لا زلت إلى اليوم ، والى هذه اللحظة بكل أسف أقرا تعليقات و بوسترات لأناس يصرون على إثارة الفتنة ، التي لم تخمد بعد نيرانها على مسرح العمليات بأرض مصر ،كفاكم ضياعا وجهلا وتحريضا ، وكفاكم تشبثا بدنيا زائفة كرؤيتكم السياسية لن تكونوا أبدا منصفين إلا إذا عايشتم الألم ،واحترقت أجسادكم بلهيب ،ومرارة فقدانكم لأبنائكم ،وتجرعتم كأس الويلات والتأوهات ..!!أسألكم بالله لو كان أحد أبنائكم يعمل ضمن صفوف قوات الجيش أو الشرطة والآخر ينتمي لتيار مناهض لسياسة الدولة أو لحكومتها هل ستكون تعليقاتكم الساخرة وآرائكم السلبية المنقوصة هي ذاتها أم ستتغير كل مشاعركم ،وكل ما يجول بخواطركم أني متأكد ومتيقن تماما أن شعوركم سيكون بنفس انتفاضة،ومؤثرات المشهد الدراماتيكي لأحد الأفلام السينمائية،والتي شاهدها الكثيرون منا منذ أمد ليس ببعيد ،واني لست بصدد التحدث عن رواية أو فيلما لكن كثيرا من الروايات والحكايات تلتصق مجريات أحداثها بواقعنا ،وبحقائق حياتنا وليست بمعزلٍ عنه.. المهم أن الفيلم هو بعنوان " تزوير في أوراق رسمية " حيث يسجل كامل (محمود عبد العزيز)المولودين باسم زوجته الأولى دولت (ميرفت أمين )،وذلك بعد انكشاف أمره بالزواج من أخرى والتي ماتت بعد الوضع مباشرة ،لذلك خوفا وحرصا على ولديه سجلهما توأم دون علمها وحتى لا تعلم أيهما أبنها الحقيقي ، فلا تفرق بينهما في المعاملة.تظل دولت تحاول أن تعرف أيهما أبنها ولا يمكنها.يكبر الطفلان ليصبحا شابان. أحمد (هشام سليم) يتخرج طياراً ومحمود (إيمان البحر درويش) يتخرج مهندساً ليعمل بشركة والده. وفى يوم من الأيام يتعرض أحمد لحادث وهو يقود السيارة بسرعة تؤدى إلى وفاته، وفى هذه اللحظة يسألها كامل إن كانت تود أن تعرف أيهما أبنها الحقيقي فترفض بشدة وبصورة هستيرية أن تعرف حتى لا تفجع في أبنها،فينفطر قلبها عليه حزنا وقهرا ..وبنفس الطريقة إذا رن هاتف البيت فجأة،وعلم أهل البيت أن أحد أبنائهم قد قتل في الأحداث المنصرمة ،وحين اندلاع المظاهرات البركانية الثائرة ،هل ستتغير أحاسيسهم..، لأن أحد الأبناء والذي قتل يعمل بالقوات المسلحة أو من المؤيدين للرئيس المعزول مرسي ،هل يتغير الموقف أم أن الفاجعة واحدة ،والجرح واحد ،وطالما أن الأمر كذلك فلما إذا تشنون حملتكم المذعورة هنا أو هناك ،ولما تتشدقون بأقاويل لاتمس إلا قساوة القلوب وليس شفافها ؟!! إلى متى تستمر تحريضاتكم عبر سطور أوراقكم الغير رسمية ؟!!
عليكم جميعا أيها المحرضون بسحق الروح التزمتية العمياء.. يامن همكم الوحيد هو صب الزيت على النار.. عليكم أن تعيدوا حساباتكم أولا مع أنفسكم ،ثم مع الله ،فأين عباداتكم وعقيدتكم التي تركتموها كثيرا من أجل انشغالكم بتحيز أعمى لطائفة سياسية ،بعينها تصورتم أنها ستحملكم إلى الجودي ..!!،والحقيقة لا عاصم لكم اليوم مما تقترفون بعدما غادرت السفينة المرفأ ، سوى بالتوبة والرجوع إلى الله ..فبدلا من عرض تعليقاتكم المقززة والمستفزة تضرعوا إلى الله بالدعاء عسى أن يعود الأمن والاستقرار لمصر ،وأهل مصر وجميع العُرب أوطاني هل نسيتم قول الحق سبحانه :" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون"الأعراف - ( 96 )
حقيقة لا أعرف هل يمكن أن تتغيروا ،أم أنكم ستقولون كما قال أصحاب الجاهلية الأولى بكل سفاهة وما شأنك :هــــكذا وجـــدنـــا أبــائــنــا يـــفــعـــلـــون !!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت