يحاول البعض حجب الأضواء عن الجهة الأهم في منطقة الشرق الأوسط وهي كتائب الشهيد عز الدين القسام، وفي هذا الجانب أمور كثيرة يريدها أعداء تلك الكتائب كما اعتادوا على الأمنيات واصطدموا بالحقائق، ولماذا تستهدف كتائب القسام :
1-
لعلها أول من خط العمل الاستشهادي من خلال الأحزمة الناسفة التي لقنت الاحتلال درسا على يد المهندس يحيى عياش؛ حيث كان سلاحها الأكثر تطورا في تلك الفترة في تاريخ القضية وهي التي يعشقها أبناء فلسطين، فأشعلت الضفة والقدس لعدة أعوام ورغم التنسيق الأمني إلا أن آخر العمليات الناجحة كانت في حرب 2012 على غزة بتفجير الحافلة؛ والمهندسون من جامعة بيرزيت.
2-
لأن الفكر الذي تحمله تلك الكتائب وهي الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس التي تحمل مبادئ جماعة الإخوان المسلمين يدلل على أن العسكرية ليست غاية تلك الكتائب بقدر ما هي وسيلة للتحرير " يعني سلاحهم ليس طخيخة أعراس أو فتل عضلات في مسيرات تشييع".
3-
لأنها حملت الماركة المسجلة والحصرية بقصف القدس وهنا إشارة إلى عنصرين مهمين قصف لأول مرة لمدينة القدس لم تجرؤ جيوش العرب والمسلمين على تنفيذه؛ كما أن الأهم أن القصف تم بصناعة محلية.
4-
لأنها ليست عبارة عن شبيحة أو زعران تجمعوا بشكل عاطفي أو اختلفوا على مناصب وأموال وليالي حمراء بل إنهم الأخطر من حيث التصنيف الصهيوني لأنهم يسيرون على منهج ومبدأ ودستور وميثاق داخلي يحمل الأنظمة واللوائح والترتيب والهيكل الذي يصل بها إلى حد جيش نظامي فعلي، وهذا ما كانت تحاربه قوات الاحتلال وأذنابها في الداخل والخارج .
5-
لأنها لم تجامل الجزار بشار على حساب الدماء الفلسطينية والسورية بل وقفت مع المظلومين ونادت بحرية الشعوب في مصر وسوريا؛ فلا مواقف لها بابتزاز مالي وهذا ما يميزها عن الكثيرين من حولها، فحماس المنتخبة شعبيا والحاصلة على شرعية الانتصار مرتين في الحروب وشرعية المقاومة المتطورة وشرعية الأمانة والإخلاص للأسرى وإتمام صفقات مشرفة سد منيع لحماية الثوابت التي ستستثنى في خريطة التسوية.
6-
لأنها هي كتائب القسام التي يخافها القريب والبعيد من الأعداء، هي التي أرعبت قادة الاحتلال وأربكت الحسابات وغيرت مجرى الطيران وأدخلت ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وحررت مئات الأسرى واستجابت لاستغاثة المظلومين وما زالت تبدع وتفاجئنا يوما بعد يوم.
أعرفتم لماذا استهداف القسام؟ لذلك كان لا بد أن تخرج تلك الكتائب من خريطة المنطقة في المرحلة المقبلة والخريطة التي أقصد هي التي جلس الانقلابيون لصياغتها في مصر مع النطيحة والمتردية في فلسطين بالاتفاق مع الصهاينة الذين كسرت شوكتهم هناك على يد القسام، ليكون الاستهداف كبيرا وواسعا.
ولعل المراقب جيدا لتسلسل الأحداث يرى من واقع الحال أن حماس تتقدم يوما بعد يوم رغم المحن المؤقتة التي تمر بها، وكتائب القسام مقبلة على مخطط الاستئصال بأياد متعددة مهزومة قبل أن تبدأ نظرا لأن محركها هو مهزوم أصلا بعد أن قصف قلب كيانه المغتصب لأرض تل الربيع ، حتى لو طال أكثر حكم الاحتلال الإسرائيلي الذي سيطر على مصر منذ 3 تموز الماضي.
من جانبه يدرك جون كيري أنه يجلس مع دمى وأحجار شطرنج لا تحرك في الشارع أي مسار يتعارض مع ثوابته غير أنه يحاول جاهدا أن يساهم في المخطط الجديد المبني على الانقلاب العسكري في مصر في مسعى للتخلص من الكابوس، ولكن سيناريوهات المرحلة المقبلة ستبقي على كتائب القسام وينهار الأعداء مرة أخرى وانهيارهم سيكون أوسع _ ليست أمنية بل واقع بالقياس على محطات تاريخية مضت أثبتت ذلك_ لأن من يعادي الشعوب ليس له مكان وإن سيطر بالقوة، ولعل أمنية الجزار بشار والانقلابي السيسي والأمريكان والروس وغيرهم الكثير من العربان أن يبتلع البحر غزة؛ إلا أنهم لم يتذكروا مقولة رابين الذي ابتلعه التراب وانتصرت حماس.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت