في ظل ما تتعرض إليه غزة من حصار خانق وتحريض غير مسبوق من العدو والصديق فعلى أصحاب القرار أن تكون لهم تحركات على المستوى الشعبي بشكل صريح وسريع قبل الانطلاق بخطاب للخارج.
فعلى السيد رئيس الوزراء إن يتقدم بخطاب كامل وشفاف يتعلق بالحالة التي تعيشها غزة وما هو المرتقب من حدوثه بالفترة القادمة حيث الحصار المضروب على غزة سيكون بشكل جديد مختلف عما عهدته غزة عبر سبع سنوات عجاف, حصارنا اليوم سيتشارك بصناعته أشقائنا بمصر ولكن هذه المرة بعنفوان يفوق مرات ومرات عنفوان مبارك والاحتلال نفسه, فكل المؤشرات تشير إلى أن القادم صعب بأحداثه وسلبياته وانعكاسات
فمن الأساس فهذا الحصار فعليا بدأ العمل به منذ أحداث مصر الأخيرة وكان هدم كافة الأنفاق وشرايين الحياة التي تمد غزة وشعبها بأساسيات الحياة حيث لم يتبقى نفق يمرر أي سلعة للقطاع ناهيك عن المحروقات من بنزين وسولار والذي تعتمد عليه غزة في حياتها بشكل شبه كامل.

إن هدم الأنفاق والذي تم حتى من خلال تفجير منازل برفح المصرية لهو دليل قاطع على نية الجيش المصري القضاء على كل نفق يمتد لغزة وان كان يمرر علبة دواء لمريض أو علبة حليب لطفل.

إن تشكيل منطقة عازلة على الحدود بيننا وبين الشقيقة مصر ينذر بكثير من التساؤلات عما سيشوب غزة بالفترة القادمة من أحداث.
طيران مصري عسكري يجوب الأجواء حتى يدخل أجواء فلسطين وغزة باستهتار وعدم مبالاة وكأنه يتحدى بذلك حرية الفلسطيني بأرضه والمعروف أن الطيران الحربي المصري منذ العام 73 وهو ممنوع من الطيران بسيناء فما بالك حينما يصل هذا الطيران لغزة ويتعمق بأراضيها؟!!

إن هذا الطيران من البديهي انه نال تنسيق مسبق واتفاق مع الاحتلال تم بموجبه تعديل بعض البنود باتفاقية كامب ديفيد تسمح للجيش المصري بالطيران وإدخال عدد من الجنود اكبر بكثير مما كان مسموح به من أفراد الأمن المركزي كما تم السماح للجيش المصري بإدخال آليات عسكرية ثقيلة !!
حشد إعلامي واضح تجاوز حد المألوف ضد الشعب الفلسطيني بشكل عام والمقاومة بشكل خاص حيث لا يجد المتابع للقنوات المصرية سوى التحريض على الشعب الفلسطيني بشكل عام والغزي بشكل خاص منذ فترة وهو يعمل على هذا المسار إلى أن افقد الكثير من أنصار القضية الفلسطينية من الأشقاء المصريين الذين تم تضليلهم من خلال إعلام مسموم بات شغله الشغال بتغيير ثقافة أبناء الشعب المصري بتغيير توجهاتهم للعدو التقليدي لهم ألا وهو دولة الاحتلال, لتصبح فلسطين وغزة هي العدو الرئيسي والأول لمصر من وجهة نظرهم !!
إن الأمور تتصاعد بشدة وبسرعة وأخشى ما أخشاه عودة الأيام الأشد سواد من الحصار المرير بالفترة القريبة القادمة حيث تكالب مثلث شيطاني يضمر لغزة ولشعبها ومقاومتها نوايا مبيته سيئة الأهداف وهذا المثلث ثلاثي الأضلاع بين "دولة الاحتلال والجيش المصري وسلطة رام الله" ولكل ضلع منهم مهمته التي سيعمل عليها في ظل سياسة جديدة وحرب جديدة على غزة بأشكال مختلفة غير معهودة!!

ومن هنا فإننا نطالب حكومتنا بغزة مصارحة الشعب بما هو قادم والعمل على تثقيف المواطن بما عليه وما له في الفترة القادمة حيث اعتقد انه علينا تفعيل المناداة برفع الحصار عن غزة منذ الآن وليس علينا الانتظار حتى يسقط شهداء جدد بسبب الحصار, من فقدان للدواء من حرائق نتيجة قطع الكهرباء من أمراض نتيجة الغازات السامة الناتجة عن استخدام زيت الطهي كوقود بديل, الكثير من الأسباب تجعلنا ننادي منذ الآن برفع الحصار عن غزة بشكل كامل وإشراك الدول التي تجد حكومتنا أنها صادقة وقادرة على التدخل بصورة فاعلة كتركيا مثلا .
يا حكومتنا الرشيدة لا وقت نقضيه بالانتظار فاليوم حاجتنا لمكاشفة جادة حقيقية كاملة بما يدور على الأرض وما يدور خلف الكواليس فالمواطن الغزي باتت تؤرقه كوابيس الحصار كل ليلة وهو يتلمس أثارها منذ هذه الأيام وانعكاسها على حياته اليومية .
سيادة رئيس الوزراء أبو العبد أتمنى أن تصلك رسالتي هذه والعمل عليها لان الشعب فعلا ينتظر خطاب توضيحي منك ومن الحكومة ويحتاج إلى تطمينات من أولياء الأمر بغزة عن الفترة القادمة كي نتوحد جميعا لنقف ضد هذا الحصار الجائر بتحدي وصبر وصمود معهود على غزة وأبنائها .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت