أدعياء حرية أم دعاة خراب

بقلم: زين علي

ان كلمة الحرية لها صدى جميل ، و مضمونها أكثر جمالا ، و طلابها يطمحون على الدوام الاقتباس من نورها الأخاذ ، و شمسها الساطعة ، و لكن ككل الأشياء الجميلة التي يتحوطها من ليس من جنسها أو شبيها لها، فأين يذهب أهل القبح وكيف سيخفون دمامتهم ؟!
ونحن اليوم نحيا زمن الدعوة للحرية على ألسن من قذفها في عرضها صباح مساء، و أهرق سترها بين الأحياء ، و نرى رايات الحرية تخفق مرفرفة بأيدى ملطخة بالدم مغروسة في رقاب البسطاء و الضعفاء ، فالحرية الجميلة و الوضاءة يراد لها أن تكون لثاما تخفي وجوه المسوخ من شذاذ الآفاق ، و فجار الدم ، والشجرة الخبيثة التي أرسلت سيقانها الملتوية لتستثمر في البسطاء اجمل ما فيهم لتحوله الى دنس لا حد لنجاسته ، فتستقطبهم للجهاد المقدس ثم تضعهم على مائدة آكلي لحوم البشر ، و تجذبهم لينالوا رضا الله فتوقعهم في فخاخ المعصية المركبة ، و تردد على مسامعهم كلام الله ليباشروا فعلا شيطانيا .
فمن يكفر المسلمين و يستبيح دمائهم و أعراضهم فيقتل الإنسان و يفني الحياة ، من يمحق الصلات و يهدم السعادات و يقيم في كل بيت مأتم و في كل بلد معلم للدم ، من يملأ حياتنا ضجيجا مزعجا بنشازه الذي يرسله في كل مكان ، من يصبح الناس ويمسيهم بالحزن و الخوف والترويع من أجل دعوة مشوهة مبدأها الرفض للآخر و خاتمتها التفتيت للأمة و ثمارها المحرمة مزيدا من الانحطاط و التبعية للشياطين الإنسية .
والطامح في إستكشاف الواقع يعلم يقينا ،
ان لا خير في جاهل جهله مركب فهو يجهل أنه جاهل و يرى في نفسه تمام العلم ، والتكفيريين مدعي السلفية ، و أصحاب الدين المزيف و الكاذب ، و قتلة الأطفال و النساء و العجزة ، وقاطعي الرؤوس ، أصبح لهم حظوة و مكان فسيح و منبر مرتفع عند أدعياء الحرية و أشقياء القوة ، فأجتمع شرار الإنس من المردة المخادعين ومن الجهلة المتخلفين في فسطاط واحد ،
فأمريكا راعية الشر في العالم أذعنها الله للحق فوقفت لله وقفة وجعلها الله أداة لتطبيق العدالة السماوية !!!
وإسرائيل الغاصبة تتباكى على أرواح المساكين و الأطفال في سمفونية مزعجة، نخشى ان تنال من حكامها الأرقاء فتزهق أرواحهم الشفافة !!!!
و السلفيين التكفيريين سافكي الدم و الذين لفظتهم شعوبهم و حتى عوائلهم أصبحوا رموزا للحق ودعاة للإسلام في حين ان لحاهم تقطر دما من الذبائح التي لا يملون من إزهاقها !!!
فيا أيها العالم شاهد هذه الخوارق و المعجزات و الكرامات الربانية ، فأن الله قد جمع دعاة الحرية و دعاة الدين في صف واحد ، فأن كان هذا الحال فهل هناك من هو أشر من هذا العدو الذي إجتمعوا عليه ؟؟؟!!!
نعم إن الله قد سلط عباده وسخر أعدائه (السابقين ) على أشر الخلق أجمعين ( سوريا ) لأن سوريا تنتهك حرمات الحرائر أما إسرائيل وأمريكيا ومن خلفها العرب الشواذ فشغلهم صيانة الأعراض وتقديم ما يسترها من العري و يحولون دون ان ينالها أي سوء .
فسوريا تقتل النفوس المحترمة وتسفك الدماء البريئة ، اما امريكا وإسرائيل و من خلفهم العرب الغلاظ فانهم ليس لهم هم الا الحد من هدر الدماء و حياطة الأرواح وسعيهم الحثيث تجنيب البشرية ويلات الحروب وتاريخهم القديم والحديث يشهد و ما العراق و أفغانستان عنا ببعيد فقد قتلوا أهل العراق و أفغانستان ، أما حكام العرب فقد قسموا شعوبهم بين جاهل وخائف و أرخصوا من سعر مواطنهم حتى جعلوا الدينار والدولار والدرهم سيده المطاع فهم ان لم يكونوا قتلوه فانهم سلبوا روحه وساوموه على قوته !!!!!!!!!!!!!
يا أدعياء الحرية
،هل دعواكم يقبع خلفها الجهل ؟! ، ام أنه الإنضمام لمعسكر العدو الحقيقي للأمة طواعية ؟!
هل فكرتكم ولو لدقيقة في توحد مشاعركم و رغباتكم مع عدوكم ؟!
هل فكرتم ولو لثواني ماذا لو انتصر عدوكم ؟! ومن الذي يحصد الانتصارات دائما القوي أم الضعيف ؟!
،هلا سمحتم لعقولكم بالعمل و فكرتم لم كل هذا الصخب من امريكا واسرائيل ؟!
هل حقا ان أرواح الاطفال تستفز مشاعرهم لهذا الحد الذي يجعلهم يهدرون اموالهم وسلاحهم و يعرضون انفسهم لغضبة من يرى نفسه ميت ميت ؟!
يا أيها العرب لا تفكروا ، فهذا مطلب بعيد المنال ولكن فقط انظروا حولكم و أستحضروا شيئا من الإحساس ؟!
من موجد هذا الكيان السرطاني بينكم ؟!
، من الذي أهدر كرامتكم في الحرب والسلام ؟!
من الذي إستأسد عليكم على الدوام ؟!
من الذي سلبكم مقدراتكم و أحالكم شحاذين تقفون ببابه و تتوسلون الى جنابه ليهبكم بعضا من طحينه او وقوده او سلاحه ؟!
لماذا توجهون سهامكم للمصطفين معكم فأيران و سوريا وحزب الله حرصوا على عروبتكم أكثر منكم ، وغاروا على أعراضكم فيما أنتم تنافختم فخرا بانتهاكها و أرسلتم فتات أموالكم للمنتهكين وحسبتم أن ذلك عزا و مجدا فيما أنتم تتمرغون في أحضان العربيد الأمريكي .
يا عرب لا تفكروا وانصتوا فقط الى هدير دبابات عدوكم في بلادكم و انفجار الغامه و صواريخه في شوارعكم ، و أزيز رصاصه في صدوركم !!!
أيا عرب انتم لم تعدموا التفكير و الإبصار و الإنصات ، ولكنكم عدمتم الحياة ، وما يصلنا من إزعاجكم ليس الا همهمة أشباح وظلال لا تضر ولا تنفع ،
فهمهموا و أتركوا لغيركم الزمجرة .....
فالقادم لن يولد من أمانيكم و لا نجواكم ، فرجال الله الذين خبرتموهم سابقا و ظننتم ان لا نجاة لهم وقتها ، لم يعودوا وحدهم في الميدان و انتصارهم المدوي وقتها سيكبر اليوم بالجيش العربي السوري الذي يمخر ميدان النزال و يعد للأمر عدته .
فإسرائيلكم التي تخيفكم ترتجف اليوم كما عهدنا السابق بها أمام الاقوال و الفعل أمضى و أمر ، و عظيمكم الذي عبدتموه طويلا وظللتم عاكفين عليه سيهزم اليوم ها هنا وعلى أرضنا الشامية الغراء ،
و غدا في أرضه باذن الله
فيا أيها العرب ان الروم الذين استنصرتموهم ، لا بقاء لجنازيرهم على أرضنا، و لا لنفاثاتهم في سماءنا ....
فيا أدعياء الحرية المضللين لا مكان لكم بيننا فأهربوا عنا قبل أن تبتلعكم أرضنا أو تمتصكم سمائنا ، او تتلاشون فيما بينهما .
فشامنا المباركة بنص النبي الاعظم موطن النصر و مهبط الرسالات ، فيا أيها العرب رهاناتكم لا بد خاسرة ، فلا تنتظروا ، وأبحثوا لكم عن دثار يقيكم المذلة و الخنوع ، وتلمسوا شغار يخفيكم عن الوجوه فقبحكم و سواد نفوسكم و قمائة معالمكم تفسد على الاحرار نعمة الإبصار
فانصرفوا عنا يا دعاة الخراب و الدمار و التفتيت و ما وجودكم بيننا إلا تذكرة بنعم الله المحققة فينا فمن عرف الجهل بأهله إطمئن بالعلم و حمد الله عليه ، و من شاهد القبح أنس بالجمال و عشقه .
فيا أدعياء الحرية ويا دعاة الخراب
فرق كبير بين تغريد البلابل و نعيق البوم
و فارق أعظم بين حماة الديار و جالبي العار ممن استنصر بالاشرار
وبون شاسع بين عشاق الحق و أتباع سطوة الزيف والخداع

فالمجد لأبناء الأمة المخلصين .. والنصر حتما للأوفياء الصادقين .. والخزي والعار للخونة والمتآمرين


‏زين علي / غزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت