إن تسكع الشحاذات المتسولات هن أخطر ظاهرة ،وأكبر فتنة تمس قلب أخلاق المجتمع العربي ، على وجه الخصوص ،وعندما أخص بالذكر بالأنثى فليس معنى ذلك هو استبعاد المتسولين من الرجال ، أو إعفائهم ،ولكن مخاطر خروج المرأة التي هي أكثر من نصف المجتمع للتسول ،في الأسواق ،والأماكن العامة لهو جريمة كبرى بعينها ،لأن الخطيئة تضفي بعواقبها على المرأة دون الرجل ،وأن ذلك له آثاره السلبية في ازدياد حالات الدعارة والفجور ، وازدياد تفشي ظاهرة أبناء الشوارع ،وبالمناسبة أولاد الشوارع الذين أعني بهم ليسوا أولئك الذين لا مأوى لهم أواللقطاء الذين تخرجوا من الملاجئ أوالإصلاحيات فحسب بل أقصد كذلك بالقول أولئك المشردون رغبة منهم ..ورغم أن لهم أهل وبيت وعنوان ..!!فالشحاذات هن أكثر عرضة للابتزاز من قبل أصحاب النزوات ،وأصحاب الأهواء مقابل حفنة دراهم معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع ..!!ناهينا عن الذئاب البشرية التي تستبيح حرمات البريئات والعفيفات من النساء..!! فما بالنا بنيلهم صيد رخيص سهل الحصول عليه، خاصة أن معظم النساء المتسولات هن شابات فاتنات يلبسن أفخر الثياب ويضعن أغلى المساحيق ليلطخوا بها وجوههم جذبا لضعاف النفوس ،والساذجين الذين يسيل لعابهم لمجرد النظرة لعيونهن التي يزينها الشيطان كما يزين كل قبيح محرم ،فتسيل حافظة نقودهم ،بكل بساطة دون أن يدركون ..!!وعندئذ من الطبيعي ، أن يترتب على ذلك بأن تصيب تلك المجتمعات حالة من الهلع و الفوضى والانحراف والضياع..!!ولو تساءلنا عن السبب ،ومن هو المسئول عن ازدياد ظاهرة التضخم النسائي التسولي ،وشحاذة النساء في مجتمعاتنا العربية ،لأيقنا أن الجميع بصفة عامة تقع على عاتقه المسئولية سواء أكانوا أولئك الأشخاص ممن يمثلون رجال الدولة أوكانوا من الموظفين أو رجال الدين أوعامة الناس،هذا بالنسبة للنساء اللواتي لسن لهن أهل أو أي من الأقرباء.. ولكن بالنسبة للنساء اللواتي لهن أهل أشير هنا إلى أن ولي الأمر هوالمسئول بالدرجة الأولى زوجا أكان أو أخا أو من أي أحد من الأقارب هم المسئولون حقا ،فالكرامة والشهامة والكبرياء والرجولة تلك الصفات العربية الراقية والتي كم افتقدناها في أيامنا ،لا يمكن أن تبرر بأي حال من الأحوال تقاعس ،وتخاذل ودياثة ولى الأمر مهما كلحت الظروف ،وازدادت سوءا ..!!،وأني أستهجن أشباه الرجال الديوثين والذين عزموا بكل وقاحة وشناعة ، على القيام بدور النساء في البيوت ،والسماح بكل فظاعة لتسريح زوجاتهم أو أخواتهم أو بناتهم فيتجولون الشوارع والطرقات والبيوت ، لكي يطعمونهم هم ،وأبناؤهم ..العلاج الوحيد برأيي لهذا المرض العضال هو ملاحقة تلك الشحاذات من قبل الشرطة النسائية والقبض عليهن فورا ،ومن ثم أخذ تعهدات عليهن إن لم يكن لهن أهل وتهديهن بالسجن ،في حالة تكرار ذلك لكن بالمقابل لدور المؤسسات الخيرية ودورالرعايات عامل كبير في معالجة تلك الحالة أوالآفة المجتمعية الخطيرة من خلال الإنفاق عليهن وتوفير حياة كريمة آمنة ،وأما من لهن أهل فيتم أخذ تعهدات على ولي الأمر ،والتهديد بحبسه هو شخصيا ،وعلى أن تخرج بكفالة حتى لاتتم معاودة ذلك العمل المقزز ، وانه معرض للمساءلة القانونية ..ومن طرق العلاج التي يصعب حصرها في مقالتي هو عدم التعاطي مع الشحاذات حتى يشعرن أنهن منبوذات ،وأني أتساءل أولا يعلمن المنحرفات من النساء أنهن بتدنيسهن أجسادهن وعرضهن في الوحل ..انه تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ..؟!!و لكن المصيبة في مجتمعاتنا أننا نعمل كعوامل حفازة لتصرفاتهن من خلال غض البصر واليد والقدم ،وحساسية الموقف ،هو الحالة السائدة عندما تكون الحالة المتلبسة امرأة ،في قضية تمس الشرف أو سرقة أو تسول أوغيره من القضايا السيئة المعاصرة، ولذلك قد فهمن تلك النسوة المنحرفات أن لديهن ضوءا أخضرا ،وأن هناك غطاءا أمنيا ومجتمعيا لأن يفعلن ما يحلو لهن ،وأن لا احد يمكنه فضح أمرهن مهما كانت نوع الخطيئة ..!!
مشكلتنا دائما في بلاد العرب أوطاني نتعامل مع أولئك النسوة بكل سرية وغموض ، ولو كان هناك محاسبة حقيقية على الملأ ،واسقاط لحصانة المنحرفات لما آلت إليه الأمور اليوم من تفشي للرذائل في مجتمعاتنا ..لكننا بكل أسف نحن نتبع بعض السلوكيات المنبثقة من عاداتنا وتقاليدنا أو نتبع قوانين غربية بريطانية أو فرنسية أو غيرها في مناحي حياتنا ،ولم نتبع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف في تطبيق القصاص ،وأني هنا استشهد بقصة وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، امرأة من بني مخزوم سرقت وثبتت عليها السرقة. وبنو مخزوم قبيلة من أشراف قريش، ومن أكابر قريش ومشهوريهم، كانت لهم مكانة وشهرة وشرف في قومهم، ولما ثبتت السرقة على هذه المرأة تحتم أن يقام عليها الحد، وأن يطبق عليها الشرع، وأن تقطع يدها كما تقطع يد غيرها، ولكن أكابر قريش عظم عليهم ذلك، فأهمهم شأنها، وصعب عليهم أن تقطع يدها، حتى قالوا: نفديها يا رسول الله! ولو بعشرة آلاف دينار، نفديها ولو بعشرين، حتى وصلوا إلى أربعين ألف دينار، مع أن الدية في ذلك الوقت هي ألف دينار، ولكنهم قالوا: نفديها بأربعين ألفاً، أي: بأربعين دية؛ وذلك خوفاً عليهم من العار، ومن أن تكون هذه المرأة التي هي من أشرافهم عاراً عليهم.
والحاصل: أنهم توسلوا بـ أسامة وقالوا له: كلّمه لعله يعفو عنها، اشفع لها لعله يسقط هذا الحد، فلما كلمه غضب صلى الله عليه وسلم حيث إن قريشاً لشرفهم أرادوا ألا يقام هذا الحد عليهم، ويكون هذا إسقاطاً لحد من حدود الله، فغضب وقال: ( أتشفع في حد من حدود الله؟! )،
لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم أنها لطالما هي امرأة منعا لمس كرامة وشرف العائلة قررنا العفو عنها ..!! لم يفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ،لكن أين نحن اليوم من هدي النبي محمد صلى الله
عليه وسلم لقد أصبحنا نسير اليوم وبمحض إرادتنا بسبل الشيطان بعدما تركنا الإتباع واخترنا الابتداع ..!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت