق،وسيطرة أمريكية شاملة على المنطقة ولفترة طويلة،تترافق مع تصعيد في سياسة الفوضى الخلاقة والحروب الاستباقية،بحيث يجري العبث بالجغرافيا العربية تفكيكاً وتركيباً،تجزئة وتقسيماً وتمريراً خدمة للأهداف والمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
أن الجامعة العربية منذ سنوات وهي مُختطفه من قبل انظمة مرتبطة بأمريكا والصهيونية العالمية، ولم تعد تمثل الشارع والرأي العام العربي، وهي جامعة مهمشة ، وخاصة عندما تقوم بالتغطيه على التهديدات العدوانية الأطلسية ضد سوريا كما قامت بالتغطية على العدوان الأمريكي على العراق وليبيا، ،هذه الجامعة اليوم باتت غطاء ومظلة للاعتداءات الأطلسية والامبريالية على البلدان العربية.
أن الساحة الفلسطينية تمر في مرحلة حساسة وخطيره تتطلب الوصول إلى القواسم المشتركة والحفاظ على الثوابت الوطنية, وإجراء مراجعة شاملة لمسيرة النضال الوطني منذ توقيع اتفاقيات أوسلو وصولًا إلى المرحلة الراهنة، والعمل أيضًا على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية و مؤسساتها, والاتفاق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة, تحت عنوان واحد, هو: الوحدة الوطنية الفلسطينية.
لذلك ان الوضع الفلسطيني سيزداد تعقيدًا أكثر مما هو عليه من انقسام وتعقيد، وسيتأخر المشروع الوطني عشرات السنين إلى الوراء في الوقت الذي تتكالب فيه المؤامرات الإسرائيلية ـ الأميركية ـ الغربية من أجل تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
في ظل هذه الظروف وامام ما تمر به المنطقة وخاصة التهديدات ضد سوريا نقول ان فشل المؤامرة النهائي اضحى قاب قوسين أو أدنى، وان سوريا والمقاومة ومعها كافة القوى المناضلة تمكنت من توجيه الرسالة بشكل مباشر للادارة الامريكية ، وان الرئيس الامريكي أوباما اصبح في عنق الزجاجة وهو أمام خيارين كلاهما مر ومكلف فإما الدخول في مغامرة تقود تداعياتها لتعريض النفوذ الأميركي برمته إلى الخطر الكبير وتضعه أمام احتمال هزيمة نكراء تزيد من وطأتها علامات النهوض الشعبي العربي لنصرة سوريا وهو ما برز في مواقف وطنية وقومية مشرفة من مصر والأردن وفلسطين واليمن وفي تونس وغيرها ، حيث اعاد الاعتبار للقضية المركزية التي لم يستطع الأميركيون تصفيتها مع أعوانهم على امتداد المنطقة ، وبالتأكيد فإن المسيرة النضالية لشعب فلسطين قد تتواصل وتفشل كافة محاولات التصفية ، ولن تنجح الإدارة الأمريكية في فرض رؤيتها على الوضع الفلسطيني في هذه الفترة عبر الضغوطات المختلفة لأن هذه الرؤية تبدأ من مصلحة الاحتلال وتنتهي كذلك، وعلى حساب الحد الأدنى من حقوق شعب فلسطين.
من هنا نقولا لا بد من الإسراع في خطوات الحل السياسي بين السوريين التي سيقطع الطريق على التهديدات الاستعمارية التي تريد تدمير سوريا تأمين لمصلحة إسرائيل التي تسعى إلى تفتيت وإضعاف الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، لهذا نرى ان الحل السياسي يحمي سوريا كدولة مضيفة للفلسطينيين في حالة النزف والتمزيق الذي يعتبر خسارة لفلسطين ويقطر من قلب فلسطين"، مشيراً الى "ان لعبة الدم التي نالت من المخيمات بالتقسيط وبالجملة لن تحرفنا عن طريقنا
ختاما : إن اللحظة الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية وطغيان عربدة الصواريخ الأمريكية لضرب سوريا الشعب والدولة تستوجب بل تتطلب إعلان فلسطيني لرفض هذه المفاوضات في ظل إعلان الحرب على سوريا، إننا لا نقبل أن تحاول الإدارة الأمريكية استثمار المناخ العربي أو استخدامه لتمرير مشروع التصفية لحقوق الشعب الفلسطيني، ونرفض أن تستعمل هذه المفاوضات بأشكالها المختلفة لتغطية الحملة العدوانية ضد سوريا أو أي بلد عربي.
كاتب سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت