إذا كان الكاتب والصحفي محمد حسنين هيكل قد أكد أن الضربة العسكرية الأمريكية الغربية على سورية لن تكون محدودة ولن تكون واسعة بل هي حرب تبدأ بصاروخ وتنتهي بما لا يقل عن تغير الشرق الأوسط إن لم يكن النظام العالمي.إلا أني اختلف بالرأي مع الكاتب والمفكر والمحلل السياسي الأستاذ هيكل ،لأنه أولا قد تغير كل شيء في الشرق الأوسط فما عادت البلدان مستقره ،وما عادت آمنة فمن لم تصبها سيناريوهات حمى الثورات ..ماتت بعدواها ،ولا لقاح جديد يمكن انتاجه للشفاء ، إلا بتغيير ثقافات الشعوب ،من خلال عودة العقيدة الحقة الراسخة لقلوبهم ،والرجوع تضرعا بالدعاء الى الله سبحانه لإزالة ونفض البلايا التي أثقلت أجسادنا الهزيلة ،وعقولنا العفنة التي عفن الخبز أشد اصلاحا ،وفعالية ونفعا منها ..!! ولن تستقر كل حياتنا إلا برجوع مؤشر الإيمان الساقط في الدرك الأسفل من القيعان الى نقطة التوازن فبقول الحق سبحانه في محكم التنزيل : (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى))[طه:124-126]،هذه الآية فيها الوعيد ليس لأشخاص بعينهم فحسب ،بل للمجتمعات والشعوب ..وبالعودة سريعا أقول معقبا على ما ذكره أستاذنا هيكل ،أن الشرق الأوسط لا يحتاج الى صاروخ لضرب سوريا ،وفي أحشائه قواعد الصواريخ الغربية ،إذا التغيير الشرق اوسطي قد تم بصاروخ أو بغيره المهم ان ما يحدث نسجناه بأيدينا ،فصرنا في زمن الضياع
كالتي نقضت غزلها مستعينا بقول الله تعالى:
﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92].ما أعظمها من آية لما تحمله ، حروفها من الوعيد والزجر وفي نفس الوقت السلامة،والتحذير من مخاطر الفتن ،وألاعيب السفهاء ،والخونة..!!
ولو ضربت سوريا يا أحبائي لن تكون الضربة موجعة، بل كما تحتضن الأم وليدها بعد رحيله عنها سنوات عجاف كالأب الذي يضرب ابنه بعصا اسفنجية لأنه ضرب ابن جاره مرضاة للشكوى ،ودبلوماسية لإنهاء خلاف أو صراع ..!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت